دفع هاجس تعفن لحوم الأضاحي الكثير من العائلات، إلى تشديد احتياطات حفظ لحم الأضحية خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال أول أيام العيد، ورغم تحذيرات المختصين إلا أن الكثيرين تعمدوا تجفيف الأضاحي باستخدام مكيفات الهواء، بالمقابل سارع آخرون إلى تقطيعها مباشرة بعد نحرها. الخوف من تعفن اللحوم خلف حالة من الهستيريا لدى الكثيرين، بالرغم من تأكيدات وزارة الفلاحة بخصوص سلامة الأضاحي التي نظمت عملية تلقيحها بشكل مبكر هذه السنة، كما ضاعف درجة الوعي بشروط الذبح و الحفظ و التخزين كذلك، إذ أن الاهتمام بآراء المختصين من بياطرة و أطباء زاد، حسب ما تؤكده مواقع التواصل، التي كشفت كذلك، بأن نسبة كبيرة من المواطنين لم يلتزموا بهذه التوجيهات المتخصصة لتجنب تعفن اللحوم، إذ قام الكثيرون بعد عملية النحر و فصل جلد الأضحية عن هيكلها و تفريغها من الأحشاء، بوضعها في غرف مزودة بمكيف هوائي بغية إبعادها عن أشعة الشمس و توفير هواء بارد يمنع تعفنها، و هو إجراء خاطئ حذر منه عديد المختصين منهم رئيسة جمعية البياطرة خديجة بومقروة، التي شددت في حوار سابق مع النصر، على ضرورة الابتعاد قدر المستطاع عن استخدام المكيف لتجفيف و تبريد الأضحية، و حثت على وضعها في مكان مظلل يتوفر على تهوية طبيعية. من جهتهم سارع آخرون إلى تقطيع هيكل الذبيحة، بعد وجبة الغداء مباشرة، أي بعد أقل من ست ساعات على نحرها، ما خلف تهافتا على القصابات، وذلك بحجة الخوف من تعفنها بسبب ارتفاع دراجات الحرارة، غير أن الكثير من المختصين دعوا لتجنب ذلك، من بينهم المختصة في التغذية الدكتورة نائلة بوشجة التي شددت في حديث سابق مع النصر، على ضرورة ترك الأضحية لمدة 24 ساعة إلى غاية انتهاء النشاط الإنزيمي، موضحة بهذا الخصوص، بأنه بعد نحر الأضحية يبدأ نشاط الإنزيمات التي تساهم في نضج اللحم، ومرور المدة سالفة الذكر يعني بلوغ اللحم مرحلة النضج التي ينتهي فيها النشاط الإنزيمي، و هي مرحلة مهمة جدا، لأن اللحم يصبح طريا نتيجة تمدد الألياف العضلية ما يجعله سهل المضغ وطيب الطعم، و عكس ذلك يحصل عند تقطيع الأضحية قبل إنهاء الإنزيمات لعملها، إذ يكون اللحم جافا و قاسيا و مختلف الطعم، إذ نصحت بتقسيم الذبيحة إلى أربعة أجزاء و وضعها في الثلاجة إلى غاية مرور المدة اللازمة ثم القيام بتجزئتها لاحقا. وقد عرفت ظهيرة أمس، أول أيام العيد، تهافتا على القصابات لتقطيع الأضاحي، حتى أن هنالك من قاموا بالحجز مسبقا، نظرا للإقبال الكبير الذي شكل طوابير طويلة، و الملفت أن جزارين قاموا بتنصيب هياكل حديدية أمام محلاتهم لاستيعاب العدد الكبير للأضاحي، رغم خطورة ذلك بسبب تعريضها المباشر للشمس، فيما انتشرت عشية العيد إعلانات عشوائية على مواقع التواصل، لأشخاص وضعوا أرقام هواتفهم وعرضوا خدماتهم أمام الراغبين في تقطيع ذبائحهم، علما أن العملية تتم على قارعة الطريق في ظل موجة الحر الشديدة و انعدام أدنى شروط الحفظ و النظافة وبأسعار تتراوح ما بين ألف إلى 1500 دج . مواطنون يستعينون ببياطرة للتأكد من سلامة الأضاحي مع ذلك، لا حظنا انتشار وعي كبير لدى الكثير من المستهلكين الذين فضلوا الاتصال ببياطرة للتأكد من سلامة أضاحيهم، و هو ما أشار إليه الدكتور حسان حجيرة، عبر الصفحة الرسمية لعيادته على الفيسبوك، و هي صفحة شهدت تفاعلا كبيرا من قبل المواطينين الذين كانوا على اتصال مباشر معه طلبا للتوجيهات و كذا الاستفسارات بخصوص بعض أجزاء الأضحية، حيث قاموا بإرسال صور للقطع المشكوك في سلامتها، و هو ما يؤكد ارتفاع درجة الوعي عند الكثيرين .