تشهد مندوبية علي منجلي 2 ببلدية الخروب بولاية قسنطينة، ضغطا كبيرا على مصالحها، مع تشكل طوابير طويلة أمام مختلف الشبابيك من أجل استخراج وثائق الحالة المدنية، حيث يتزايد الإقبال عليها بالنظر إلى الترحيلات التي تعرفها المدينة الجديدة، ما جعل عددا محدودا من الموظفين يشرفون على تجهيز آلاف الوثائق الإدارية يوميا. و زارت النصر هذا المرفق الذي دشن قبل أشهر قليلة بالوحدة الجوارية 2، من أجل فك الضغط على المندوبية القديمة، حيث وقفنا على حالة من الفوضى و لاحظنا تشكل طوابير بها العشرات من المواطنين و هم ينتظرون دورهم من أجل إيداع ملفات أو استخراج بعض وثائق الحالة المدنية. شباك واحد لاستخراج كل الوثائق! أول ما يلفت الانتباه عند دخول المكان، هو الطابور الطويل للمواطنين على أحد الشبابيك، و الذي علمنا من أحد الموظفين أنه مخصص لاستخراج عدة وثائق وكذا المصادقة على أخرى، مضيفا بأن عدد العمال قليل جدا مقارنة بالمواطنين الذين يتوافدون على هذا الشباك يوميا. ويشتغل في شباك الحالة المدنية هذا، 5 موظفين ورئيس مصلحة يقوم بعملية الإمضاءات، وأوضح محدثنا أن عدد شهادات الإقامة المستخرجة تصل إلى ألفي وثيقة يوميا، وينخفض العدد إلى ألف في الأيام التي لا تعرف إقبالا كبيرا، وذلك دون احتساب عدد الشهادات العائلية و الوثائق المصادق عليها. وقال الموظف أن سبب الفوضى التي تحدث يوميا بالمندوبية هو أن «عدد العمال غير كاف»، مضيفا بأن الأمور كانت ستكون عادية وتسير بشكل طبيعي، لو تم تخصيص شباك لكل شهادة، مع توفير 4 عمال في كل واحد منها، وهو ما سيجنب حسبه، تشكل الطوابير الطويلة، كما أن مدة تواجد المواطن في المندوبية لن تزيد عن 10 دقائق، خاصة وأن شباك شهادة الميلاد يعرف توافدا كبيرا لكن دون حدوث أية مشاكل. تمديد ساعات العمل لسد النقص في الموظفين و صادف تواجدنا بالمكان إضاعة إحدى المواطنات لدفترها العائلي أثناء وقوفها في الطابور، حيث يضع المواطنون دفاترهم أمام الشباك بغية استخراج الوثائق، ويكون ذلك بشكل فوضوي، وهو ما يؤدي لضياعها في بعض الأحيان، إذ يستغرق وقت إيجادها ساعات، ما يعطل عمل الموظفين، حسب ما أكده أحدهم. وأضاف عمال بالمندوبية، أن التوافد يزداد كثيرا مع اقتراب الدخول المدرسي أو في الفترة التي تسبق استقبال ملفات قفة رمضان، ما يضطرهم للبقاء إلى غاية السادسة مساء في كثير من الأحيان، مؤكدين بأنهم يتعرضون لمختلف أنواع الشتائم من طرف بعض المواطنين الغاضبين، بسبب الطابور الطويل، إلى درجة أن الموظفات صرن يخشين على أنفسهن من الاعتداءات خارج مقر المندوبية، التي لجأ مسؤولوها إلى تحويل بعض العمال في مصلحة القاعدة البيومترية إلى الحالة المدنية من أجل تغطية النقص، كما تم الاستنجاد بأعوان الأمن في استقبال ملفات المواطنين. 6 عمال لتجهيز 1600 وثيقة! داخل مصلحة القاعدة البيومترية التي زرناها في بداية شهر أوت، كان عدد الموظفين لا يتجاوز 5، ورغم ذلك فقد تم استخراج 351 جواز سفر و1184 بطاقة تعريف بيومترية في الفترة الممتدة ما بين 1 ماي إلى 25 جوان، حسب ما علمناه من مسؤولة المصلحة، التي أكدت بأن هذا الرقم يرتفع أكثر خلال أوت، بسبب إقبال المواطنين على قضاء العطلة خارج الوطن. وأضافت المتحدثة بأن مصلحة القاعدة البيومترية في مندوبية علي منجلي، «تعاني من نقص فادح في الإمكانيات البشرية والمادية»، حيث تضم 6 موظفين فقط، كما يتم استخراج آلاف الوثائق البيومترية عبر جهازي سكانير و طابعتين، و هي إمكانيات غير كافية حسبها، خاصة بعد أن شرع في استخراج رخص السياقة البيومترية. كما علمنا بأن جل عمال هذا المرفق البلدي، يشتغلون في إطار عقود ما قبل التشغيل، حيث بلغ عددهم 35 يعملون بدوام كامل، و أكد أحد أعوان الأمن أنه يتنقل سيرا على الأقدام حاملا وثائق رسمية تخص المواطنين لمسافة طويلة من أجل نقلها من المندوبية 1 إلى 2، كما يضطر المنتخبون للتنقل لأداء عملهم خارج البلدية وفق إمكانياتهم الخاصة، بحكم عدم امتلاك المندوبية لسيارة خاصة بها. و قال مندوب مندوبية علي منجلي 1، بسول نور الدين، أن المندوبية الجديدة، خففت الضغط عن الأولى ولكنها لم تمنح القيمة المضافة المتوقعة منها ومن بقية المنتخبين والمسؤولين، مشيرا إلى أن الأسباب عديدة، ويبقى أهمها «ضعف الإمكانات البشرية والمادية»، التي حدت كثيرا من الخدمات التي كانت ستوفرها للمواطن، حسب تأكيده.