استهلك قطاع الصحة بقسنطينة، حوالي 6 مليار دينار صُرفت في عمليات التهيئة على مستوى مختلف المؤسسات الصحية و 53 قاعة علاج موزعة عبر إقليم بلديات الولاية، غير أنَّ نقائص سجلت على مستوى عدد من هذه المرافق و وصلت حدّ انعدام الإمكانيات الضرورية لإجراء الفحوصات، فيما يطالب سكان ديدوش مراد بإنجاز مركز صحي لاستقبال المرضى، خاصة وأن حوالي 25 ألف نسمة تضطر للانتظار ساعات من أجل تلقي العلاج. و تبعا لعرض قدمه مؤخرا مدير الصحة الذي أنهيت مهامه قبل أيام، فقد سخّرت الدولة 600 مليار سنتيم لتهيئة مختلف المؤسسات الصحية القاعدية، سواء قاعات العلاج، أو العيادات متعدّدة الخدمات، بل و حتى المستشفى الجامعي ابن باديس، لكنَّ الملاحظ على هذه المرافق، و باعتراف أعضاء بالمجلس الشعبي الولائي، أنها تبقى دون المستوى المطلوب، و تحتاج إلى المزيد من الدّعم، ماديا و بشريا، حيث تفتقر القاعات إلى التموين بالمستهلكات، و الكواشف البيولوجية، و تنعدم الأدوية في بعض الصيدليات، مع تسجيل تعطل لآلات الكشف على غرار الأشعة، و كراسي جراحي الأسنان، و كذلك أبسط الإمكانيات الماديّة الضرورية للتشخيص و العلاج. و أشار تقرير عرضه منتخبون خلال الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، إلى حالة من الإهمال، وانعدام مظاهر التهيئة بعدة مرافق صحية، رغم رصد 6 ملايير دينار لها، إلى جانب مليار خصّصت للتجهيزات، مع التطرق إلى انعدام شبكات الماء و الغاز داخل غالبية قاعات العلاج ببلديات ابن باديس و بني حميدان و حامة بوزيان، و كذا ديدوش مراد، و تسجيل نقص فادح في الممرضين، و أعوان الحراسة والنظافة، و غياب طبيب مداوم ثان بكل القاعات. و تساءل المنتخبون عن مصير مشروع المستشفى الجامعي الثاني الذي كان مقررا إنجازه على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، و المجمّد بسبب الضائقة الماليّة التي تمر بها البلاد، فيما قال مدير الصحة السابق العيد بن خديم خلال أشغال الدورة المذكورة، إن هناك أملا في رفع التجميد عن المشروع و بعثه، لتخفيف الضغط عن المستشفى الجامعي ابن باديس الذي يغطي قرابة 20 ولاية بالجهة الشرقية للوطن. من جهة أخرى، يطالب سكان بلدية ديدوش مراد بإنجاز مركز صحي، لإنهاء أزمتهم في تلقي العلاج، خاصة و أن منطقتهم تضم حوالي 25 ألف نسمة، حيث يلجأون جميعا إلى قاعة علاج بسيطة، هي الوحيدة المتوفرة في كامل البلدية، ما يجعلهم يضطرون للمكوث لساعات من أجل الظفر بمعاينة طبية، و قد نقل أحد المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي هذا الانشغال، مؤكدا وجود قطعة أرضية ستخصص لإنجاز مركز صحي و لكن لم يتم استغلالها منذ سنة 2010. كما جدد سكان حي وادي الحجر مطالبهم بإنجاز مركز للأمن، بعد أن انتشرت الآفات الاجتماعية خلال الآونة الأخيرة، حيث أصبحت مجموعات من المنحرفين تقوم، حسبهم، بسلوكات غير أخلاقية أمام الجميع من خلال تعاطي المهلوسات و المخدرات، و في هذا الخصوص ذكر أحد المنتخبين بالمجلس المذكور، أن فرق الأمن تقوم بدوريات بين الحين والآخر، إلا أنها تبقى غير كافية حسبه، خاصة بعد تعرض عدة سكنات للسرقة و مواطنين لاعتداءات. و في سياق آخر، قال أحد المنتخبين، إن بلدية ديدوش مراد ستحتضن في جانفي من العام الداخل، الدورة الوطنية للدراجات الهوائية، و التي تعودت على تنظيمها في كل سنة، و حسب المنتخب فإن بعض المصاريف التي كانت من المفترض أن تقع على جهات أخرى، أصبحت البلدية تتحملها منفردة، دون تلقي أية مساعدة من الوزارة المختصة، مطالبا الولاية بتقديم الدعم خاصة بالنسبة للمصاريف المتعلقة بالأكل و الشرب و المأوى، و أضاف نفس المتدخل أن ديدوش مراد برمجت احتضان دورة افريقية في نفس الرياضة و لكن بسبب العجز المادي تم إلغاؤها مع الاكتفاء بالدورة الوطنية.