استكملت أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية في الجزء الثاني من برنامج « هذا أنا» سلسلة اعترافاتها المثيرة التي يكتشفها الجمهور لأول مرة، متطرقة في هذه الحلقة لتفاصيل لقائها مع الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر الذي كرمها و كرم من خلالها كل الجزائر، و عن إنقاذ الرئيس هواري بومدين لمستقبلها الفني بمكالمة هاتفية أقنع فيها زوجها الأول بالسماح لها بأن تغني في الذكرى العاشرة للاستقلال. واصلت وردة الجزائرية في الجزء الثاني من « هذا أنا « سهرة أول أمس في البوح بأسرارها بصراحة لم يعدها جمهورها العربي من قبل، كاشفة تفاصيل مثيرة عن حياتها العائلية و خاصة علاقاتها في الوسط الفني و بحكومات الدول التي احتضنتها كإنسانة و فنانة و على رأسهم مصر. فأكدت أنها على عكس الكثير من الفنانين و الفنانات الذين تربطهم علاقات مميزة مع السياسيين و رجال الحكم ، كانت هي بعيدة عن هذا النمط من الاحتكاكات لأنها كما قالت « كانت مكروهة كل الدول العربية»، إلى أن كرمها جمال عبد الناصر و ألبسها بيده ميدالية تقدير قائلا لها « أهلا بالجزائر» ، حيث تسبب لها هذا التكريم في الكثير من الإشاعات التي أساءت لها لدرجة أن أخاها الذي كان في ذلك الوقت يعيش في تونس تنقل إلى مصر ليذبحها تحت تأثيرا ما سمعه عنها. مشيرة إلى أن الإشاعات طاردتها طيلة مشوارها الفني ، كأيام المباراة ما بين مصر و الجزائر و لكن لحسن الحظ كما أكدت أن هناك صحافة حرة دافعت عنها بموضوعية و قالت أنه « لو لم يكن في وردة خير في بلدها فكيف كان يمكن أن نصدقها بعد ذلك لو قالت أنها تحب مصر». كما استرجعت مع المنشطة رانيا ذكريات طفولتها الأولى في بيروت عندما كانت تعيش في كنف عائلة كبيرة متكونة من إخوتها و زوجاتهم و أبنائهم و أبوها ، متأسفة على موت والدتها في باريس دون أن تزور بلدها لبنان مجددا، حيث قالت أن والدها خطفها عندما كان عسكري في الجيش الفرنسي و أخذها من بيروت إلى باريس و منذ ذلك اليوم لم تعد إليها أبدا إلى أن ماتت عن عمر 53 سنة ، تاركة إياها بعمر 16 سنة . و تذكرت أيضا تفاصيل حياتها في فرنسا أيام الاحتلال ، حين كان والدها يمتلك مطعما صغيرا تم توسيعه فيما بعد في منطقة سان ميشال ، ليستقبل عمالقة الفن العربي في ذلك الوقت و الذين اكتشفوا وردة مبكرا و هي تغني لهم في مطعم أبيها ، حيث كان والداها يوقظانها من النوم عندما يأتي أحدهم لتغني له و يرى موهبتها . و قالت وردة بطرافة، أنها كانت توزع منشورات والدها النضالية في محفظتها أثناء توجهها للمدرسة دون أن تشعر، وهي بهذا تكون قد شاركت بطريقة في الكفاح ضد الاستعمار بفضل والدها. و بعد أن تم إغلاق مطعمهم في فرنسا انتقلوا إلى بيروت ، و استمرت في الغناء في أحد المطاعم تحت أعين والدها ، و هناك التقت بالمزيد من نجوم العرب كالفنان حلمي رفلة و الفنان المتميز عمر الشريف . وعودتها للجزائر أثناء الاستقلال كانت على يد زوجها الذي قام بخطبتها من أبيها في لبنان و اشترط عليها هناك أن تتوقف عن الغناء، رغم أنه أعجب بها من خلال صوتها الجميل، و قبلت هي بالشرط لأنها كما قالت كانت قد سئمت من أجواء الفن و نفاق هذا الوسط الذي لم تتحمله . و عن حياتها الزوجية في الجزائر قالت وردة أنها كانت في البداية أكثر من حلم ، أمضتها كسيدة بيت في المنزل ترعى زوجها و أولادها، و لكنها لم تتوقف عن حب الفن و الغناء حيث كانت تردد أغانيها في المطبخ أثناء تنظيف الصحون كما قالت ضاحكة، و مع مرور الوقت ملت من الغناء في المطبخ و شعرت بالحنين للعودة للمسرح ، إلى أن أنقذتها مكالمة الرئيس هواري بومدين الذي اتصل بها قائلا « جوزيلي السبع ديالك « ليقنع زوجها بأن يترك وردة تغني في الذكرى العاشرة للاستقلال سنة 1972 . و بعدها مباشرة طلبت هي من زوجها أن تعود مرة أخرى للغناء فرفض و قال لها « لو أردت الغناء فغني باسمك العائلي»، فتم الطلاق و سافرت لمصر . و هناك تزوجت بالملحن بليغ حمدي، الذي كررت ما قالته عنه في الجزء الأول أنه زوج فاشل و فنان عظيم، و كان يتضايق كثيرا عندما تغني ألحان غيره. و من بين أهم المفاجآت التي تضمنها هذا الجزء هو استضافة ابنها رياض في البلاطو في لبنان، بعد أن تم إقناعه بصعوبة كبيرة للظهور في التلفزيون إلى جانب والدته، حيث اعترف أنه لم يحدث أبدا أن شعر أن والدته تخلت عنه حتى عندما سافرت لمصر و تركته هو و أخته. وقالت وردة في الأخير، أنها تحبذ أن يكتب سيرة حياتها بعد موتها و ليس الآن لأن هذا يشعرها بالحزن. مشيرة إلى أن أفضل من غنى لها هي المطربة أمال ماهر، بالإضافة إلى فضل شاكر و جورج وسوف ، أنغام وائل جسار ، غير أنها انزعجت من إعادة هيفاء لأغانيها الطربية بشكل خفيف و تساءلت لماذا اختارتني أنا لتؤدي أغاني خفيفة. و آخر أمنية لها هي أن تعود المياه لمجاريها بينها و بين ابنتها التي تتألم بسبب خصومتها معها، واعترفت لها على الهواء بأنها تحبها و ترجتها أن تتكلم معها مجددا و تعود لحضنها لأنها كما قالت باكية تشتاق لها بشدة.