أوباما يقول أنه يمتلك الأدلة وطهران تحذر الرياض من الفخ الأمريكي دخلت المواجهة الأمريكيةالإيرانية منعطفا جديدا باتهام واشنطنلطهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي وتنسيقها مع قوى غربية وعربية لعزل إيران، في سلوك يرى فيه محللون محاولة ضغط على إيران للتخلي عن سوريا، إضافة محاولة إعادة صياغة خريطة المنطقة الذي لم يصب ربيعها في صالح إسرائيل، دون إغفال الحسابات الانتخابية، التي تجعل من الرئيس أوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام، مضطرا إلى مجاراة اللوبيات الضاغطة خطابا وممارسة. باراك أوباما الذي ظهر أول أمس في مظهر الذاهب إلى الحرب، قال أن محاولة اغتيال السفير السعودي مؤامرة إيرانية وجهّها أفراد من حكومة طهران. وأوضح أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس كوريا الجنوبية، أن أفراداً في الحكومة الإيرانية كانوا على علم بمؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، وتوعد بالسعي لتطبيق أشدّ العقوبات على إيران وقال أن بلاده لن تستبعد أي خيارات بهذا الشأن، كما شدّد على وجود دلائل قاطعة بشأن تورط إيران، قائلاً أن الحقائق بشأن مخطّط إيران لاغتيال السفير السعودي "ليست موضع جدال"، ووصف المخطط الإيراني بأنه "جزء من النمط السلوكي الخطير والمتهور" لطهران وبأنها انخرطت تاريخياً في نشاطات إرهابية . ومن جهتها دعت إيران السعودية إلى "عدم الوقوع في الفخ" بشأن الاتهامات الأمريكية بضلوعها في مؤامرة مفترضة لاغتيال السفير السعودي بواشنطن، مؤكدة أن هذه القضية لا تخدم سوى مصالح الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية لأوروبا وأميركا علي اهاني، أن هذا السيناريو "المثير للشفقة والتآمري بدا إخراجه سيئا إلى درجة أنه حتى وسائل الإعلام والدوائر السياسية الأمريكية وحلفائها تنظر إليه بعين الشك"، وأضاف انه يؤمل أن "تفهم المملكة السعودية أهداف هذه المؤامرة" وألا تسقط كما قال في "الفخ الأميركي" لان أي اضطراب في العلاقات بين بلدان المنطقة لن تستفيد منه إلا الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني . يشار إلى أن القضاء الأمريكي كان قد أعلن الثلاثاء الماضي توجيه الاتهام لإيرانيين اثنين بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن في إطار عملية خططت لها إيران، فيما نفت الأخيرة قطعيا الاتهامات الأمريكية مشيرة إلى عملية "تلاعب" بهدف تقسيم البلدان الإسلامية لحماية إسرائيل وزيادة الضغط على إيران التي تخضع اصلا لعقوبات دولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وقد نددت المملكة العربية السعودية بشدة بما أسمته "بالمحاولة الآثمة والشنيعة" لاغتيال سفيرها بواشنطن دون أن تشير إلى إيران بالاسم، كما ندد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني من جانبه بما وصفه "الانتهاك الفاضح لكافة القوانين والأعراف" ما يضّر حسبه بصورة جسيمة بعلاقات مجلس التعاون مع إيران. بنفس اللهجة ندد مجلس الجامعة العربية الذي أنعقد على مستوى المندوبين الدائمين بالمحاولة التي قال أنها تشكل انتهاكات للاتفاقيات التي تحكم العلاقات بين الدول. وحتى وإن تحركت العواصمالغربية ونطقت بلسان واحد ضد إيران وجارتها في ذلك عواصم عربية، فإن المتتبعين يشيرون إلى سيناريو جديد، ضعيف الإخراج، لا يختلف عن السيناريوهات السابق التي تك بموجبها إشعال النار في المنطقة.