20 سنة سجنا لشقيقين و جارهما زرعوا القنب الهندي بأرض فلاحية سلطت، أمس، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق الشقيقين (م.أ) 23 سنة و(م.ز) 33 سنة وجارهما (ط.ن) 35 سنة وهم الذين تمت متابعتهم بجناية زراعة نبات القنب بطريقة غير مشروعة، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المتهمين الثلاثة. القضية ترجع لتاريخ الثاني عشر من شهر نوفمبر من السنة الماضية، عندما وردت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببريش، معلومات مؤكدة، تفيد باكتشاف مزرعة لشجيرات القنب الهندي بقطعة أرض تابعة للكهل المسمى (م.د) البالغ من العمر 60 سنة والكائنة بدوار الملاهتة غير بعيد على مركز المدينة، ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع نيابة محكمة عين البيضاء الابتدائية، أين تم بعدها التنقل للمكان المحدد ومعاينة جزء من المزرعة التي حولت لإنتاج شجيرات القنب الهندي، لتنطلق عناصر الدرك في تحريات دقيقة، أفضت بعد عملية تفتيش مكثفة، لحجز 7 شجيرات من قنب الهندي بعلو يمتد من 30 سم إلى متر، كما تم ضبط مشتلة لنبتة القنب الهندي تحتوي على 393 نبتة في طور النمو وتم كذلك حجز واسترجاع 330 غراما من مادة مطحونة مستخلصة من نبات القنب الهندي. عناصر الدرك نجحوا في ضبط واسترجاع معدات وتجهيزات مختلفة داخل الورشة التقليدية التي تحضر فيها نبتة القنب الهندي قبل زراعتها، على مستوى ما تم وصفه بالمختبر السري لتحضير النبتة، من بينها مروحة وأضواء وجهاز لقياس الوزن، إلى جانب ضبط كمية من الأسمدة الفلاحية المستعملة في تحضير وتطوير نبتة القنب الهندي. و عاين رجال الدرك الوطني أشغالا جارية لتهيئة محلات مكيفة لعمليات زرع واسعة للقنب الهندي، وانتهت التحقيقات بتوجيه الاتهام للشقيقين، بعد أن تم الإفراج عن والدهما الذي تم توقيفه مع بداية التحقيق، مع توقيف جارهما الذي يعمل بالمزرعة ورفع عناصر الدرك عينات من الشجيرات والفسائل وكذا المادة المطحونة وتقديمها لخبراء المخبر العلمي للأدلة الجنائية وعلم الإجرام ببوشاوي بالعاصمة، أين خلصت التحاليل للتأكيد على أن الأمر يتعلق بنبتة القنب الهندي المخدرة وليس غذاء العصافير كما أورده المتهم الرئيسي خلال التحقيقات. المتهم الرئيسي و يتعلق الأمر بالشقيق الأصغر المدعو (م.أ) 23 سنة، اعترف أمس أمام هيئة المحكمة، بأنه هو من خطط لزراعة النباتات المحجوزة وتعرف على طريقة غرسها عبر شبكة الانترنت، غير أنه اعتبر بأن المشتلة التي فتحها بمنزله والمختبر الذي يقوم فيه بتحضير فسائل شجيرات نبتة القنب الهندي، هي مجرد بذور للحبوب التي تقدم كغذاء للعصافير، مشيرا إلى أنه ظل يجري تجارب على غذاء العصافير كما وصفه حتى نمت النباتات وتحولت لشجيرات في فترة 8 أشهر. و أكد المتهم، على أنه قام بتجريب مسحوق النبتة واتضح له بأنه مخدر، غير أنه ليس بالمفعول نفسه للكيف المعالج، مبينا بأن النباتات لم تزهر ولم تصل للمرحلة الأخيرة واستعجل طحن عدد منها، وحاول المعني إبعاد شقيقه الأكبر الذي يعمل بإحدى الشركات البترولية بحاسي مسعود وجاره الآخر، متحملا مسؤولية التهم الموجهة للبقية، موضحا بأنه هو من أنشأ المختبر الذي يحضر فيه فسائل الشتلات وأنه هو من يقوم بغراستها في غفلة من الآخرين، على عكس ما توصلت له التحقيقات. من جهتهما أنكر بقية المتهمين الجرم المتابعين به، وذكر شقيق المتهم الرئيسي، أنه لم يكن يعلم ما يقوم به شقيقه الأصغر الذي توقف في دراسته عند السنة الرابعة من التعليم المتوسط، في الوقت الذي نفى جارهما علمه بالمختبر المخصص لإنتاج الشتلات، موضحا بأنه يرتاد على مستودع المتهم الأول، كونه حوله إلى غرفة بها مرش. و اعتبر ممثل النيابة العامة الجرم بالثابت و القائم في حق جميع المتهمين، الذين اعتادوا على التوجه نحو المختبر الذي تحضر فيه نبتة القنب الهندي، و هي نبتة مخدرة وفق نتائج التحاليل المخبرية، على عكس ما حاول المتهم الأول نفيه، معتبرا إياها مجرد نباتات نمت بعد غرس بذور غذاء العصافير.