اكتظاظ ونقص في التأطير والوسائل بعيادة التوليد في البرج احتج عمال عيادة النساء و التوليد بالمؤسسة الاستشفائية بلحوسين رشيد في البرج، نهاية الأسبوع، معبرين عن متاعبهم و معاناتهم اليومية، في ظل النقائص المسجلة بالعيادة، خاصة ما تعلق منها بضيق و قدم البناية التي لم تعد تستوعب العدد الكبير للمريضات، ناهيك عن نقص التأطير الطبي و الانعدام التام للأطباء المختصين في الانعاش، ما يضع حياة الحوامل في خطر خلال إجراء العمليات القيصرية. و قال المشتكون، بأن العيادة لم تعد تتوفر حتى على إمكانيات قاعة علاج، فما بالك بمؤسسة استشفائية تستقبل المرضى و النساء الحوامل من 34 بلدية بالولاية، في حين لا تكفي الإمكانيات المتوفرة لتغطية احتياجات بلدية البرج عاصمة الولاية لوحدها، مشيرين إلى تحميلهم مسؤولية الإخفاق و حتى حالات الوفيات بين النساء الحوامل، في وقت تفتقر فيه العيادة للتأطير الطبي الكافي و تعاني من حالة الضيق و الاكتظاظ بالمقر الحالي القديم، الذي خضع لعمليات إعادة التهيئة، لكن يبقى الإشكال المطروح، في النقص المسجل في عدد الأسرة، منبهين للتخبط في مشاكل لا حصر لها خلال استقبال الحالات المستعصية للحوامل، منها انعدام شروط العمل و نقص التأطير الطبي من جهة و الضغط الرهيب الممارس من طرف أهالي المرضى من جهة أخرى، حيث عادة ما تسجل مناوشات و حتى اعتداءات على الأطباء و حالات تحطيم لمعدات داخل العيادة، مشيرين إلى تفهم عائلات المرضى و حالتهم النفسية، لكن ذلك لا يبرر اللجوء إلى العنف و تحميل العمال و الأطباء مسؤولية أي إخفاق، على غرار حالة الوفاة الأخيرة لامرأة حامل قادمة من بلدية بن داود، رغم أن العيادة لا تتحمل مسؤولية التأخر في نقلها بعد وضعها لمولودها بالمنزل و تنقلها على مسافة بعيدة في حالة جد حرجة دون مراعاة لوضعها الصحي . كما اشتكى الأطباء و الممرضون و القابلات، من ضغط العمل الناجم عن الإقبال الكبير للحوامل على العيادة و استقبال حالات مستعصية عادة ما يجد الأطباء الأخصائيين صعوبات في التكفل بها، لانعدام مختصين في الإنعاش، ما يدفعهم إلى تحويلهم نحو العيادات الخاصة، مستدلين على حالة الضغط بأن ثلاثة أعوان شبه طبيين، يشرفون على أزيد من 60 مولود جديد بالعيادة يوميا، ناهيك عن إجراء حوالي 120 عملية قيصرية في الشهر، و إشراف قابلتين على جميع حالات الولادة خلال فترات المداومة الليلة، ما يتسبب لهن في إرهاق شديد و تزايد المسؤولية في حال تسجيل أي خطأ طبي، مطالبين بالعدل في توزيع القابلات على عيادات التوليد بالولاية و تخصيص فترات مداومة لقابلات من العيادات الأخرى التي لا يسجل بها ضغط كبير. كما تشتكي عاملات النظافة، من عدم القدرة على تغطية جميع الأجنحة بالمصحة، حيث تقتصر العملية على عاملتين اثنتين مكلفتين بتوفير شروط النظافة بالعيادة، و على مستوى الجناح المخصص للعمليات الجراحية و قاعات التوليد و جميع المصالح الاستشفائية بالمؤسسة طيلة فترات اليوم ( ليلا و نهارا)، الأمر الذي يتجاوز قدراتهما في تغطية جميع الأجنحة و يتسبب في انتشار الأوساخ، خاصة و أنهما أصبحتا محرومتين حتى من العطلة السنوية، بداعي عدم وجود البديل و ضرورة توفير الخدمة . و أشار المحتجون، إلى أن هذه العيادة ، لم تعد بحاجة للحلول الترقيعية و التظاهر بتقديم الخدمات الصحية على أحسن ما يرام، بل أصبح الوضع أكثر تعقيدا، بالنظر إلى النقائص الكبيرة، ناهيك عن حاجة الولاية إلى عيادة جديدة متخصصة في طب الأطفال و النساء تلبي احتياجات سكانها، كون أن العيادة الحالية قديمة و لم تعد تستوعب العدد الكبير من المرضى، حتى و لو خضعت لعمليات إعادة التهيئة و التأهيل، مناشدين الوزارة الوصية للتدخل و تسجيل عملية توسعة أو تسجيل مشروع عيادة جديدة . مدير الصحة من جانبه، قال بأن مصالحه تعمل على توفير جميع الظروف المساعدة على العمل بالعيادة، معترفا بتسجيل بعض النقائص التي سيتم تداركها مستقبلا، كاشفا عن تخصيص مبلغ مالي قدره 3 ملايير سنتيم، لإجراء تعديلات داخل العيادة و إعادة تهيئة بعض الأجنحة، لتحسين ظروف العمل للأطباء و الممرضين و القابلات، كما أكد على سعي إدارته لتوفير أطباء مختصين في الإنعاش بالعيادة و في انتظار ذلك، تم التعاقد مع عيادات خاصة للتكفل بالحالات المستعصية، أو الاستنجاد بأطباء في الإنعاش على مستوى مستشفى بوزيدي.