أثار قرار مديرية الصحة بولاية برج بوعريريج، بتحويل ثلاثة أطباء أخصائيين في الإنعاش والتخدير، من مستشفى المنصورة إلى عيادة الأمومة والتوليد بعاصمة الولاية، استياء سكان بلديات دائرة المنصورة، من هذا القرار الذي وصفوه بالارتجالي وغير المدروس، مشيرين إلى الاعتماد على الحلول الترقيعية في تغطية العجز ببعض المصحات وتعويض الأطباء المتواجدين في عطلة، من باقي المستشفيات دون الأخذ بعين الاعتبار احتياجات المنطقة و سكانها للخدمات الصحية. و تناقل سكان دائرة المنصورة شكاوى من قرار المديرية الوصية و حملة الاستياء التي نقلوها إلى صفحات التواصل الاجتماعي، مبدين رفضهم المطلق لتحويل الأطباء، في وقت يعاني المستشفى بحسبهم من عجز كبير في التأطير الطبي المختص، مطالبين بتدعيم جميع المصالح بأطباء أخصائيين و البحث عن الحلول الجذرية، لمشكل نقص التأطير الطبي المختص بمستشفيات الولاية، بدل اللجوء إلى الحلول التي وصفوها بالترقيعية و التي يدفع ثمنها المرضى و أهاليهم بالمنطقة. مدير الصحة من جانبه أبدى تعجبه من الحملة التي أثيرت حول القرار، مضيفا بأن القطاع يعمل بمبدأ التضامن و توزيع الأطباء حسب الاحتياجات، بحيث لا يعقل بحسبه أن يبقى ثلاثة أطباء مختصين في التخدير والانعاش بمستشفى المنصورة الذي لا يوجد به في هذه الفترة أي طبيب مختص في العمليات الجراحية، فيما تبقى عيادة الأمومة و الطفولة التي تشهد حالة من الاكتظاظ و طلبا متزايدا على الأطباء المختصين و بالأخص أطباء الانعاش و التخدير بدون تأطير. وتحتم على المديرية الوصية، إصدار بيان لتوضيح قرار تحويل الأطباء المختصين، أكدت فيه على أن القرار يدخل ضمن التوجيهات و تعليمات الوزارة الوصية، لوضع برنامج عمل خاص بفصل الصيف و فترة العطل و ذلك لتغطية العجز و توفير الخدمات الصحية للمرضى، مضيفة بأن قرار التحويل ظرفي و مؤقت إلى غاية 31 أوت القادم، لتوفير الرعاية الصحية الكاملة على مستوى عيادة الأمومة والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بلحسين رشيد، التي تلجأ إليها النساء الحوامل من مختلف بلديات الولاية، خاصة في الحالات المستعصية التي تتطلب تدخلا مستعجلا و عمليات جراحية، ما حتم إشراك أطباء مستشفى المنصورة في برنامج عمل العيادة، لعدم توفرها خلال هذه الفترة على أي طبيب مختص في الانعاش و التخدير رغم تدعيمها مؤخرا بأربعة أطباء في طب النساء و التوليد. و أشارت ذات المديرية في بيانها، إلى تجنيد جميع الأطباء لضمان التغطية الطبية عبر جميع العيادات المتعددة الخدمات، رغم أنهم يعملون بمؤسسات استشفائية أخرى و هذا في إطار العمل التضامني الجماعي في قطاع الصحة، لضمان التغطية و الرعاية الصحية للمرضى.