1500 طفل يولدون بإعاقة سمعية سنويا في الجزائر يدعو أخصائيون نفسانيون إلى تكفل أفضل بالأطفال الذين يعانون من الإعاقة السمعية، و أجمعوا في يوم دراسي نظمه المكتب الولائي للنقابة الوطنية الجزائرية للنفسانيين بالبليدة، تحت عنوان «التكفل بالإعاقة السمعية في الجزائر - واقع وآفاق»، احتضنه في نهاية الأسبوع مستشفى فرانتز فانون بالبليدة، أن هذه الشريحة تواجه عدة مشكلات وصعوبات في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية، خاصة في ما يتعلق بصعوبة التواصل مع الآخرين، مما يجعلهم يعانون من العزلة عن العالم الخارجي. وكشف الأخصائي النفساني لزرق عبد القادر، عن تسجيل ألف و 500 مولود جديد يعانون من إعاقة سمعية سنويا بالجزائر، مشيرا إلى أن زراعة القوقعة بدأت ببلادنا في سنة 2003 وعرفت تطورا خلال السنوات الأخيرة. وطرح من جهته الأخصائي النفساني عادل شاطر واقع التكفل بهذه الفئة و معاناة الأولياء، مشيرا إلى نقص مراكز التكفل عبر الوطن، خاصة في ما يتعلق بزرع القوقعة، وكذا مشاكل التأمينات التي يواجهها الأطفال مع الجهاز ، وكذا قوائم الانتظار الطويلة للأطفال في المراكز من أجل إجراء عمليات جراحية لزرع قوقعة، مشيرا إلى أن تكلفة زرعة قوقعة لطفل قد تتجاوز مليار سنتيم، ويواجه بعدها الطفل عدة مشاكل مع لواحق الأجهزة غير المتوفرة بعد نهاية الضمان. كما يواجه الأطفال الذين يعانون إعاقة سمعية صعوبات في الإدماج المدرسي، كما قال النفساني، نظرا لعدم توفر مدراس خاصة للتكفل بهذه الفئة، مشيرا إلى أن هذا اليوم الدراسي يهدف إلى نقل خبرات و تجارب إلى الأخصائيين النفسانيين من أجل تقديم تكفل أفضل لذات الفئة، من حيث الكفالة والمرافقة النفسية للطفل المعاق سمعيا و زرع قوقعة الأذن، إلى جانب الكفالة الأرطوفونية قبل وبعد عملية الزرع، بالإضافة إلى تشجيع الباحثين وطلبة علم النفس على الاهتمام بهذا الميدان و إجراء دراسات معمقة. أما الأخصائية الأرطوفونية مروة جنبة، فأوضحت أن أسباب الإصابة بالإعاقة السمعية متعددة، منها ما هو وراثي مرتبط بأحد الوالدين، كما حذرت في هذا الإطار من زواج الأقارب الذي قد يكون من أسباب الإصابة بالإعاقة السمعية عند الأطفال، إلى جانب أسباب أخرى منها التهاب الجهاز السمعي العلوي، والاضطرابات في الأذن الداخلية أو اضطراب في العصب السمعي الموصل إلى المخ، مشيرة إلى من أسباب الإصابة بالإعاقة السمعية أيضا إصابة المرأة الحامل بالحصبة الألمانية أو الحمى . وقدمت المتحدثة مجموعة من الإجراءات الوقائية لحماية الأطفال من هذا النوع من الإعاقة، منها الاستشارة الطبية إذا كان أحد الزوجين يعاني من ضعف في السمع، إلى جانب تطعيم الأطفال ضد الأمراض المعدية كالحصبة الألمانية، والحذر من استعمال أدوية وعقاقير في الأذن، كما شددت على ضرورة العناية بالأم الحامل وعدم تعرضها للأشعة. وفي سياق متصل أوضحت الأخصائية النفسانية كريمة ملاحي ، بأن الإصابة بالإعاقة السمعية تتسبب في عدة اضطرابات منها مشاكل في التواصل واللغة، حيث يعجز المصاب عن التواصل مع ذاته و أسرته، إلى جانب الصعوبة في التعبير الشفوي والكتابي والاضطرابات النفسية والحركية.