دعا مختصون يوم الخميس بباتنة إلى ضرورة تكثيف تكوين الأخصائيين النفسانيين المختصين في تصحيح النطق والتعبير اللغوي (الأرطوفونيين)، لإنجاح عمليات زرع القوقعات السمعية لدى الأطفال الصم بالجزائر. وأوضح متدخلون خلال اليوم الدراسي الذي احتضنته مدرسة صغار الصم بباتنة بمبادرة لجمعية "اسمع" الوطنية للأطفال الصم زارعي قوقعة الأذن وضعفاء السمع، بأن عمليات زرع هذه القوقعات التي توفرها الدولة مجانا وتكلف كل واحدة منها ما بين 2،5 إلى 3 مليون د.ج تصبح غير مجدية في حالة غياب الأرطوفوني الذي يسهر على تحضير الطفل الصم قبل العملية ومتابعته بعدها خاصة في تلقينه مخارج الحروف و الكلمات. وأكدت في هذا السياق المختصة الأرطوفونية من مدرسة صغار الصم لباتنة السيدة مليكة منصوري بأن تواجد الأرطوفوني في حياة الطفل الذي خضع لزرع القوقعة السمعية "ضرورة حتمية لاسيما في السنوات الأولى التي تلي العملية الجراحية بدءا من يوم تنشيط القوقعة إلى غاية ضبط الجهاز الخارجي بصفة نهائية" مشيرة كذلك إلى ضرورة إتباع مقاييس الضبط الدولية المتبعة في هذا المجال. أما رئيس جمعية "اسمع" الوطنية التي يوجد مقرها الاجتماعي بمدينة تلمسان السيد محمد بن عبد الله فأكد من جهته على وجوب التشخيص المبكر لعاهة فقدان السمع لدى الأطفال مما يسمح بزرع القوقعة السمعية في مرحلة ما قبل النشاط اللغوي وتفعيل هذه الحاسة لدى الطفل مما يؤهله للاندماج في المجتمع بما في ذلك المدرسة دون تعقيدات أو تسجيل تأخر. وألح نفس ذات المسؤول بالمقابل على ضرورة تحسيس الأولياء المعنيين بهذه الشريحة بالدور الكبير الملقى على عاتقهم للتكفل بالطفل الذي خضع لزراعة القوقعة السمعية لأن "مرافقتهم لأبنائهم تضمن نجاح عملية الزرع وعمل الأخصائي الأرطوفوني". أما الدكتور سمير تواتي من مركز زرع القوقعة السمعية بمصلحة جراحة الأنف والأذن والحنجرة بالمؤسسة الإستشفائية العمومية بباتنة فأوضح ل"وأج" بأن المشكل الأساسي يتمثل في "نقص تمويل هذه العمليات الجراحية حيث لم يجر مركز باتنة الذي يضم العديد من الولايات سوى 75 عملية زرع منذ انطلاقه في سنة 2008" مضيفا بأن قائمة الانتظار تضم حاليا بهذا المركز أكثر من 200 طفل. ورأى ذات المختص من جهة أخرى بأن على الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أن يشترك في هذه العملية بمختلف مراحلها، لاسيما وأن الكثير من لواحق أجهزة القوقعة والتي هي باهظة الثمن غير معنية بعملية التعويضات الاجتماعية مما يثقل كاهل الكثير من الأولياء. وتم خلال هذا اليوم الدراسي الذي شارك فيه مختصون في جراحة الأنف والأذن والحنجرة و آخرون في تصحيح النطق وأخصائيون نفسانيون وكذا مربون وأولياء أطفال خضعوا لعمليات زرع القوقعات السمعية التطرق لواقع هذه التجربة بالجزائر التي انطلقت بإجراء أول عملية العام 2003 بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة لتتوسع بعد ذلك إلى العديد من المراكز حسب ما ذكر به رئيس جمعية "اسمع" الذي أفاد بأن عدد الذين استفادوا من عمليات زرع القوقعة السمعية بالجزائر بلغ إلى حد الآن 2000 طفل. ولأن العملية مكلفة وتخضع لشروط دقيقة منها عدم إصابة الطفل بعاهات أخرى بخلاف فقدانه السمع أوصى المختصون بضرورة أن يؤخذ برأي الأرطوفوني في اختيار الأطفال الذين يستوفون شروط عملية الزرع القوقعي. وتم على هامش هذا اللقاء الدراسي الذي لاقى استحسانا من طرف الأولياء الذين خضع أبناءهم لعملية زرع القوقعة السمعية تنصيب فرع باتنة الولائي لجمعية "اسمع" الوطنية للأطفال الصم زارعي قوقعة الأذن وضعفاء السمع لتكون الولاية التاسعة على الصعيد الوطني التي تتواجد بها هذه الجمعية.