الحكومة توافق على إنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة بعنابة كشفت وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أول أمس بعنابة، عن موافقة الحكومة على تخصيص غلاف مالي استعجالي، من أجل الانطلاق في انجاز محطة لتصفية المياه القذرة، القادمة من المدينة الجديدة ذراع الريش و التي تصب بمجرى وادي العنب، بعد تحولها إلى مصدر تهديد للحقول و البساتين، خاصة في موسم الاصطياف، في ظل انعدام مصب مهيأ للمياه القذرة. و أوضحت الوزيرة في ردها عن سؤال حول إشكالية التلوث الحاصل بواد العنب، بأن الموضوع تمت مناقشته في المجلس الوزاري الأخير المخصص لدراسة مشاكل المدن الجديدة و الإفراج على المشاريع المبرمجة على مستوى هذه الأقطاب العمرانية المندمجة، مشيرة إلى تلقي مصالحها الوزارية، لشكاوى من قبل فلاحي المنطقة للتدخل و تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حسبها، بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية التي تحملت على عاتقها انجاز مشروع محطة تصفية المياه القذرة. و استنادا للمدير العام للمدينة الجديدة ذراع الريش رشيد بوقداح في تصريح للنصر، فقد تم انجاز الدراسة التقنية للمحطة و اختيار الأرضية و التي ستتوسط التجمعات السكنية الخمسة، التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة لكل من بلدية برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، واد العنب مركز و كذا التريعات، حيث أنهى مكتب الدراسات المعتمد من قبل مديرية الموارد المائية، انجاز الدراسة التقنية لمشروع المحطة و التي ستكون الثانية بالولاية بعد محطة لعلاليق، التي يجري ربطها بمركب الحجار، من أجل تزويده بالمياه و تحقيق استقلالية التمويل، بعد أن عرف خلال 2017، مشاكل و توقف بسبب انخفاض منسوب سدي ماكسة و الشافية. و بحسب بوقداح، فإنه سيتم توجيه إنتاج المحطة الجديدة، إلى المنطقة الصناعية برحال. و جاء تسريع تنفيذ محطة معالجة المياه القذرة ببرحال، بسبب احتجاج فلاحي و سكان مناطق التريعات و ضواحي واد العنب و برحال، مهددين في وقت سابق بغلق القناة الرئيسية التي تجُر المياه القذرة للمدينة الجديدة ذراع الريش إلى الوادي، بسبب انعدام مصادر بديلة لسقي بساتين الحمضيات و الأشجار المثمرة و كذا حقول الخضروات و اختلاط مياه الوادي بالمياه القذرة، نتيجة لعملية الإسكان الكبيرة بذراع الريش. و أكد فلاحون للنصر، بأن الآبار التي كانوا يعتمون عليها في السقي، هي أيضا اختلطت بالمياه القذرة و أصبحت ملوثة غير صالحة للسقي، رغم بعدها عن الوادي بنحو 40 مترا، مطالبين بإيجاد حل سريع لحماية أشجارهم المثمرة. و أضاف ممثل عن الفلاحين، بأن المساحة المسقية بالمنطقة، تتجاوز 200 هكتار و هي معرضة للضياع، بسبب تلوث مياه الوادي الذي كانوا يعتمون عليه في السقي. و قد عاينت لجان ميدانية مكونة من مصالح الري، الفلاحة و البيئة، موقع مصب المياه القذرة بواد العنب، أين وقفت على حجم الأضرار و التلوث الكامل للوادي الذي تحول في ظرف وجيز من وادي صالح للسقي، إلى مجرى ملوث بالمياه القذرة. من جهتها الجمعية الوطنية لحماية البيئة و مكافحة التلوث، قدمت تقريرا حول المياه المستعملة للمدينة الجديدة ذراع الريش، جاء فيه أن قنوات صرف المياه القذرة، تصب مباشرة في مجرى واد العنب، مما أدى إلى تلويت الينابيع التي يعتمد عليها الفلاحون في السقي و إلحاق الضرر بالثروة الحيوانية.