شهدت، أمس الثلاثاء، عدة ولايات من مختلف جهات الوطن، تنظيم مسيرات من قبل مواطنين ونقابات عمال ومنظمات مجتمع مدني وكذا مجالس بلدية، تنديدا بالتدخل الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر، كما عبروا عن دعمهم للجيش الوطني الشعبي، ولإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل في موعدها. بمدينة البليدة نظمت مسيرة شعبية منددة بتدخل البرلمان الأوربي في الشؤون الجزائرية، ومساندة لقيادة المؤسسة العسكرية وتنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها، وعرفت المسيرة التي انطلقت من ساحة الحرية بباب السبت بوسط المدينة، مشاركة مئات المواطنين والعمال المنضوين تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين، إلى جانب ممثلي الجمعيات، حيث تجمهر المشاركون بساحة الحرية لما يقارب نصف ساعة، تابعوا المسير نحو مقر الولاية. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالتدخل الأجنبي في الشؤون الجزائرية، معتبرين ما تعيشه الجزائر شأن داخلي، ولا يحق للغير التدخل فيه، كما نددوا بتغاضي البرلمان الأوروبي عن التجاوزات المسجلة وانتهاكات حقوق الإنسان بعدة دول منها ما يمارسه الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، أو ما تعيشه فرنسا مع السترات الصفراء، وما ارتكبته الشرطة الفرنسية من تجاوزات ضد المتظاهرين، حيث لم يصدر البرلمان الأوربي أي لائحة تنديد ضد ما حدث بفرنسا، ووجه أنظاره نحو الجزائر، التي لم تشهد فيها المسيرات السلمية تجاوزات تذكر أو انتهاكات لحقوق الإنسان. وفي السياق ذاته عبر المشاركون في المسيرة، التي عرفت حضور رؤساء بلديات ورئيس المجلس الشعبي الولائي ومنتخبين محليين ونواب في البرلمان وممثلي جمعيات، عن مساندتهم لقيادة المؤسسة العسكرية التي رافقت الحراك الشعبي، ولم تقع تجاوزات ضد المتظاهرين السلميين، كما رفع المشاركون شعارات مؤيدة للمؤسسة العسكرية، منها «جيش شعب خاوة خاوة وأولاد فرنسا مع الخونة»، كما أكد المشاركون في المسيرة دعمهم لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم 12 ديسمبر القادم، لما تحمله هذه الانتخابات من ضمانات لاستقرار البلاد وتجاوز الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر منذ 10 أشهر. كما نظم ببسكرة أفراد الخدمة الوطنية الذين أعيد استدعاؤهم في إطار التعبئة لمكافحة الإرهاب في الفترة الممتدة بين 1995 و 1999 وقفة بساحة الحرية بوسط المدينة عبروا من خلالها عن دعمهم للمسار الانتخابي. و قد حمل عناصر من هذه الفئة لافتات داعمة لقرار إجراء الانتخابات في 12 ديسمبر الجاري و داعية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية كما هتفوا بشعارات مساندة للجيش الوطني الشعبي وقيادته ودعوا إلى التوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع، و ردد المشاركون في المسيرة أيضا عدة أناشيد وطنية مجددين التعبير عن رفضهم المطلق لمحاولات التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للجزائر وتأييدهم لقرارات المؤسسة العسكرية. و بتبسة خرج مواطنون في مسيرة شعبية سلمية للتنديد بتدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر ولائحته حول «وضع الحريات في الجزائر»، ونظمت المسيرة بمشاركة مواطنين وعمال من مختلف القطاعات والإدارات، و كذا ممثلين لمختلف فعاليات المجتمع المدني ومتقاعدين من الجيش الوطني الشعبي، حيث تجمع المتظاهرون بملعب الشهيد مختار بسطانجي، بوسط المدينة قبل أن يسيروا وصولا إلى قاعة سينما المغرب. وقد التحف المتظاهرون الرايات الوطنية حاملين لافتات تندد بالتدخل الأوروبي في شؤون الجزائر، وداعين للتوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر المقبل، معتبرين «الانتخابات الحل الأمثل للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر منذ عدة أشهر». وبسوق أهراس خرج آلاف المواطنين عبر الشوارع الرئيسية، منددين بلائحة البرلمان الأوروبي، و داعين إلى ضرورة المشاركة الواسعة في الاستحقاق الرئاسي ليوم 12 ديسمبر الجاري، وحمل المتظاهرون الذين كانوا بكثرة من الجنسين ومن مختلف الفئات والأعمار لافتات كتب عليها «المؤسسة العسكرية فخر لنا» وكلنا جنود الوطن» و»لا للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر». وقد انطلقت هذه المسيرة من ساحة الشهداء مرورا بشارع جيش التحرير الوطني، إلى غاية ساحة الاستقلال بوسط المدينة، قبل أن تتوجه وسط زغاريد نسوة وهتافات «تحيا الجزائر»و»جيش شعب خاوة خاوة» إلى شارع بلعبودي، إلى أمام مقر الولاية. وتقدم هذه المسيرة الشعبية التي تم خلالها كذلك رفع الراية الوطنية عدد من رؤساء المجالس الشعبية وبعض مدراء الهيئة التنفيذية وعمال من مختلف قطاعات النشاط وفرع الهلال الأحمر الجزائري، والتنسيقية الوطنية للمجتمع المدني وفئة المعاقين بالإضافة إلى عدد غفير من طلبة جامعة «محمد الشريف مساعدية». وقد أشاد المتدخلون بهذه المناسبة بالمجهودات المبذولة من طرف الجيش الوطني الشعبي «حامي الحمى» و «الحصن المنيع للحدود»، مجددين التأكيد بأن «الجيش والشعب خاوة خاوة»، داعين إلى مشاركة واسعة في الاستحقاق الرئاسي المقبل. وخلال التجمع أمام مقر الولاية قرأ رئيس المجلس الشعبي لبلدية سوق أهراس كلمة ندد من خلالها بشدة بالتدخل الجبان للبرنامج الأوروبي، الذي منح أعضاؤه لأنفسهم الحق في مناقشة قوانين الجمهورية الجزائرية مضيفا بأن «ما يحاك ضد الجزائر ليس بالهين، لا سيما عشية الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث بدأنا نقف على الدسائس والكائد التي طالما حذرت منها قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني . و بمدينة غليزان نظم مواطنون مسيرة للتنديد بالتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، وقد جابت المسيرة الشارع الرئيسي «محمد خميستي» بوسط مدينة غليزان قبل أن يتم تنظيم وقفة أمام ساحة «السلام» بمشاركة مختلف فعاليات المجتمع المدني، وحمل المشاركون في المسيرة الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية، لافتات عبروا من خلالها عن رفضهم لتدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر، ومؤكدين عن دعمهم المطلق للجيش الوطني الشعبي. و بالرغم من برودة الطقس و الأمطار المتهاطلة، فقد تجمع المواطنون مرددين شعارات تدعم إجراء الانتخابات الرئاسية ل 12 ديسمبر الجاري إلى جانب تأكيدهم على مشاركتهم القوية في هذا الاستحقاق الانتخابي «الهام».