ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة حفل عرض مشروع جامع الجزائر الكبير ومجسمه وجرى الحفل بقصر الشعب بحضور الوزير الاول السيد أحمد أويحيى ووزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية ووزير السكن والعمران السيد نورالدين موسى ووزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله ووالي الجزائر السيد محمد كبير عدو. كما حضر الحفل إطارات سامية بوزارات معنية بإنجاز المشروع ومهندسون معماريون شاركوا في تصميمه ومسؤولون من الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره وقدم عرض حول المشروع لرئيس الدولة من قبل مدير الوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر وتسييره السيد محمد لخضر علوي تطرق فيه الى مراحل إنجاز المشروع موضحا خيار الوعاء العقاري والبنايات التي تشكله فضلا عن جوانبه البيئية والأمنية كما حضر الرئيس بوتفليقة عرض شريط وثائقي مدته 20 دقيقة حول المشروع مع نمذجة ثلاثية الأبعاد. ويعد الجامع أيقونة جمالية ومعلما معماريا فريدا من نوعه من حيث التصميم المعماري " المتعدد الوظائف" كونه يجمع بين العبادة والأنشطة العلمية والتاريخية والثقافية والاقتصادية. وستتميز هذه التحفة المعمارية التي ستكون جاهزة في مدة تتراوح – حسب التقديرات – ب 48 شهرا بعد إنطلاق الأشغال بإبراز البصمة العربية الإسلامية وبطابعها الفني المنسجم مع مدينة الجزائر. ويتربع مشروع جامع الجزائر الذي انطلقت أشغال تهيئة أرضيته سنة 2008 على موقع يمتد على 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربع ويضم بناية منفصلة 12. وسيتوفر هذا الصرح الحضاري – الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل –على قاعة للصلاة تقدر مساحتها بهكتارين وتتسع ل 120 ألف مصلي استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات – وحسب المجسم المعروض فقد توجت قاعة الصلاة – المزينة بالرخام والحجر الطبيعي بقبة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي الى القاعة كما تضيء بأنوارها ليلا وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي اسلامي. أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب والوسائل السمعية البصرية. أما منارة الجامع التي ترتفع على علو يقدر ب 300 متر فهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغربية وقد روعي في تصميمها الاستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الإسلام الخمسة. وتتوفر منارة الجامع التي تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية – على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة. ولتسهيل راحة المصلين والزائرين والطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع ل6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم. يذكر أن الدراسة الخاصة بإنجاز هذا المشروع التي قدرت تكلفتها بمليار اورو قد أسندت إلى المجموعة الألمانية "أنجل وزيمرمان" و "كرابس وكييفر انترناشينال دي أم بي أش" و "كرابس وكييفر وبرتنار انترنشينال" خلال شهر جانفي 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لانجاز هذا الصرح المعماري كما أسفرت عملية فتح الأظرفة الخاصة بانجاز المشروع شهر جويلية المنصرم على تقديم عروض للفوز بصفقة البناء من طرف مجمعان ومؤسسة ويتعلق الأمر بمجمع لمؤسسات لبنانية – إيطالية ومجمع لمؤسسات اسبانية – جزائرية ومؤسسة صينية التي قبلت لجنة فتح الاظرفة عروضها لاستفائها الشروط القانونية وقد قدم مجمع المؤسسات اللبنانية – الايطالية عرضا ب 218.628.583.209 دج لانجاز الجامع الكبير وذلك خلال 42 شهرا. وبخصوص العرض الذي قدمه مجمع مؤسسات اسبانية – جزائرية (كوسيدار ومؤسسة حداد عن الجانب الجزائري) فقد بلغت قيمته 130.492.618.221 دج لانجاز المشروع خلال مدة 44 شهرا. أما العرض الثالث الذي تقدمت به المؤسسة الصينية فقد بلغ 109.051.415.746 دج لانجاز الجامع الكبير خلال مدة 48 شهرا. وحسب الوكالة الوطنية لانجاز جامع الجزائر وتسييره فقد تم تنظيم 200 ورشة وعدة ندوات شارك فيها عدد كبير من الخبراء الجزائريين والأجانب لدراسة هذا المشروع لا سيما فيما يخص استعمال التقنيات والوسائل المضادة للزلازل وكل ذلك من اجل ضمان ديمومة هذا المعلم الذي يبلغ طول منارته 300 متر. للتذكير فإنه بغية ضمان السير الحسن لمتابعة اشغال انجاز هذا المشروع الحضاري فقد تم انشاء هيئة عمومية خاصة بتسيير المشروع من خلال مرسوم تنفيذي في أفريل 2005 بتسمية "الوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير مسجد الجزائر" وضعت تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والاوقاف.