اتسمت الأجواء الانتخابية بعنابة، بهدوء ملحوظ في أغلب المكاتب و المراكز الانتخابية الموزعة عبر كامل تراب الولاية، حيث فتحت أبوابها بشكل عادي في الفترة الصباحية و كان الإقبال ملحوظا خاصة من فئة الرجال، فيما وصلت نسبة المشاركة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، إلى 7.02 بالمائة و هي نسبة أكبر من التي سُجلت في الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 و التي قدرت حينها ب 4.60 بالمائة، في مؤشر إيجابي، حسب المتتبعين لسير العملية الانتخابية، معتبرين الإقبال بالمفاجئ، بسبب الأجواء غير العادية التي سبقت الانتخابات الرئاسية . وقد بلغت النسبة عند الثانية زوالا 20.04 بالمئة وارتفعت في الخامسة مساء إلى 33.90 بالمئة ، إلى أن بلغت في نهاية التصويت 42.11 بالمائة. النصر رصدت سير العملية الانتخابية بعدة مراكز و كان مركز المدينة القديمة « بلاص دارم» بقلب وسط المدينة كعينة، فقد لاحظت النصر إقبال الناخبين بمكاتب الرجال أكبر من النساء في الفترة الصباحية و من مختلف الأعمار، مع وجود تسهيلات و توفير الجو المناسب للاقتراع و فتح مكتب لاستلام بطاقات الناخبين بالنسبة للمسجلين، حيث بلغت نسبة المشاركة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا في مركز المدينة القديمة، نحو 12 بالمائة. كما قدم ناخبون للتصويت من المدينة الجديدة ذراع الريش و أقطاب عمرانية جديدة، بالرغم من ترحليهم إليها و تحملوا عناء التنقل للإدلاء بأصواتهم، من بينهم عجوز تحدثت إليها النصر، قالت « اليوم أتيت استجابة لنداء الوطن والتعبير على رأيي بحرية و ربي يرزقنا رئيس صالح يحمي بلادنا». كما عرفت الفترة المسائية، ارتفاعا في نسبية المشاركة بمركز واد القبة، خاصة من فئة النساء كما هو معروف لارتباطهن بالأعمال المنزلية. كما تباينت نسب المشاركة من بلدية لأخرى، حيث سجلت بلدية الشرفة أعلى نسبة توافد على مراكز الاقتراع، تلتها شطايبي، التريعات، عين الباردة، الحجار، سرايدي، واد العنب، و بنسبة أقل في البوني، سيدي عمار، العلمة، برحال و أقل نسبة مشاركة تسجل دائما ببلدية عاصمة الولاية عنابة، التي تضم الوعاء الانتخابي الأكبر ما بين البلديات. و حسب ما رصدته النصر من معلومات من المكاتب و عبر بلديات الولاية، فإنه لم تسجل تجاوزات خطيرة عبر مراكز التصويت، باستثناء احتجاج مواطنين على عدم إدراج أسمائهم في القوائم الانتخابية و عدم التحاق رؤساء مراكز في التوقيت المحدد، بالإضافة إلى تأخر استلام ممثلي المترشحين لتفويضات المراقبة و استلام المحاضر بعد الفرز و بالنسبة لمحاولات التزوير أو التأثير على آراء الناخبين، فقد سجلت حالات معزولة ببعض المراكز، تم تدوين ملاحظات لممثلي المترشحين بشأنها، لدى السلطة الولائية للانتخابات. نجح المكتب الولائي لحزب طلائع الحريات بعنابة، في توفير عدد كافي للمراقبين الذين يمثلون المترشح «علي بن فليس» في أغلب مكاتب المراكز، عكس باقي المترشحين الذين غاب ممثلوهم كليا باستثناء بعض المراكز. و حسب المعطيات الأولية التي قدمتها السلطة المستقلة للانتخابات، فقد تم إحصاء تواجد 320 مراقبا يمثلون المترشح علي بن فليس في المكاتب الموزعة عبر إقليم ولاية عنابة، أغلبهم كانوا متمركزين بمدينة عنابة و البوني ، مع استهداف المراكز ذات النسب الأعلى في المسجلين بالقوائم الانتخابية، بعد بن فليس يأتي تبون ممثلا ب 32 مراقبا و بن قرينة ب 23 مراقبا و بلعيد ب 5 مراقبين، من أصل 1053 مكتبا و 146 مركزا موزعين على 12 بلدية بعنابة، بتعداد هيئة ناخبة وصل إلى 442 ألفا و 493. و تشير مصادرنا، إلى أن تواجد مراقبي المترشحين بقوة في مكاتب الاقتراع، سيضفي مصداقية و حجة أكبر على نزاهة الانتخابات، باستلام جميع المحاضر بشكل شخصي و الإطلاع على نتائج الفرز، ما يمكنهم من احتساب الأصوات بشكل ذاتي قبل إعلان النتائج، كما اعتمدت السلطة العليا للانتخابات، إجراءات جديدة لأول مرة في طريقة تسليم المحاضر، لا يمكن الطعن فيها خاصة بحضور ممثلي المترشحين، إلى جانب استقبال نتائج الفرز في قاعة العمليات و إدخالها إلكترونيا مع تصوير المحاضر الرسمية، لتكون مطابقة للنتائج و نسبة المشاركة و متصلة بقاعدة البيانات الوطنية، بحيث يمكن للسلطة المركزية للانتخابات، معالجتها على الفور بنظام المعلومات الجديد، الذي يصنف كل مترشح آليا و حسب عدد الأصوات، حسب ما كشف لنا ممثل عن السلطة بعنابة. مواطنون يشتكون من سقوط أسمائهم من القوائم و من أبرز ما سُجل في الانتخابات الرئاسية بعنابة، تنقل الشباب بكثرة الى مقر السلطة المستقلة للانتخابات، من أجل التدخل و إيجاد حل لمشكل عدم وجود أسمائهم في القوائم الانتخابية، بمراكز التصويت القريبة من مقر سكناهم، رغم إعادة تحيين و مراجعة القوائم الانتخابية مرتين. وحسب ما لاحظته النصر بمقر السلطة، فإن أغلب الوافدين من فئة الشباب، دخلوا في نقاش مع المسؤولين المحليين بالسلطة، من أجل إيجاد حل يمكنهم من التصويت و في هذا الشأن، صرح ممثل عن السلطة، بأنها لا تملك صلاحية إضافتهم، كون عملية مراجعة قوائم الانتخابات، تتم بمرسوم رئاسي و في الآجال القانونية المحددة و أمام إصرار الشباب على الانتخابات، انصرفوا خائبين، فيما قال ممثل عنهم للنصر، « نحن جئنا لمقر السلطة لنقوم بواجبنا و نرد على الذين يريدون إدخال الجزائر في فوضى و منع الشعب من التصويت، أردنا إعطاء رأينا كجزائريين حتى بورقة بيضاء، للوقوف ضد الفتنة، نحن أغلبنا لم نصوت من قبل، و السلطة أرجعت اللوم علينا، لأننا لم نسجل من قبل و نحن لم نعلم بالأمر و المصالح المعنية قالت بأنه ليس بإمكانها إدراجنا في القوائم الانتخابية، كونها مرتبطة بإجراءات». في سياق متصل، وقفت النصر على تدافع و احتجاج مواطنين لعدم وجود أسمائهم في القوائم الانتخابية بعدة مكاتب، منها مركز التصويت بالمدينة القديمة « بلاص دارم» وسط مدينة عنابة، كما تمكن عدد من الناخبين من التصويت بعد حصولهم على وصل الانتخابات، كونهم لا يملكون بطاقات، في حين أن أسماءهم موجودة في القائمة الانتخابية، كما استلم العشرات بطاقاتهم صبيحة الاقتراع، بعد تخصيص مكتب خاص لاستقبال المواطنين الذين لا يملكون بطاقة الناخب بكل مركز.