آباء يحوّلون أسواق الماشية إلى استوديوهات تصوير أصبح تردد الأطفال الصغار على أسواق الكباش جزء لا يتجزأ من ديكور مناسبة العيد الأضحى، حيث تتحوّل هذه الفضاءات التجارية إلى مرافق للتسلية و التقاط الصور التذكارية. و بعد أن كان الصغار يكتفون بصور الكباش المزيّنة بالصوف التي يتفننون في إعدادها داخل المدرسة عشية عيد الأضحى، أصبح الكثيرون يفضلون رؤيتها عن قرب، و ذلك من خلال التردد المستمر على أسواق الكباش التي تنتشر بمختلف المناطق بما فيها الأحياء السكنية. و لعل ما يلفت الانتباه بمثل هذه الأسواق المناسباتية هذا العام رواج هواة التقاط الصور سواء باستعمال الكاميرات الرقمية أو الهواتف النقالة،مما جعل هذه الأماكن أشبه باستوديوهات تصوير مفتوحة بالهواء الطلق، يمثل الأطفال الصغار فيها دور البطولة تحت أضواء كاميرات أوليائهم الذين يستسلمون لدلال أطفالهم الذين ينتقلون من كبش إلى آخر جاعلين من هذه الحيوانات أشبه بدمى أو تماثيل حية يتسابقون لالتقاط صور تذكارية معها لتزيين ألبوم العائلة. و غالبا ما يبحث الأطفال عن الكباش ذات القرون الملتوية و الكبيرة الحجم و كأنهم بناد للمصارعة، و هو ما لفت انتباهنا عند مرورنا بحي شعبة الرصاص بقسنطينة أين تجمع عدد من الزبائن رفقة أبنائهم بما فيهم الرضع، و أخذوا يتداولون على التقاط صور لهم مع أجمل أو بالأحرى أضخم كبش، و هو ما شجع بعض الفضوليين إلى ركن سياراتهم لتأمل هذا المشهد الذي لا يسجل إلا مرة كل سنة. و قال أحد الآباء أن ابنه هو من أصر عليه لأجل ركن السيارة و التوّجه نحو السوق المؤقت قرب تجمع سكاني قرب منطقة شعبة الرصاص التي تعوّد الكثير من الموالين على بيع ماشيتهم هناك، و لم تكن لديه حسبه نية في التقاط الصور، إلى أن أثارت مجموعة من الكباش بقرونها الملتوية انتباهه، فسارع لتصويرها و تصوير ابنه معها. و قال آخر أنه تعوّد على التقاط صور لإبنه مع كبش العيد، و أضاف أن له ألبوم صور خاص بالعيد ، لذا فهو لا يفوّت فرصة جميلة إلا و انتهزها مثلما فعل يوم الخميس بالحي المذكور أين استعمل هاتفه النقال في التقاط صور لصغيره الذي لا يزيد سنه عن الأربع سنوات،مؤكدا أنه سيستخرج الصور بالأستوديو و يضيفها إلى ألبوم ابنه. و كان الأطفال في الماضي يبتهجون عند قدوم عيد الأضحى لما يرافق هذه المناسبة من عادات جميلة أهمها رسم الكباش و تزيينها بالصوف أو القطن، و كثيرا ما كان المعلمون يقومون بمهمة الرسم فيما يهتم الصغار بالتزين و مهمة إلصاق الصوف، بمساعدة الأمهات اللائي ينتقين بعناية قطع الصوف لأجل تحقيق أجمل الرسومات.