قامت السلطات الولائية بعنابة رسميا، بتحويل مقري المقاطعة الإدارية و المديرية العامة، إلى مركز المدينة الجديدة ذراع الريش، بعد أن كان مقر الولاية المنتدبة المستحدثة قبل أشهر، يتواجد بفرع إداري بدائرة برحال، بالإضافة إلى تواجد مقر المديرية العامة التي تسير المدينة، بحي الصفصاف في مدينة عنابة، حيث يبعد المقران على المدينة بحوالي 15 كلم. و جاء تحويل المقرين إلى المدينة الجديدة ذراع الريش، حسب مصادر عليم، بقرار من والي الولاية الجديد بريمي جمال الدين، الذي تفاجأ في اجتماع تنسيقي حول سير المشاريع بالمقاطعة الإدارية، بوجود مقر الولاية المنتدبة المُعينة في الحركة الأخيرة، بدائرة برحال، إلى جانب المديرية العامة المشرفة على متابعة مشروع المدينة في بلدية عنابة، معتبرا ذلك غير مقبول على الإطلاق و لا يسمح بإعطاء نتائج ملموسة في متابعة المشاريع عن بعد و على ضوئها تقرر استغلال جزء من الفرع الإداري للمدينة، يكون مقرا للولاية المنتدبة و كذا محلات تابعة لوكالة عدل، كمقر للمديرية العامة للمدينة، وفقا لمصادرنا، فقد تم تحويل المكاتب الإدارية بداية الأسبوع لمباشرة العمل. وبعد اطلاع الوالي، حسب مصادرنا، على المشاكل التي تعرفها المدينة الجديدة ذراع الريش، أمر بعقد اجتماع دوري كل أسبوع بحضور ممثلي جميع القطاعات و المدير العام، برئاسة الوالي المنتدب، من أجل التنسيق و حل المشاكل المطروحة و رفع تقارير دورية للوصاية من أجل التكفل بالانشغالات و تسجيل النقائص و كذا تسجيل المشاريع الإضافية و تخصيص أغلفة مالية لها. و صرح والي عنابة في لقائه الأخير مع وسائل الإعلام، بأن ذراع الريش تعاني من مشاكل، بسبب غياب التنسيق الدوري بين القطاعات، معتبرا بأنها مدينة صغيرة مقارنة بسيدي عبد الله في العاصمة، منتقدا نقص التخطيط في تسجيل مشاريع ضرورية منذ البداية، على رأسها محطة ضخ و تصفية المياه القذرة و المستعملة، حيث تحول الأمر إلى مشكل عويص، بعد تسليم السكنات، مخلفا أضرارا على البيئة والأراضي الفلاحية وتلوث محيط المدينة. وفي نفس السياق، وافقت الحكومة، حسب مصادرنا، على تخصيص غلاف مالي استعجالي من أجل الانطلاق في إنجاز محطة لتصفية المياه القذرة، التي تفرزها المدينة الجديدة ذراع الريش و التي تصب بمجرى واد العنب، بعد تحولها إلى مصدر تهديد للحقول و البساتين، خاصة في موسم الاصطياف، في ظل انعدام مصب مهيأ للمياه القذرة، و هذا بعد أن تم إنجاز الدراسة التقنية للمحطة و اختيار الأرضية التي ستتوسط التجمعات السكنية الخمسة التابعة لدائرة برحال، من أجل جمع المياه القذرة لكل من بلدية برحال مركز، الكاليتوسة، ذراع الريش، واد العنب مركز و كذا التريعات، في انتظار صب الغلاف المالي للمشروع و إجراء المناقصة للانطلاق في الأشغال. واعتبر والي عنابة في ذات المناسبة، مشروع تحويل المدينة الجديدة إلى مدينة ذكية «سمارت سيتي»، بعيد التحقيق، في ظل الواقع الحالي الذي تفتقد فيه لمنشآت أساسية، منها محطة استقبال و معالجة المياه القذرة، تتطلب جهدا و تنسيقا كبيرين، من أجل تحقيق مبدأ الاستدامة و التسيير الذكي للمقاطعة الإدارية الجديدة– حسبه-. كما ثمن الوالي بريمي، المجهودات المبذولة في خلق المدينة الجديدة ذراع الريش، غير أنه تساءل عن جدوى اختيار هذا الموقع، بعد اكتشاف أن أغلب المواقع التي برمجت فيها مشاريع، ذات طبيعة صخرية و هو ما أدى إلى إلغائها و تحويلها إلى أقطاب حضرية أخرى، على غرار مشروع إنجاز 1000 وحدة سكنية في صيغة السكن الترقوي المدعم، الذي حول إلى الكاليتوسة في بلدية برحال، بهدف تقليل تكلفة الإنجاز و تفادي إنفاق مبالغ معتبرة في الحفر و تهيئة أرضية الإنجاز. و في سياق متصل، أعطى الوالي تعليمات من أجل تسوية جميع ملفات نزع الملكية على مستوى ذراع الريش، بهدف تعويض أصحاب الأراضي و تسهيل تسجيل مشاريع جديدة فوقها.