ميلة تحتفي بأول زواج جماعي ل 32 زوجا من أبنائها وسط فرحة عارمة و بعرس بهيج دوت فيه زغاريد النسوة وطلقات البارود ورقص الفتيان والفتيات على وقع أنغام الموسيقى المستمدة من التراث الجزائري المتنوع الأصيل احتفلت ولاية ميلة أول أمس الخميس بأول زواج جماعي أقامته بالقاعة المتعددة الرياضات الإخوة لزعر لمدينة ميلة لعدد من أبنائها الذين حال العوز والحاجة دون إتمامهم لنصف دينهم فكفلهم المجتمع بعطفه وحنانه ومساعدته . الفرحة كانت عندهم أكبر من أن توصف خاصة وأن زواجهم هذا ويومهم المشهود جاء بين عيدين يحي عليهما الشعب الجزائري هذه الأيام المباركة عيد ثورة التحرير وعيد الأضحى المعظم عند المسلمين جميعا . العرس الجماعي الذي شمل 32 زوجا من العرسان لم يتخلف أي واحد من المسجلين له المحظوظين فيه الممثلين لكل بلدية من بلديات ولاية ميلة تميز في بداية الأمر بمأدبة الغذاء المقدمة بطبقها الرئيس (الشخشوخة) لقرابة 1000 مدعو من الأهل وأحباب العرسان وفعاليات المجتمع المختلفة . ليفسح المجال بعد ذلك للحفل الفني الذي أبدعت فيه فرقتي جمعية النور للموسيقى الأندلسية لمدينة ميلة بقيادة كل من صالح علام ويحي دريدي وجمعية جسور قسنطينة بقيادة الفنان خالد وليد بوصلاتهما الغنائية كما وفى الفكاهي سليم لفهامة بوعده وحضر العرس وأضحك الحضور فيه بكوكتال من النكت والقصص والغناء وتخللت فتراته عملية توزيع الهدايا على العرسان الذين توسط مجلسهم القاعة التي زادها الديكور الموضوع بهاء وجمالا. أما عن الهدايا المقدمة لكل زوج من العرسان في هذا الحفل الذي أشرف على تنظيمه كل من متطوعي الهلال الأحمر الجزائري وإطارات قطاع الشباب والرياضة وملته الولاية ومؤسسة المسجد فتمثلت في غرف نوم تم عرضها بالقاعة سعر الواحدة منها تعدى حسب تصريح رئيس المكتب الولائي للهلال الأحمر الجزائري الستة ملايين سنتيم مع جهاز تلفزيون ملون وثلاجة وآلة طبخ بالإضافة لحقائب تحوي ملابس وإكسسوارات للعروسين مع خاتمين أحدهما من الفضة والآخر من الذهب الخالص ومبلغ مالي يقدر بمليوني سنتيم تم تسليمها جميعا للمعنيين في عين المكان. أكبر عريس عمره 60 سنة أكبر عريس في هؤلاء الأزواج هو مبروك. ز . من مشته قلودة ببلدية بوحاتم يبلغ مثلما صرح للنصر 60 سنة قال أنه يشعر اليوم كأنه ولد من جديد بعدما استعصى عليه الأمر من قبل بالنظر لضعف دخله وقلة حيلته من الزواج موجها شكره للمبادرين بهذه العملية غير المسبوقة بولاية ميلة مع التمني بدوامها واستمرارها لتمكين العدد الكبير من الشبان الذين أبدوا الرغبة في الزواج الجماعي ولم يسعفهم الحظ من اللحاق بسابقيهم. أما زميله لخضر البالغ 33 سنة من العمر والقاطن ببلدية تسالة لمطاعي فنوه هو الآخر بهذه المبادرة التي أنقذته بعدما توقف به المسار وسط الطريق كما قال إذ أن خطبته دامت خمس سنوات لكنه عجز عن إتمام باقي خطوات الزواج فجاءت فرصة الزواج الجماعي لتكمل فرحته وتجعله وعروسه يستقران نفسيا ويفتحان باب الزوجية والأمل في إنجاب و تربية ذرية صالحة مباركا للمسجد دوره في التوعية وشحذ همم المسلمين لدفعهم للتآزر والتكاثف والتضامن. أما واحد من أصغر العرسان الثلاثة في الحفل الذي لم يتعدى عمره 25 سنة وهو اليأس . ب. من بلدية العياضي برباس فكان فرحا بما يدور حوله وبالتغطية الإعلامية التي أحاطته بها وزملائه مختلف الوسائل الإعلامية التي بفعلتها خلدت عرسه ومددت في رقعة من عايشوه . هذا الاحتفال بالزواج الجماعي لم تعشه ولاية ميلة وحدها وإنما شاركتها ولايتي تيزي وزو ومستغانم بحكم أن اثنين من أبناء ولاية ميلة اختارا عروسيهما من هاتين الولايتين . والي الولاية السيد عبد الرحمن كاديد حث رؤساء بلديات الولاية وممثلي الجمعيات الذين حضروا بدورهم الحفل على الأخذ بهذه المبادرة وتعميمها على مستوى بلدياتهم بإشراك المواطنين والمحسنين الذين أنعم الله عليهم بالمال ودفعهم للمساهمة فيها بهدف إحياء سنة كانت ولا زالت من أهم مميزات الشعب الجزائري في التضامن والتآزر بين أفراده. تجدر الإشارة أن الولاية دعمت هذه العملية التضامنية بمبلغ 200 مليون سنتيم فيما جمعت مؤسسة المسجد 400 مليون أخرى لها أما عن عدد المسجلين لهذا العرس الجماعي الذي انتهى بموكب طويل من السيارات التي جابت شوارع ميلة فقد تجاوز حسب تصريح رئيس المكتب ألولائي للهلال الأحمر الجزائري ال150 مسجل منهم 24 مسجلا من بلدية عاصمة الولاية وحدها وهو ما يلزم تكرار المبادرة مستقبلا. إبراهيم شليغم