فلاحون يطالبون والي المسيلة بالتحقيق في وجهة 360 مليونا اتهم فلاحون و موالون ينشطون بمنطقة قمرة النائية، الواقعة بجبال بوكحيل في بلدية عين الريش، أقصى جنوب ولاية المسيلة، رئيس البلدية الحالي، بأنه جعلهم يسددون مبالغ مالية وصلت قيمتها الإجمالية إلى 360 مليون سنتيم، نظير انجاز دراسة لمشروع ربط المنطقة بالكهرباء الريفية، قبل أن يسافر منذ فترة إلى دولة أوروبية و لم يظهر عليه خبر إلى اليوم. حيث طرحوا المشكلة على الوالي خلال لقاء جمعه بممثلي سكان المنطقة بمقر البلدية و منهم من استوقفوا الوفد الرسمي ليعيدوا عليه ما حصل معهم، حيث قالوا بأن رئيس البلدية الحالي المختفي عن الأنظار منذ فترة، استلم منهم مبالغ مالية قدرها 4000 دينار جزائري عن كل موال و فلاح من سكان الجهة، التي تعتبر أحد مناطق الظل بالولاية، و هذا من أجل القيام بدارسة حول مشروع ربط المنطقة بالكهرباء، إلا أن لا شيء حدث إلى يومنا هذا، و هو ما دفعهم للمطالبة بفتح تحقيق إداري و أمني، لمعرفة إن كان الأمر قانوني أو عبارة عن عملية نصب و احتيال من قبل المسؤول البلدي. كما اشتكى عدد من السكان من فلاحي المنطقة، من الكثير من المشاكل التي يعيش على وقعها سكان قمرة و التي يعتمد قاطنوها على تربية المواشي و الفلاحة الموسمية، حيث طالبوا بضرورة تحويل الاهتمام إلى الجهة، من خلال تسجيل بعض المشاريع التنموية و من بينها منحهم رخص حفر الآبار لمساعدة الفلاحين على تطوير نشاطهم الفلاحي، فضلا عن تجسيد عدد من المرافق العمومية الصحية و الإدارية و منها توفير أعوان شبه الطبي بقاعة العلاج و مكتب بريدي و كذا قطاع التعليم، من حيث إنهاء معاناة 115 تلميذا يزاولون دراستهم بمقر البلدية على مسافة 40 كلم. و يقول هؤلاء، بأن التلاميذ الذين يجدون صعوبات كبيرة في الوصول إلى مقاعد الدراسة في الطورين المتوسط و الثانوي، يتنقلون يوميا على متن ثلاث حافلات لم تعد صالحة، مشيرين إلى وضعية الطريق الرابط بين المنطقة و مقر البلدية، حيث كثيرا ما تتوقف الحركة على مستواه من جراء فيضان الوادي. من جهته والي المسيلة، أكد على إحصاء مصالح الولاية 700 نقطة ظل، بما فيها قمرة التي قال بأنها تمتاز بطابعها الرعوي الفلاحي و السياحي وهو ما سيكون لها شأن كبير مستقبلا، و هذا بعد اقتراح تصنيفها ضمن مناطق التوسع السياحي بالولاية و انجاز بعض المشاريع التي تتيح النهوض بالقطاع خلال السنوات المقبلة و أولها انجاز طريق نحو الشلالات و ناحية الوادي، لتسهيل الوصول إلى المكان. كما سيتم في هذا الصدد، تخصيص غلاف مالي للتكفل بانشغالات هذه المنطقة، التي عانت من ويلات الإرهاب و ضحت بالعشرات من أبنائها، لكنها ظلت صامدة بفضل عزيمة سكانها و قوات الجيش الوطني الشعبي، التي ظلت منذ سنوات إلى جانب أهالي قمرة، على حد قول العديد منهم، في لقائهم بمسؤول الهيئة التنفيذية.