تلاميذ ينهضون فجرا ويقطعون 16 كلم مشيا للوصول إلى المدرسة لا تزال صور الحرمان والمعاناة مرسومة على من تلتقي بهم من البراعم الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة ، من تلاميذ منطقتي عين الجابية وعين الذيبة التابعتين لبلدية بوالحاف الدير، حيث يضطر هؤلاء إلى قطع مسافة 16 كلم ذهابا وإيابا سيرا على الأقدام وسط عوامل طبيعية تقهر الكبير قبل الصغير خاصة أيام الشتاء التي تشهد فيها المنطقة البرد القارص و تساقط الثلوج أين يضطر التلاميذ على النهوض يوميا عند الساعة الخامسة صباحا للالتحاق بمقاعد الدراسة بالمدرسة الابتدائية الوحيدة المتواجد بقرية كيسة . تلاميذ القرية يقطعون مسافة 8 كلم وسط أجواء طبيعية جد قاسية خاصة وأن هذه المنطقة محاذية لسلسلة جبلية تشتهر بتقلباتها المناخية ، كما أن خلو الطريق الذي هو عبارة عن مسلك ريفي مخيف يمر عبر السفوح الجبلية فسح المجال لتواجد العديد من الحيوانات المفترسة ومنها الذئاب التي تنتشر بكثرة لاسيما مع حلول الظلام خلال الفترتين الصباحية والمسائية . وحسب بعض أولياء التلاميذ الذين اتصلوا ب “ النصر “ فإن هذه الوضعية يعيشها أبناؤهم منذ السنة الماضية رغم توفر بلدية بوالحاف الدير على وسائل النقل المدرسي التي خصصتها وزارة التضامن الوطني لفائدة تلاميذ مشاتي البلدية لم يتم استغلالها ، وهو ما أجبر العشرات من الأولياء على مغادرة قراهم والنزوح نحو عاصمة الولاية والبلديات المجاورة من أجل تمكين أبنائهم من حقهم في التعليم والمعرفة ، في الوقت الذي يتوقف فيه قطار مزاولة البنت لدراستها لعدم توفر الظروف المناسبة . وأمام هذه الظروف القاهرة والصعبة التي يعيشها تلاميذ عين الجابية وعين الذيبة التي تقف حائلا دون مزاولة دراستهم فإن أولياء التلاميذ يناشدون والي تبسة بتوفير حافلة نقل هؤلاء البراعم تقيهم عاديات الطبيعة ومخاطر الطريق التي لا ترحم خاصة وهم ضعاف في أجسامهم وعقولهم . وقد علمنا من مصدر موثوق أن بلدية بوالحاف الدير وبعد تدخل السلطات الولائية قد خصصت حافلة لنقل التلاميذ غير أنها تعرف اضطرابا في الحضور حسب أولياء التلاميذ الذين قالوا أن حضورها غير منتظم وبالتالي تبقى المعاناة قائمة إلى إشعار لاحق .