خصنا نجم منتخب كرة اليد ونادي تولوز الفرنسي أيوب عابدي بحوار حصري، تحدث فيه عن تجربته الاحترافية التي انطلقت قبل سنتين، كما عرج صاحب 23 ربيعا خلال تصريحاته للنصر من تولوز إلى طموحاته مع المنتخب الوطني، مؤكدا بأن التشكيلة الحالية قادرة على إعادة المجد لكرة اليد الجزائرية، شريطة الاهتمام بهذا الجيل الذي قدم عدة مؤشرات إيجابية خلال البطولة الأخيرة التي لعبت بتونس. - بداية كيف تقيم مشاركتم في البطولة الإفريقية الأخيرة بتونس، وهل تعتبرون احتلال الصف الثالث خلف مصر وتونس إنجازا؟ أجل حصد المرتبة الثالثة في البطولة الإفريقية الأخيرة هو إنجاز لا بأس به، رغم أن التشكيلة الوطنية كانت قادرة على الوصول إلى المباراة النهائية وحصد اللقب، لولا نقص التحضير وغياب الانسجام المطلوب بين عناصر المنتخب الوطني، ولكن التفاؤل يبقى كبيرا، في ظل ما قدمناه من مستوى جيد لاقى استحسان الجميع. - ماذا كان ينقصكم لتخطي عقبة مصر والوصول للمحطة النهائية؟ كلنا مقتنعون بأن التشكيلة الوطنية افتقدت لعامل الخبرة في مباراة المربع الذهبي أمام منتخب مصر، كما أن الفراعنة تفوقوا علينا باللعب الجماعي، كونهم أجروا عدة تربصات قبل انطلاق البطولة بتونس، على عكس منتخبنا المشكل من أسماء جديدة عانت من نقص التحضيرات، غير أن هذا لم يمنعها من تقديم كل ما تملك، في سبيل تشريف الراية الوطنية. - ألا تعتقد بأن تغيير تركيبة المنتخب وعملية التشبيب وراء اكتفائكم بالمرتبة الثالثة؟ شاركنا في دورة تونس بتعداد شاب كان وراء اكتشافه المدرب رابح غربي، حيث ساهم الأخير في ترقية عدة أسماء متميزة من منتخب أقل من 21 سنة، وبالتالي هناك تفاؤل كبير بمستقبل هذا المنتخب الفتي، وإن تم وضعه في أفضل الظروف، فمتأكد بأنه سيعيد لكرة اليد الجزائرية مجدها، خاصة وأن عناصر المنتخب الحالي تمتلك الموهبة، وأثبتت خلال البطولة الإفريقية الأخيرة مقدرتها على تشريف الراية الوطنية. - ماذا يعني لكم التأهل للمونديال، وماهي طموحاتكم في هذا المحفل الكبير؟ التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة اليد أسعد الجميع، على اعتبار أن أكثر من نصف التعداد لم يسبق له أن خاض بطولة من هذا الحجم، صدقوني ستكون تجربة فريدة من نوعها، وسنسعى جاهدين لتقديم وجه طيب يليق بكرة اليد الجزائرية، رغم إدراكنا بصعوبة المأمورية، كوننا سنواجه منتخبات عالمية. - بصراحة هل تؤمنون بمقدرتكم على حجز مكانة بأولمبياد طوكيو بعد التأهل إلى الدورة التأهيلية المبرمجة بألمانيا؟ من إنجازات البطولة الإفريقية الأخيرة أنها أهلتنا إلى الدورة التأهيلية للأولمبياد، وبالتالي أبقينا على بصيص من الأمل في التواجد بمحفل طوكيو، ولو أن المأمورية لن تكون سهلة، على اعتبار أننا مطالبون بتجاوز عقبة منتخبات عملاقة لها إنجازات كبيرة في عالم كرة اليد، على العموم الدورة مؤجلة إلى ما بعد المونديال، وهذا سيكون في صالحنا، حيث سيساعدنا في التحضير الجيد لهذه البطولة المهمة، التي ينتظرها الجميع، فما بالك بأسماء شابة متعطشة للبروز والتألق. - ماذا جلب لكم المدرب الفرنسي آلان بورت ومساعده الطاهر لعبان؟ هو مدرب معروف ونحترمه كثيرا رفقة مساعده الطاهر لعبان. - أين تتواجد الآن، وماذا تفعل بعد توقف الأنشطة الرياضية بفرنسا؟ متواجد منذ تفشي فيروس كورونا وتعليق كافة النشاطات الرياضية بمدينة تولوز، وأقضي يومياتي في لعبة «البلايستيشن» والحديث مع مدربي السابق في نادي براقي كريم بشكور، أين نتحدث عن نقائصي والأمور التي أنا بحاجة للعمل عليها لتطوير مؤهلاتي، كما يقوم بتزويدي ببعض البرامج التدريبية للحفاظ على لياقتي. - كيف تقيم موسمك مع نادي تولوز الفرنسي؟ أعتقد بأنني كنت عند مستوى التطلعات مع فريقي تولوز خلال هذا الموسم، حيث حصلت على الثقة كاملة من مدربي فيليب كاغدو، وأنا راض عما قدمته طيلة المباريات التي خضناها، وسأحاول أن أطور إمكانياتي أكثر، خاصة وأنني حريص على ضرورة وضع الأقدام على الأرض، كوني في بداية المشوار فقط وأمامي الكثير لأتعلمه، أنا الآن مركز على تجربتي الاحترافية، وبحول الله سأحقق كل ما أصبو إليه، في ظل حيازتي على كافة المؤهلات، إلى جانب صغر سني. - تم ترشيحك لجائزة أفضل لاعب في ناديك، بماذا تشعر؟ ما عاساني أشعر به سوى الفخر، وإن هذا على شيء، فإنما يدل بأنني في الطريق الصحيح، وما علي سوى الإيمان بمؤهلاتي من أجل الحفاظ على تألقي. - تحتل الصف التاسع كأفضل هداف في فرنسا، هل كنت تنتظر بروزك السريع مع تولوز؟ صراحة لم أكن أنتظر بروزي السريع مع نادي تولوز، والفضل في ذلك يعود إلى الثقة، التي منحني إياها المدرب خلال المباريات الودية، أين برهنت على أحقيتي بالدفاع عن ألوان هذا الفريق المعروف في فرنسا، والشيء الذي ساعدني أكثر لحجر مكانة ضمن أفضل تسعة لاعبين في الدوري الفرنسي، استفادتي من إصابة زميلي في الفريق الذي يلعب في نفس منصبي، حيث نلت فرصتي كاملة، وكنت عند حسن ظن الطاقم الفني، ما مكنني من تقديم كل ما أملك، موازاة مع اكتسابي ثقة أكبر في النفس. - حدثنا عن تجربتك مع غرونوبل ومنذ متى وأنت تلعب خارج الوطن؟ تجربتي مع نادي غرونوبل الفرنسي كانت إيجابية إلى أبعد الحدود، والجميع كانوا راضين عني، والمدرب عزيز بن كحلة الدولي السابق كان عنصرا هاما في مشواري الاحترافي في أوروبا، حيث قدم لي مساعدات لن أنساها ما حييت، وأنا الآن أخوض موسمي الثاني في فرنسا، وكلي أمل في البصم على مسيرة حافلة، سواء مع الفرق أو المنتخب الوطني الذي أتشرف دوما بالدفاع عن ألوانه. - بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ استغل الفرصة في ختام هذا الحوار للتوجه بالشكر الجزيل لمدربي السابق في نادي براقي كريم بشكور، الذي كان سندي خلال الأربع مواسم الأخيرة، ولا يزال بمثابة المرشد لي، وأنا لطالما اعتبرته بمثابة والدي الثاني، دون أن أنسى مسيري فريق براقي، كونهم منحوني الكثير في بداية مشواري، إضافة إلى نادي الشلف.