افتتحت أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة فعاليات ملتقى دولي حول موضوع "وكالة الأنباء والخدمة العمومية و فرص الإعلام على الخط" بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لإنشاء الوكالة. و يشارك في هذا اللقاء الذي تنظمه وكالة الأنباء الجزائرية واشرف على افتتاحه وزير الاتصال ناصر مهل، خبراء بارزون في مجال الإعلام من الجزائر وبعض البلدان الأجنبية خصصوا مداخلاتهم للتطرق إلى مختلف المواضيع المتعلقة بتاريخ الوكالة انطلاقا من عهد التيليكس و جهاز الإرسال إلى الإعلام عبر الانترنيت و تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة. و خلال هذا اللقاء تمت برمجة ثلاثة مواضيع حول "نشأة و تطور وكالة الأنباء الجزائرية" و "وسائل الإعلام و مهام المنفعة العامة" و "بث الخبر في الحين". تجدر الإشارة إلى أنه بعد الكلمة الافتتاحية لوزير الاتصال التي أشار فيها إلى المراحل الأولى والظروف الصعبة التي تم إنشاؤها في ظلها بتونس في الفاتح ديسمبر1961 قبل أن تتحول إلى مؤسسة إعلامية كبرى، تم فسح المجال للسيد بيار شولي بصفته أحد الفاعلين المباشرين الذين شاركوا في إطلاق وكالة الأنباء الجزائرية، عندما كان مسؤولا في مركز الإعلام للحكومة الجزائرية المؤقتة في الفترة بين 1959 و1962. كما تم تقديم عدة شهادات أخرى من قبل مسؤولين وإعلاميين سابقين حول ظروف إنشاء الوكالة، فيما تم تقديم خلال الفترة الصباحية من اليوم الأول للملتقى المحاضرة الأولى للدكتور بلقاسم مدني حول '' نشأة وكالة الأنباء الجزائرية'' التي كانت في بداياتها تتوفر على مكتبين اثنين الأول في تونس والثاني في الرباط. ومعلوم أن وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) أنشئت في الأول من ديسمبر سنة 1961 في غمار حرب التحرير لتكون صوت الثورة الجزائرية في الساحة الإعلامية الدولية و كدعامة لثورة أول نوفمبر 1954، قبل أن تستقر قبل الاستقلال و بعد وقف إطلاق النار بفترة وجيزة في حي القصبة التاريخي. و بعد الاستقلال مباشرة، انتقلت وأج مؤقتا إلى شقة متواضعة في بناية تقع في شارع كريم بلقاسم الحالي بالعاصمة حيث بدأت في تطوير مختلف أقسامها و في مقدمتها قسم التحرير. و بدأت في بناء و تركيب شبكتها عبر كامل التراب الوطني و كذلك الحصول على الأجهزة و التقنيات الضرورية لعملها. و جهزت نفسها بنص تنظيمي يسند لها مهمة الخدمة العمومية. كما بدأت في تكوين و تدريب صحفييها و عمالها التقنيين و الطابعين. في الأول من أفريل 1963، انتقلت وأج إلى عمارة في شارع "تشي غيفارا" حيث مكثت 30 عاما. و من هذا المكان بدأت وأج في توزيع أخبارها على مشتركيها تليغرافيا و تم ربطها أيضا بالوكالات العالمية و العديد من الوكالات الوطنية في مختلف أنحاء العالم كما أنها أقامت شبكة من المكاتب الجهوية و عددا من المكاتب في الخارج. و طورت وأج في نفس الوقت قسم التصوير لنقل صور الجزائر في مرحلة البناء لجميع المشاركين في الداخل و الخارج بواسطة "البيلينو". في 19 نوفمبر 1985، أصبحت وأج مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي و نزعة اجتماعية-ثقافية.وفي 20 أفريل 1991 تحولت إلى مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي و تجاري مع امتيازات الخدمة العمومية.