تعرف نقاط تجميع الحبوب بقسنطينة اكتظاظا وضغطا كبيرين، لاسيما ببلديتي الخروب وابن زياد، وهو ما تسبب في تشكل طوابير طويلة و خلف استياء كبيرا في أوساط الفلاحين، في حين أوعز الإتحاد الولائي للفلاحين الأمر إلى تجمع العديد من المتعاملين دفعة واحدة، فضلا عن إقبال منتجي الولايات المجاورة على مخازن الولاية. ومازالت معاناة الفلاحين مع مشاكل التخزين و الطوابير الطويلة أمام المخازن و نقاط التجميع تتكرر مع كل موسم حصاد، لاسيما بالجهتين الشمالية والجنوبية للولاية، فضلا عن بلدية الخروب، أين ركنت ،أمس الأول، المئات من الشاحنات أمام تعاونية الحبوب وسط فوضى عارمة وازدحام مروري كبير. وذكر فلاحون، التقينا بهم بمحاذاة مركز التجميع بالخروب، إنهم يعانون الأمرين طيلة أيام الأسبوع، إذ يصطفون في طوابير طويلة ويضطرون إلى الانتظار في طوابير طويلة قد تزيد عن 24 ساعة، وسط حالة من الفوضى والشجارات مع أعوان التعاونية، كما اشتكوا مما وصفوه بالمحاباة والتمييز من طرف بعض الموظفين. وأفاد محدثونا، أن هذه المشكلة تتكرر في كل عام، حيث أن التعاونيات لاسيما الكبرى منها تُجمع مختلف أنواع محاصيل الحبوب دفعة واحدة، في حين كان لابد بحسبهم، أن يتم تحديد حيز زمني لكل منتوج، لكن فلاحين آخرين أكدوا أن المؤسسة لا تستطيع التحكم في الوضع لاسيما وأن موعد الحصاد، قد تأخر لهذا العام، كما أن كل أنواع الحبوب تحصد وتجنى في هذا الوقت من العام. وذكر فلاحون، في اتصال بنا، أن مخزن القاضي ببلدية زياد، لم يعد قادرا على استقبال المحاصيل بسبب ضيق سعته وتضاعف مستوى الإنتاج، لا سيما في السنوات الأخيرة بالمنطقة التي تعرف تطورا كبيرا في إنتاج مختلف أصناف الحبوب الشتوية، فيما أوضح الإتحاد الولائي للفلاحين، أن طاقة استيعاب المخزن ضئيلة، إذ تم اللجوء إلى عمليات التحويل من المخزن إلى التعاونيات ذات السعة الكبيرة. وقال فلاحون قدموا من بلديات زيغود يوسف وبوجريو وديدوش مراد، إنهم تنقلوا إلى الخروب بعد تشكل طوابير طويلة بنقاط التجميع والمخازن الممتلئة عن آخرها، مجددين مطلب حل مشكلة التخزين وأكدوا على ضرورة إنجاز مخازن جديدة ، علما أن زيغود يوسف قد كان مبرمج بها قبل سنوات، إنجاز تعاونية للحبوب وقد اختيرت لها أرضية لكنها لم تر النور إلى اليوم. وذكر رئيس الإتحاد الولائي للفلاحين، عوان سليمان، أن الطوابير التي تشكلت على مستوى التعاونيات سببها حصد الفلاحين للمنتوج دفعة واحدة والتوجه مباشرة نحو نقاط التجميع، حيث تعد هذه الفترة ذروة الحصاد، مشيرا إلى أن الولاية تتوفر على 12 نقطة تجميع. وأوضح المتحدث، أن مخزني الخروب وعين اعبيد، يسجلان إقبالا كبيرا من فلاحي الولايات المجاورة، لاسيما منتجي القمح ببلديات عين ارقادة و تاملوكة ووادي زناتي من ولاية قالمة، حيث يشاع ،مثلما قال، أن مخازن تلك المناطق قد امتلأت عن آخرها بالحبوب المستوردة. وتابع عوان، أن الاكتظاظ يعود أيضا، لتجمع منتجي العدس ومتعاملي البذور الممتازة وأصحاب المطاحن، فضلا عن شاحنات القمح المستورد دفعة وحدة أمام البوابة الرئيسة ما تسبب في فوضى في وقت الذروة، لكنه أكد أن التجمعات مؤقتة فقط، كما أن الطاقة الاستيعابية لمخزن الخروب تتعدى 500 ألف قنطار. وأضاف رئيس الإتحاد الولائي للفلاحين، أنه سجل اختلالا أيضا في عمليات تحويل المحاصيل، بسبب عدم تنقل شاحنات الشركة الخاصة التابعة لتعاونية الحبوب إلى المخازن الداخلية، حيث أنها تعمل حاليا على نقل القمح المستورد من الموانئ نحو المخازن، داعيا الفلاحين إلى الصبر والتعاون مع مختلف المصالح المعنية، لإنجاح موسم الحصاد، كما أشار إلى أن قسنطينة تعد من بين الولايات الرائدة على المستوى الوطني في طاقة التخزين إذ أن مدة الانتظار لا تتجاوز نصف يوم، في حين أن فلاحي ولايات مجاورة ،يعانون ، حسبه، لأيام. وكانت مديرية الفلاحة قد أكدت قبل انطلاق مسم الحصاد والدرس، أن الطاقة الاستيعابية لمخازن الحبوب بالولاية تتجاوز المليوني قنطار وهي قادرة على التكفل بتجميع جل المحاصيل. لقمان/ق