من المنتظر أن يتدعم المركز الجهوي للكشف عن فيروس كورونا بالمدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا بقسنطينة، بحصص جديدة من أطقم الفحص، حيث أكد مدير المؤسسة أن وزير التعليم العالي أبدى تفاعلا من أجل استئناف المخبر لنشاطه وتعهد بتوفير الإمكانيات بالتنسيق مع وزارة الصحة، بعد توقف دام لأزيد من 20 يوما بسبب نفاد اختبارات "بي سي آر». ودخل المخبر الجهوي للكشف عن فيروس كورونا حيز الخدمة في 7 جوان الماضي بإشراف من إدارة المؤسسة و بمبادرة من مجموعة شباب من أطباء ولاية قسنطينة، الذين تكفلوا بالتنسيق مع متبرعين بتوفير التجهيزات الطبية وجهاز "بي سي آر» للكشف عن كوفيد 19، إذ يعد هذا المخبر الثاني من نوعه في الولاية المخصص لهذا الأمر، كما أن الهدف من إنشائه هو تعزيز قدرات ملحق معهد باستور بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بمقر جامعة قسنطينة 2. وذكر مدير المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولجيا البروفيسور خليفي داودي، للنصر، أن المدرسة وفرت كل الإمكانيات الضرورية لدعم جهود الدولة في مكافحة الجائحة، حيث تأتي هذه المبادرة في إطار اندماج الجامعة مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي وفق الأهداف المسطرة من طرف وزارة التعليم العالي، إذ تمت الاستعانة حتى بالمحاليل الخاصة بالطلبة في حين تم توفير سكنات على عاتق الجامعة للأطباء والمهندسين البيولوجيين العاملين في المخبر. وأضاف المتحدث، أن المخبر، يعمل تحت إشراف كل من المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا و كلية العلوم الطبية لجامعة قسنطينة 3 و مخبر الميكروبيولوجيا للمركز الاستشفائي الجامعي، حيث قام بإجراء أزيد من 2200 اختبار في ظرف لا يزيد عن 20 يوما، قبل أن يتوقف عن النشاط بعد نفاد الكميات التي قدمها المتبرعون، مشيرا إلى أنه وفي حال توفير الإمكانيات المادية اللازمة فإنه من الممكن إجراء أزيد من 400 اختبار "بي سي آر» يوميا. و وجه النائب لخضر بن خلاف سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة لكي يطلب من معهد باستور تدعيم المخبر بتحاليل الكشف، غير أن مدير المعهد الدكتور درار فوزي، أورد في رده على النائب الذي اطلعت النصر عليه، أن مصالحه قد وضعت تحت تصرف المخبر الجهوي للكشف عن كوفيد 19 وكغيره من المخابر الأخرى، كمية من الكواشف والمعدات الخاصة بالتشخيص كدعم لضمان بدء نشاطه، حيث أن التزويد الدائم للمخبر ليس من صلاحيات معهد باستور، إذ أنه «يقتنيها من ميزانيته الخاصة وبالتالي لا يمكنه تزويد المخابر الأخرى بصفة دائمة». وأضاف درار، أن الكميات التي يقتنيها معهد باستور، مخصصة في المقام الأول لنشاط مخابره، مشيرا في ختام النص إلى أن المخبر مطالب بالتنسيق مع مؤسساته الوصية لاقتناء المستلزمات من عند الممونين المحليين، وهو رد وصفه بن خلاف بأنه غير دقيق، داعيا المحسنين وفي ظل تصاعد الإصابات بوباء كورونا والحاجة الملحة لخدمات هذا المخبر لولايات الشرق الجزائري، إلى تقديم يد المساعدة حتى يتمكن من اقتناء احتياجاته. وذكر مدير المدرسة، أنه بلغ أمس الأول وزير التعليم العالي خلال الأشغال الداخلية للندوة الجهوية لجامعات الشرق التي عقدت بجامعة قسنطينة 3 بالإشكال المطروح، مؤكدا أن السيد بن زيان قد تفاعل مع الأمر وقدم عهودا بإيجاد حلول عاجلة، كما ذكر الوزير، مثلما أكد السيد خليفي، أنه تحدث بخصوص هذا الأمر لوزير الصحة، مضيفا أن السلطات المحلية وعلى رأسها الوالي ستعمل على تقديم المساعدة حتى يتسنى للمخبر استئناف نشاطه من جديد. ولفت خليفي، إلى وجود فريقين اثنين كل منهما يضم 6 أطباء ومهندسين في البيولوجيا، يعملون بنظام التناوب كما تم توفير كل الظروف التقنية الملائمة للعمل، حيث طبقت كل التوصيات الصادرة عن معهد باستور بالعاصمة المتعلقة على وجه الخصوص بإقامة مراكز للأمن البيولوجي التي تمكن من تفادي انتقال العدوى للمحيط المباشر لهذا المخبر. وأكد المتحدث، أن نشاط المخبر تعدى إلى إنتاج المعقمات، إذ انطلقت العملية منذ شهر مارس المنصرم، كما أن باحثي المدرسة قدموا مشاريع علمية ذات صلة بوباء كورونا، لاسيما ما تعلق منها بالفحص السريع للإصابة بالفيروس، فضلا عن بحث آخر يتعلق بالعلاج الطبيعي للوباء، مشيرا إلى أن هذه البحوث تنتظر الدعم المادي حتى يتم تطبيقها ميدانيا. وأفاد البروفيسور خليفي، أن شركة غوغل صنفت في برنامجها السنوي "مطورو غوغل» طلبة نادي المدرسة الوطنية العليا ضمن العشرين الأوائل من أصل ألف ناد من جامعات عالمية عريقة، بعد أن طوروا تطبيقا خاصا باليقظة الصيدلانية، كما اختير النادي من طرف "غوغل عربية" ضمن قائمة الثلاثين الأوائل على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قبل أن يتقدم إلى قائمة العشرة ثم الخمسة الأوائل.