نسعى لصقل المواهب بالتكوين المتخصص حاورتها إلهام طالب قالت الكاتبة و السيناريست حورية خذير، أن إشكالية السيناريو التي تطرح باستمرار ببلادنا، أسقطت الكثير من الأعمال الدرامية الجزائرية في قبضة الضعف و الرداءة و قلة الإنتاج، في غياب هذا التخصص بمعهد فنون العرض و السمعي البصري ببرج الكيفان في العاصمة (معهد الفنون الدرامية سابقا) و مختلف المعاهد و المؤسسات، دفعها لجمع شمل عشاق هذا النوع من الإبداع، في إطار المنظمة الجزائرية لكتاب السيناريو، التي تترأسها، من أجل تبادل الأفكار و الخبرات و تجسيد عدة مشاريع، في مقدمتها صقل المواهب بالتكوين المتخصص و المتواصل. . النصر: هل المنظمة الجزائرية لكتاب السيناريو التي تترأسينها و أعلنت عن ميلادها منذ أيام، تابعة لوزارة الثقافة أو هيئة رسمية ؟ حورية خذير: المنظمة ثقافية مستقلة، تخضع للقانون الأساسي للجمعيات، و هي غير تابعة لأي وزارة أو هيئة، و تم تأسيسها بالإمكانيات الخاصة للرئيسة و أعضاء مكتبها السبعة و هم أيضا سيناريست، و يقع مقرها الرئيسي بالجزائر العاصمة. و قد أعلننا عن ميلادها في بيان صادر يوم 22 جويلية الفارط، نشرناه في صفحة المنظمة و عبر حساباتنا بموقع فايسبوك، و ذلك بعد حصولنا على الاعتماد الرسمي. 15 مكتبا عبر ولايات الوطن . هل لديكم مكاتب بولايات أخرى؟ نعم..لحد الآن تضم المنظمة 27 عضوا مؤسسا، و لدينا مكاتب في 15 ولاية، و نطمح لفتح مكاتب عبر كافة ولايات الوطن . . ما هو أول نشاط سيوقع انطلاقة المنظمة؟ جائحة كورونا أثرت على نشاطنا و أجلت تجسيد برنامجنا، لهذا نركز حاليا على التعريف بالمنظمة الجديدة و توضيح أهدافها و فتح مجال الانخراط، لكل عشاق كتابة السيناريو و المبدعين و الهواة بمختلف أنحاء الوطن، شرقا و غربا شمالا و جنوبا، و نظرا لتعذر التنقل، يكون الانخراط إلكترونيا عبر صفحة المنظمة في موقع التواصل فايسبوك، و يحضر حاليا فريقنا استمارة لهذا الغرض، و كذا أرشيفا إلكترونيا ، ساعيا لتسهيل التفاعل و تبادل الآراء في زمن كورونا، كما يعد روزنامة لسلسلة من التكوينات لكافة الفئات الفاعلة في هذا المجال . و أشير هنا إلى أن المنخرطين و المؤسسين لهم نفس الحقوق و الواجبات، لنتمكن معا من توسيع الرؤى و الآفاق. . هل يمكنك إطلاعنا على مصادر تمويل مشاريع المنظمة؟ ليس لدينا مصادر تمويل خارج المنظمة، نعتمد فقط على إمكانياتنا الخاصة التي مكنتنا في البداية من فتح هذا الفضاء الجديد، و نعتمد بشكل كامل على العمل التطوعي. . هلا حدثتنا عن العوامل التي دفعتك للتفكير في إنشاء هذا الفضاء؟ الواقع يؤكد أننا من إشكالية السيناريو، و هي الإشكالية التي أسقطت الكثير من الأعمال الدرامية الجزائرية في بؤر الرداءة و أدت إلى قلة الإنتاج و رفع رهان المناسباتية الرمضانية، الذي لا يكلل بالنجاح في أغلب الأحيان. وذلك يعود أساسا لغياب هذا التخصص ببلادنا، نعم..هذه هي الحقيقة.. معهد فنون العرض و السمعي البصري، أي معهد الفنون الدرامية سابقا، ببرج الكيفان بالعاصمة لا يوجد به تخصص كتابة السيناريو، و لا يوجد ببقية المعاهد و المؤسسات الثقافية.. كل هذه المعطيات دفعتني للتفكير و التناقش مع بعض الزملاء، اتفقنا على المساهمة في جزء من الحل بفتح المنظمة، كفضاء لجمع شمل كل عشاق كتابة السيناريو و الموهوبين و الهواة، من جهة، و كتاب السيناريو المهنيين الذين سبق و أن رأى أحد أعمالهم على الأقل النور، من مختلف أنحاء البلاد، و ذلك لمد جسور التواصل و تبادل الآراء و الخبرات و التشاور و إثراء برنامج المنظمة و الارتقاء بها و بالأعمال الفنية الجزائرية عموما. . برصيدك حتى الآن أربعة سيناريوهات لمسلسلات تليفزيونية عرضت هي "سحر المرجان"، "شمس الحقيقة" ، "دوامة الحياة" ثم دراما الواقع "دار شهرزاد"، هل اعتمدت على الموهبة فقط في كتابتها، أم أنك درست كتابة السيناريو؟ حالفني الحظ في سنة 2007 في المشاركة في ورشة تكوينية حول كتابة السيناريو نظمها التليفزيون الجزائري، استفدت منها كثيرا في صقل موهبتي بتقنيات كتابة السيناريو و توسيع معارفي في هذا المجال. . هل التكوين هو المحور الوحيد في مشاريع المنظمة الجزائرية لكتاب السيناريو؟ يتضمن برنامجنا عدة محاور، من بينها تنظيم دورات تكوينية و لقاءات تشاورية و تنظيم و تأطير ندوات و ملتقيات و دراسات و أبحاث متخصصة، و كذا تنظيم مهرجانات و مسابقات حول كتابة السيناريو ، و عدة مشاريع أخرى ذات طابع وطني. ازدهار الصناعة السينمائية و التليفزيونية من أهم أهدافنا . هل يمكن أن تطلعينا على الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها ؟ قبل كل شيء نسعى للمساهمة في رفع مستوى كتابة السيناريو و خلق تبادل فكري و ثقافي في هذت المجال مع شركاء يقتسمون معنا نفس الأفكار و التطلعات، سواء داخل أو خارج الوطن. و كذا اكتشاف مواهب في مجال كتابة السيناريو و تشجيعها و دعمها و تكوينها، كما سبق و أن أشرت. من بين أهدافنا أيضا مرافقة كتاب السيناريو و تقريبهم من مصالح الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة. إلى جانب المشاركة في كافة الفعاليات الفنية التي تخدم أهداف المنظمة، و تبرز جهودها، و تساهم في تحويلها في المستقبل إلى مركز إشعاع فني و ثقافي. و كذا التنسيق مع مختلف المؤسسات الوزارية و المصالح التليفزيونية و الولائية، لمرافقة و دعم كتاب السيناريو، و توفير المناخ الملائم لازدهار الصناعة السينمائية و التليفزيونية في بلادنا، كما ننسق مع المنتجين من أجل المساهمة في الارتقاء بالأعمال السينمائية و التليفزيونية..