تلتقي وزارة التربية الوطنية في الأيام القليلة المقبلة بالشركاء الاجتماعيين تحضيرا لانطلاق الموسم الدراسي الجديد، تزامنا مع العودة الوشيكة للأطقم الإدارية والأساتذة إلى مناصبهم، وسيخصص اللقاء لدراسة مقترحات النقابات وممثلي الأولياء بشأن طريقة تكييف الدراسة مع الوضع الصحي الناجم عن انتشار جائحة كورونا. أفاد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «سنابست» مزيان مريان «للنصر»، بأن الإعداد للدخول المدرسي يجب أن ينطلق خلال هذه الأيام، بالنظر إلى المواعيد البيداغوجية الهامة التي تنتظر القطاع، ومن بين لإجراءات التي يراها مستعجلة الشروع في ضبط قائمة التلاميذ المعنيين باجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط، التي تم منحها الطابع الاختياري استثناء، حتى يتناسب التحضير المادي والبشري مع عدد المترشحين، بالنظر إلى إمكانية تسجيل غيابات في حال تراجع تلاميذ في آخر لحظة عن المشركة في هذا الموعد. وتوقع مزيان مريان مضاعفة عدد مراكز الإجراء الخاصة بشهادة البكالوريا لتحقيق التباعد الجسدي بين المترشحين عبر الالتزام بمسافة الأمان التي لا ينبغي أن تقل عن 1 متر، غبر أن المصدر لم يوافق على مقترح أولياء التلاميذ بخصوص تقليص الحيز الزمني للدراسة لتقليل الاحتكاك ما بين التلاميذ وتقليص فرص التقاط العدوى بفيروس كورونا، لأن التقارب ما بين التلاميذ لمدة ساعة فقط يمكنه أن يسبّب انتشارا للمرض، لكنه اقترح استحداث لجنة على مستوى كل مؤسسة للسهر على تطبيق التدابير الاحترازية ضد الوباء. وفي نظر المصدر فإن الظرف الصحي الذي تعيشه الجزائر على غرار كافة دول العالم، يحتم إقرار تدابير للتعايش مع الوضع، بينها تقليص محتوى الدروس بالتركيز على المعلومات الأساسية لتخفيف الضغط على التلاميذ، والمساعدة على إنهاء البرنامج الدراسي، مؤكدا بأن كثيرا من الأساتذة خاصة الجدد، لا يتحكمون في الأساليب العلمية في تلخيص الدروس ويجبرون التلاميذ على مراجعة كل ما يتضمنه الكتاب المدرسي، في حين أنه يتضمن معلومات عامة وموسعة. وأضاف المتحدث بأن هذا الانشغال سبق وان طرحته التنظيمات النقابية على مفتشي المواد للتكفل به، بهدف الوصول إلى دروس مختصرة بعيدا عن الإطناب، وإتمام البرنامج مع نهاية الموسم تجنبا لإشكالية التفاوت ما بين المؤسسات في تنفيذ المقرر الدراسي، قائلا إن عديد الأساتذة ينقلون حرفيا عن الكتاب المدرسي دون تصرف أو تلخيص مما أصبح يشكل عبئا حقيقيا على التلاميذ. وأكد في ذات السياق رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد بأن اللقاء المرتقب مع وزارة التربية الوطنية سيكون فرصة للتشاور حول التدابير الاحترازية التي ستصاحب انطلاق السنة الدراسية الجديدة، متوقعا أن تكون مشكلة اكتظاظ المؤسسات التعليمية من بين النقاط التي سيتم طرحها، إلى جانب إشكالية ضمان الإطعام لتلاميذ الطور الابتدائي وكذا طلبة الطورين المتوسط والثانوي الذين يحق لهم الاستفادة من الوجبات الساخنة، بالنظر إلى بعد مقر الإقامة عن تواجد المؤسسة التعليمية، مقترحا أن يتم تأخير استئناف الدراسة خلال الفترة المسائية بنصف ساعة حتى يستفيد الجميع من الإطعام. كما طرح المصدر إشكالية المؤسسات التعليمية التي تطبق النظام الداخلي، معتقدا بأن تزايد عدد الوافدين على الطور الثانوي يتطلب تدعيم مرافق الاستقبال سواء من حيث المبيت أو الإطعام، قائلا إن التعايش مع كورونا أصبح واقعا لا بد منه، وإلى غاية زوال الوباء فإن القطاع مضطر لانتهاج الإجراءات الوقائية وكذا تدابير بيداغوجية جديدة لضمان السير العادي للدروس. ويرى خالد أحمد بأن تقليص الدروس والحجم الساعي من بين الحلول التي يمكن اعتمادها، لتخفيف الضغط على الأسرة التربوية، وتقليل مدة تواجد التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية حتى لا يحدث الاحتكاك وانتشار المرض، كما اقترح أن يسهر فريق خاص على مراقبة التلاميذ خلال خروجهم إلى الساحة، مع السهر على ضمان النقل المدرسي للمناطق المعنية بهذه الخدمة، مذكرا بان تخفيف المحفظة والدروس والحجم الساعي كانت من بين الانشغالات التي طرحها رئيس الجمهورية.