* الحفريات الجديدة تنطلق في سبتمبر يشكل الموقع الأثري «بورتيس ماغنيس» ببطيوة، أبرز محطة في زيارة وفد من وزارة الثقافة لوهران دامت ثلاثة أيام واختتمت أول أمس الخميس، بلقاء تقييمي للخرجات الميدانية التي قام بها الوفد، إلى عدة فضاءات و مشاريع تابعة لقطاع الثقافة. استهل الدكتور دحدوح عبد القادر، مدير الديوان الوطني لاستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، الندوة التي احتضنها مقر مديرية الثقافة بوهران، بالإعلان عن الشروع في الحفريات على مستوى هذا الموقع في سبتمبر المقبل، وسيشرف عليها المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان والتاريخ، إلى جانب المركز الوطني للبحث في علم الآثار، بمساهمة الديوان الوطني لاستغلال الممتلكات الثقافية المحمية. و من المنتظر، وفق المتحدث، أن تبرم قريبا اتفاقية مع جامعات وهران، معسكر و الشلف، بما يسمح بمشاركة طلبة أقسام علم الآثار بها في هذه الحفريات، لتكون لهم حقلا تكوينيا ميدانيا لاكتساب الخبرة وتعميق بحوثهم الأكاديمية وتطويرها.وكان الموقع محل زيارات متعددة ومعاينة للخبراء، وسيتم العمل على تحديد مجال المنطقة المصنفة، من أجل تسييج الموقع، انطلاقا من مخطط حفظ و استصلاح الموقع الأثري.و اعتبر الدكتور دحدوح موقع «بورتيس مانيس» متعدد العصور و الآثار، من العصور القديمة، مرورا بالحضارة الفينيقية و النوميدية والرومانية، إلى غاية الحضارة الإسلامية و منها الفترة العثمانية، وعليه تم خلال الزيارة الاتفاق على إعداد دراسة لتعديل ملف تصنيف الموقع الأثري الذي صنف سنة 1900 على أساس أنه «بقايا مدينة رومانية»، لكن يجب إدراج كل الحقب و الحضارات التي عرفها الموقع، وهو ما يسعى فريق الحفرية لإظهاره وإبرازه و تثمينه، وكذا حمايته وتهيئة هيكل على شكل متحف، لحفظ ما يتم اكتشافه خلال الحفريات. من جهته، قال السيد بلالو زهير، مدير ترميم وحفظ التراث بالوزارة في مداخلته، أن التركيز سيكون على مشاريع ترميم و إعادة الاعتبار لعدة معالم تاريخية بالولاية، المتوقفة منذ سنوات، و أبرزها مشروع قصر الباي الذي وصفه بالجوهرة الإفريقية والمتوسطية، موضحا أن المؤسسة التركية التي ستشرف على الأشغال، ستقوم بالدراسة الدقيقة، حتى يتم استعادة هذا المعلم وإدراجه ضمن المسار السياحي لوهران، إلى جانب المتحف العمومي الوطني «أحمد زبانة» الذي تجري بخصوصه عملية إعداد مخطط تهيئة، قبل الشروع في عملية مطابقته للمقاييس الدولية وعصرنة مرافقه، تجسيدا لاتفاقية التعاون بين الجزائر وجمهورية التشيك التي ينتظر أن توفد مجموعة خبراء ومختصين في مثل هذه المشاريع، للإشراف على العملية، مباشرة بعد تحسن الوضعية الوبائية وعودة الرحلات الجوية، شأنه شأن المسرح الجهوي عبد القادر علولة الذي أقرت وزيرة الثقافة مؤخرا ، تصنيفه تراثا وطنيا مع الاستعجال في ترميمه خاصة التماثيل. وكان للوفد وقفة كذلك عند مشروع ترميم وتهيئة قصر الثقافة الذي طالت مدته، حيث عاين الوفد مدى تقدم الأشغال، لضبط آجال استلام المنشأة الثقافية المميزة والهامة، و تبين أن الأمور تسير بوتيرة جيدة، و أن عملية التهيئة الخارجية تشرف على نهايتها، وكشف المتحدث عن دراسات تقنية جديدة حول الحي العتيق سيدي الهواري كموقع تاريخي.للتذكير، فإن وفد وزارة الثقافة الذي زار وهران منذ الثلاثاء الماضي إلى غاية أول أمس الخميس المنصرم، كان مكونا من مستشار وزيرة الثقافة و الفنون، مدير ترميم وحفظ التراث، مديرة الدراسات الاستشرافية والتوثيق والإعلام الآلي، و المدير العام للديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية، بالإضافة إلى مديرة المركز الوطني للبحث في علم الآثار و مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الانسان والتاريخ. الهدف من الزيارة ، حسب تصريحات أعضاء الوفد، هو المتابعة الميدانية للتعليمات التي أسدتها وزيرة الثقافة خلال زيارتها لوهران مؤخرا.