يجمع المتتبعون، على أن صعود نجم تازقاغت إلى قسم الهواة حمل طابعا خاصا، وجسد إصرار الفريق على أخذ مكانة تحت الشمس، بعد أن تألق في مجموعة الشرق لبطولة ما بين الجهات رغم قلة الإمكانيات، واستقباله على مدار الموسم بملعب حمام عمار بخنشلة. توقيع أبناء تازقاغت شهادة الارتقاء وبميزانية لم تتجاوز 3 ملايير، باعتراف إدارة الفريق استوجب الكثير من التضحية، وتضافر الجهود، فضلا عن دعم الأنصار، في ظل امتلاك النجم قاعدة جماهيرية واسعة، وإدارة مهيكلة ومنظمة. إعداد: محمد مداني وحسب الاعتقاد السائد وسط أسرة النادي، فإن ممثل ولاية خنشلة ورغم غياب مصادر تمويل، كان يأمل في مواصلة البطولة والظفر باللقب الذي عاد لشباب عين كرشة، لو لا جائحة كورونا التي جعلته ينهي الموسم في المركز الثالث برصيد 43 نقطة مناصفة مع ترجي قالمة وأولمبي الطارف نتاج 13 انتصارا، و4 تعادلات مع تسجيل 8 هزائم. ويبقى الاستقرار على مستوى المكتب المسير، سر نجاح الفريق، في وجود الرئيس خدومة عمارة على رأس النادي منذ سنوات، ما مكنه من رفع التحدي وكسر جدار الصمت ومن ثمة تجسيد تطلعات أبناء «المحمل» من خلال تحقيق ثالث صعود على التوالي. وفي انتظار عقد الجمعية العامة لعرض الحصيلتين الأدبية والمالية للمناقشة والمصادقة بعد رفع الحجر الصحي، لم يتوان الطاقم المسير في التفكير من الآن في الموسم الجديد، حيث كشف الرئيس خدومة للنصر عن نيته في الاحتفاظ بعد ترسيم بقائه في سدة الإدارة بنسبة 70 بالمائة من التعداد الذي حقق الصعود، مع القيام بعملية تدعيم نوعية لإعطاء التوازن المطلوب للتشكيلة. وإذا كان الصعود التاريخي لقسم الهواة ما زال يحتكر يوميات الشارع الرياضي المحلي، فإن أبناء المنطقة يصرون على رفع قبعة الاعتراف لمجموع المسيرين الذين يلقبون بجنود الخفاء، نظرا لدورهم الكبير في أداء مشوار ناجح بعد أن عملوا في صمت، فيما صارت إشكالية التمويل تثير مخاوف الإدارة، وهو ما جعل خدومة يوجه نداء عاجلا لمختلف الأطراف الفاعلة في الفريق لتقديم الدعم والمساعدة الضروريين في ظل الرهانات المنتظرة الموسم المقبل. خدومة عمارة( رئيس الفريق): الصعود كلف خزينة الفريق 3 ملايير وصف رئيس الفريق خدومة عمارة صعود النجم بالمكسب الكبير على درب الخروج من دائرة الظل والتطلع للظهور بوجه لائق في بطولة الموسم المقبل. ورغم مظاهر الفرحة التي عمت مدينة تازقاغت واحتفالات الأنصار عبر مختلف معاقلهم، إلا أن خدومة يخشى أن تتحول نعمة الصعود إلى نقمة أمام مخلفات الأزمة المالية الخانقة، وغياب كلي لمصادر تمويل بإمكانها التكفل باحتياجات ومتطلبات الفريق في المرحلة القادمة:» صحيح أننا حققنا ثالث صعود على التوالي وهو انجاز تاريخي، لكن صراحة أعي ما ينتظرنا من تحديات في غياب الإمكانيات المادية والإعانات اللازمة رغم مساهمة البلدية التي عملت صراحة كل ما بوسعها لمساعدة الفريق». إلى ذلك، يرى محدثنا بأن الصعود الذي كلف خزينة فريقه 3 ملايير لم يكن هدية، بقدر ما تطلب الكثير من التضحيات، موضحا أن فريقه الذي شكل قوة ضاربة في مجموعته كان بإمكانه إنهاء الموسم في سدة الترتيب، لولا توقف البطولة بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا. كما أكد، بأنه لا يمكن القيام بأي خطوة قبل انعقاد الجمعية العامة بكل ما تفرزه من نتائج وقرارات، مضيفا أن مستقبل المكتب المسير مرهون بتوفير جملة من الشروط، إدراكا منه بحجم الرهانات المطروحة:» مهمة الإدارة الحالية، ستنتهي عند عقد الجمعية العامة بعد رفع الحجر الصحي، وشخصيا لست متحمسا للترشح لعهدة أخرى في ظل غياب الأموال التي تعد ضرورية لضمان تسيير ناجع». وسعيا منه لتحضير الأرضية الصلبة ومحاولة ربح الوقت، لم يتوان خدومة في الشروع بعيدا عن الأضواء في ترتيب البيت من خلال ربطه الاتصال ببعض اللاعبين الجدد قصد ضمان خدماتهم:» لا أذيع سرا إن قلت بأنني بصدد التفاوض مع مجموعة من اللاعبين في محاولة لضمان خدماتهم بشكل مبدئي في انتظار إفرازات الجمعية العامة التي ستحدد مصيري على رأس الإدارة». من جهة أخرى، التزم رئيس النجم بالمراهنة على ورقة الاستقرار في حال مواصلة مهامه من خلال الاحتفاظ بنسبة 70 بالمائة من التعداد الحالي وكذا الطاقم الفني:» شخصيا، أسعى إن بقيت الموسم المقبل للاستثمار في جل العناصر التي حققت الصعود كونها كسبت الكثير من الخبرة، مع تعزيز الفريق بقرابة ثمانية لاعبين وفق النقائص في المناصب، وتجديد الثقة في المدرب بن تونسي ومساعديه». وفي هذا الصدد، يأمل خدومة في استفادة ممثل ولاية خنشلة من المساعدات المالية الضرورية، والتكفل الفعلي باحتياجاته والإسراع في الانتهاء من الأشغال المتبقية على مستوى ملعب ميزان الطاهر لاعتماده. ومع ذلك، لا يستبعد محدثنا مواصلة الاستقبال الموسم المقبل بملعب حمام عمار بخنشلة، بفعل التأخر في وتيرة الأشغال بملعب تازقاغت الذي ما زال يعاني برأيه من عديد النقائص. بن تونسي محمد الصغير( مدرب الفريق): كنا نطمح للتتويج باللقب ما سر تألق فريقك وركوبه قطار الصاعدين؟ ليس هناك سر أو تفسير، هو صعود مستحق بفضل تضافر جهود جميع الأطراف، ومنذ أن حملت المشعل في الجولة السابعة خلفا لرماش، كنت آمل في قيادة الفريق نحو قسم الهواة رغم إدراكي بصعوبة المهمة أمام تعدد الطموحين ونقص الخبرة لدى اللاعبين. أين تكمن قوة النجم؟ مصادر القوة كثيرة ومتعددة. هناك إدارة ساهرة على توفير كل شروط النجاح، ومعها الدعم اللا مشروط للأنصار، فضلا عن قدرات اللاعبين وطموحهم الكبير لدخول التاريخ، خاصة وأنهم يجمعون بين خبرة البعض وحب التألق للبعض الآخر. كيف تفسر احتفاظ الفريق بمكانة في البوديوم منذ الانطلاقة؟ فريقي حقق الصعود في مناسبتين متتاليتين، ما جعل تلك الديناميكية وتقاليد الصعود تبقى راسخة في نفسية اللاعبين والإدارة والأنصار. لذلك، فإن التأقلم مع أجواء هذا القسم لم يكن صعبا، بقدر ما أعطى شحنة للمجموعة التي واكبت السباق منذ البداية ونجحت في التخلص من عقدتها مع مرور الأسابيع. هل تعتقد أن التعداد ساعدك على تحقيق نتائج جيدة؟ أرى بأن التعداد مقبول على العموم، حيث نملك مجموعة لا بأس بها، ولاعبين تمكنوا من كسب الثقة بالنفس والنضج المطلوب، ما خلق صراحة حالة من التنافس وسط التشكيلة على المناصب، وأعطى قوة أكبر للفريق. أكيد المشوار لم يكن سهلا؟ تعدد الفرق الطموحة والراغبة في ركوب قطار الصعود، ولد صعوبات كبيرة خاصة وأن عدد التأشيرات المطروحة في المزاد فتح شهية كامل منشطي المجموعة. نحن كنا نأمل في التتويج باللقب وتحقيق الصعود بامتياز، حيث سجلنا نتائج جيدة داخل وخارج القواعد رغم أننا كنا نستقبل بملعب خنشلة. وبكل تأكيد لو لا جائحة كورونا التي أوقفت البطولة، لكانت حصيلتنا أحسن من المرتبة الثالثة التي اكتفينا بها بعد 25 جولة. كيف تقيّم مستوى البطولة؟ أعتقد بأن البحث عن النتيجة كان الشغل الشاغل لجميع الأندية، وهو ما انعكس بعض الشيء على المستوى العام للبطولة. لكن، صراحة هناك فرق أظهرت قدرات كبيرة على غرار شباب عين كرشة، وترجي قالمة، وهناك أندية أخرى لا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة، ما أثر على مشوارها. هل تعتقد بأن النجم سيحافظ على نفس الروح الموسم المقبل؟ فريقي بات يملك تقاليد كروية من شأنها أن تساعده على فرض وجوده، ولو أن قسم الهواة، يتطلب إمكانيات مضاعفة مادية وبشرية، لأن مستوى البطولة يختلف والقاسم المشترك بين مختلف الأندية سيكون تفادي السقوط في ظل نظام المنافسة. وفي جميع الحالات، أرى بأن النجم باستطاعته صنع الحدث ومواصلة تألقه، شريطة التكفل باحتياجاته. بعد تحقيق الصعود هل بن تونسى باق في العارضة الفنية الموسم القادم؟ مبدئيا سأواصل مهامي، خاصة بعد اللقاء الذي جمعني مع رئيس الفريق خدومة، حيث اتفقنا على الرهان على الاستقرار. كما رسمنا خارطة طريق، ونحن في انتظار رفع الحجر الصحي للشروع في ضبط متطلبات الموسم القادم، والاحتياجات اللازمة للفريق، سيما من حيث الزاد البشري. قالوا عن الصعود بوزيد شفراق(حارس مرمى): الصعود أفضل هدية للأنصار " شخصيا أنا جد سعيد بهذا الصعود الذي يعد ثمرة جهود مضنية، وتضحيات كبيرة من المسيرين على رأسهم الرئيس خدومة عمارة وكذا المدرب بن تونسي. فتحية للجميع ومزيد من النجاحات، وبكل تأكيد أثبتنا بأننا نملك فريقا قويا كان باستطاعته إنهاء الموسم في الصدارة لولا وباء كورونا. لذلك أرى بأن الصعود يعد أحسن هدية للأنصار". صدام حراث(مهاجم): تحية تقدير للجميع " هو صعود يحمل في نظري طابعا خاصا، حتى وإن تمنيت مواصلة البطولة للتنافس على لقب المجموعة، خاصة وأننا كنا قبل تجميد المنافسة في فورمة جيدة وعلى استعداد لخوض المباريات الخمس المتبقية. ومع ذلك، علينا التلذذ بفرحة الصعود الذي لم يكن سهلا، نظرا للصراع الذي كان قائما بين أزيد من 10 فرق. فتحية تقدير لكل من ساهم في هذا الإنجاز"