يقع جامع الجزائر الأعظم ببلدية المحمدية إلى الشرق من الجزائر العاصمة وقبالة خليج الجزائر، وهو يتربع على مساحة 30 هكتارا، ويعتبر أكبر مسجد في الجزائر وإفريقيا و ثالت أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين. وضع الحجر الأساس للجامع في 31 أكتوبر من العام 2011 ودشنت أعمال الإنجاز رسميا في 20 مايو من العام الموالي، و تشرف على انجازه الوكالة الوطنية لإنجاز و تسيير جامع الجزائر تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة السكن والعمران و المدينة. ويعتبر الجامع صرحا ثقافيا وعلميا ودينيا ومقصدا سياحيا لما يتوفر عليه من مرافق كبيرة ومتعددة المهام والرسالة، وقد أنجز وفق الطابع المعماري والهندسي الجزائري المغربي الأندلسي. ومن مجموع 30 هكتارا خصص 400 ألف متر مربع لاحتواء 12 بناية متواصلة ومتكاملة، ويضم الجامع قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20.000 متر مربع وتتسع لأكثر من 120 ألف مصل وزينت هذه القاعة بشكل بديع، وتحوي على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير، تم انجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ولمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة، وتم تزيين قاعة الصلاة ومختلف مباني جامع الجزائر بفن الخط العربي على امتداد 6 كلم بأياد خطاطين جزائريين. كما يضم المسجد أكبر مئذنة في العالم تفوق 265 مترا ودعائم بعمق 60 مترا، وتتشكل المئذنة من 43 طابقا خصص 15 منها كفضاء لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر و 10 طوابق كمركز للبحوث بالإضافة إلى محلات تجارية، ووضع في القمة منظار ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة. ويحتضن جامع الجزائر كذلك «دارا للقرآن» بطاقة استيعاب تقدر ب 1500 مقعد موجه للطلبة الجزائريين والأجانب ما بعد التدرج في العلوم الإسلامية والعلوم الإنسانية, وتضم المدرسة قاعات لإلقاء الدروس وقاعة متعددة الوسائط وقاعة للمحاضرات وكذا إقامة داخلية. كما يتضمن الجامع بنايات أخرى على غرار مركز ثقافي يحتوى بهوا للعرض ومكتبة تستوعب مليون كتاب، وتسع 2000 مقعد ويحتوي الجامع على فضاء مخصص لنزول المروحيات وحظيرة للسيارات تتسع ل 6000 سيارة مبنية على طابقين اثنين في الطابق السفلي لساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض. ويحوي الجامع أيضا على مركز ثقافي مشيد على مساحة تقدر ب 8.000 متر مربع و يتسع ل 3.000 شخص، كما يضم المعلم قاعات تتوفر على وسائل متعددة الوسائط و مقرات إدارية، و مساحات خضراء ومحلات تجارية، وللجامع أربع أبواب. وفضلا عن الدور اليدين والعلمي والثقافي الذي سيؤديه هذا الصرح العملاق يمكنه أيضا أن يكون وجهة سياحية بامتياز سواء بالنسبة للجزائريين من مختلف أرجاء القطر أو بالنسبة للأجانب، ويمكم أن يؤدي دورا اقتصاديا بالنظر للأنشطة التي يمكن أن يخلقها. وبما أن الجامع يقع بمحاذاة الطريق السريع فإن الوصول إليه يمكن أن يكون عبر السيارات أو الترمواي، وقد أنجزت محولات على مستوى طريق جيش التحرير لتمكين المواطنين من الوصول إليه مباشرة.