الدعوة إلى إنشاء هيئة علمية لاحترام المرجعية الدينية الوطنية الاعتناء بثالث مسجد في العالم بعد الحرمين يتطلب شركة كبرى شخصية تتمتع بالكفاءة الدينية والعلمية لرئاسة هذا الصرح أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، أن التدشين الرسمي لجامع الجزائر الأعظم سيكون في أول نوفمبر المقبل المصادف للذكرى ال66 لاندلاع الثورة التحريرية وذلك تبركا بهذه المناسبة، في حين دعا إلى ضرورة إنشاء هيئة علمية على أعلى مستوى وشركة كبرى لتسييرها وذلك بالاستعانة بالمعاهد الكبرى في العالم، شرط احترام المرجعية الدينية الوطنية الوسطية وكذا الاستعانة بإسهامات دولية من العالم الاسلامي ماعدا "ما يتعارض مع توجهاتنا". وجاءت هذه التوجيهات لرئيس الجمهورية بمناسبة زيارة عمل وتفقد للجامع الأعظم وكذا تدشينه لنادي الموقع للجيش الوطني الشعبي للناحية العسكرية الاولى، يوم الخميس، بمناسبة الاحتفاء برأس السنة الهجرية واليوم الوطني للمجاهد. ففي المحطة الأولى طلب الرئيس تبون من وزير الشؤون الدينية بضرورة التنسيق مع الوزير الأول للتعاقد مع شركة "كبرى" للتكفل بالصيانة والاعتناء بكل المرافق، مستطردا بالقول أن الاعتناء ب"ثالث مسجد في العالم بعد الحرمين يتطلب شركة تكون في مستوى الشركة التي تسير أحد الحرمين". وأوضح الرئيس أن مهام هذه الشركة التي "ينبغي أن يكون في استطاعتها الاعتناء ب30 هكتارا بما فيها المرافق"، ستخص "الأمن والصيانة والتعليم"، مع منحها إمكانية "المناولة مع شركات ناشئة" للقيام بمختلف المهام. وبشأن الشخصية الوطنية التي سترأس هذا الصرح الديني، أوصى الرئيس تبون بأن تكون "شخصية تتمتع بالكفاءة الدينية والعلمية"، كون الأمر يتعلق ب"مجمع كبير يتضمن مسجدا ومعهدا ومكتبة ومصلحة لاستغلال وترميم المخطوطات وسيعرف استقطابا كبيرا". وفي هذا الصدد، أمر رئيس الجمهورية بأن يشمل الصرح العلمي على "تكوين ما بعد التدرج بالنسبة للجامعات الجزائرية والدول الإفريقية مع تكوين الأئمة في مستوى عال". وقد وقف السيد تبون خلال زيارته عند مختلف مرافق الجامع، حيث طاف - بعد متابعة شريط توضيحي حول مراحل إنجاز هذا المعلم بجناح الإمام، حيث تفقد النظام المضاد للزلازل الذي تم اعتماده في هذا المشروع. كما تفقد الرئيس قاعة الصلاة، حيث أدى ركعتي تحية المسجد ليبرز بعدها أهمية "الحفاظ على هذه القاعة المنجزة بمواد محلية الصنع والتي تتضمن زخرفات من إنجاز أيادي جزائرية". وخلال هذه الزيارة، تفقد رئيس الجمهورية منارة الجامع والمرافق الملحقة بها إلى جانب المركز الثقافي والمكتبة ودار القرآن. نظام مضاد للزلازل كما تفقد رئيس الجمهورية النظام المضاد للزلازل لجامع الجزائر الأعظم، حيث استمع لشروحات حول النظام المضاد للزلازل الذي يسمح بتقليل نسبة الشعور بالهزات الأرضية بنسبة 70 بالمائة، إذ تمتص الدعائم الموجودة أسفل الجامع الأعظم قوة الهزة الأرضية. ويتمتع هذا النظام الذي اعتمد لحماية هذا الصرح المعماري والثقافي من أي كوارث محتملة بضمان يصل الى 80 سنة. ويخضع هذا النظام حسب القائمين عليه إلى مراقبة دورية للوقوف عند مدى جاهزيته. الجزائريون يتنفسون من "المحمّدية" هذا الصرح الديني والعلمي والسياحي يمتد على مساحة 30 هكتارا، خصص منها 400 ألف متر مربع لاحتواء 12 بناية متواصلة ومتكاملة. ويضم هذا المبنى الضخم المتواجد ببلدية المحمدية بقلب الجزائر قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20.000 متر مربع وتتسع لأكثر من 120 ألف مصل وزينت هذه القاعة بشكل بديع وتحوي على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير تم انجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ولمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة. وقد زينت قاعة الصلاة ومختلف مباني جامع الجزائر بفن الخط العربي على امتداد 6 كلم. ويعتبر جامع الجزائر أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة، كما يعد قطبا متعدد الوظائف يجمع طابعه المعماري بين العصرنة والبساطة. واعتمد التصميم الهندسي لجامع الجزائر الذي يعتمد على معايير مضادة للزلازل بقدرة امتصاص 70 بالمائة من شدة الزلزال على نمط تقليدي يتميز بحضور قوي للأعمدة مزينة بالرخام الناصع البياض التي تعد ركيزة المبنى. من جهة أخرى، يضم المسجد أكبر مئذنة في العالم تفوق 265 متر ودعائم بعمق 60 مترا. وتتشكل المئذنة من 43 طابقا خصص 15 منها كفضاء لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر و10 طوابق كمركز للبحوث بالإضافة إلى محلات تجارية. كما وضع في القمة منظار ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة. ويحتضن جامع الجزائر كذلك "دارا للقرآن" بطاقة استيعاب تقدر ب1500 مقعد موجه للطلبة الجزائريين والأجانب ما بعد التدرج في العلوم الاسلامية والعلوم الانسانية. وتضم المدرسة قاعات لإلقاء الدروس وقاعة متعددة الوسائط وقاعة للمحاضرات وكذا إقامة داخلية. كما يتضمن الجامع بنايات أخرى على غرار مركز ثقافي يحتوى بهوا للعرض ومكتبة تستوعب 1 مليون كتاب. ويحتوي الجامع على فضاء مخصص لنزول المروحيات وحظيرة للسيارات تتسع ل4.000 سيارة مبنية على طابقين اثنين في الطابق السفلي لساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض.