حقق أولمبي مجانة صعودا تاريخيا لقسم الهواة، بعد تتويجه بلقب جهوي باتنة الأول وسيطرته على مجموعته، رغم قلة الإمكانيات والضائقة المالية الخانقة، التي كادت أن تجهض هذا الحلم، لولا إرادة اللاعبين وتضحيات الإدارة. إعداد: محمد مداني وما زاد من قيمة هذا الإنجاز، ضمان الصعود قبل توقف البطولة في جولتها العشرين، بسبب جائحة كورونا بفارق 5 نقط عن الوصيف اتحاد طولقة، الذي لم تكن له القدرة الكافية، على مزاحمة ممثل ولاية البرج. صعود أبناء «مجانة»، ولأول مرة في تاريخ الفريق، وبميزانية لم تتعد 800 مليون، لم يكن سهلا حيث تطلب الكثير من المثابرة وتضافر الجهود، بغض النظر عن دعم ومساندة الأنصار، وهذا في غياب التمويل الذي لم يثن من عزيمتهم في صنع الحدث، وجعل الجماهير الرياضة المحلية، تعيش الأفراح لعدة أيام، وفق القواعد الوقائية الناجمة عن الظرف الصحي في بلادنا. ويجمع المتتبعون على أن الأولمبي أدى مشوار بطل، ما يجعل صعوده يكون بدرجة امتياز، حيث احتل صدارة الترتيب منذ انطلاق البطولة بفضل العمل الجاد، والإخلاص والاحترافية، فعلى مدار 20 جولة خاضها الفريق، نجح أشبال المدرب مراكشي في حصد 48 نقطة، نتاج 15 انتصارا وثلاثة تعادلات، مع تجرع مرارة الخسارة في مناسبتين، وهو ما يعكس هيمنته على المنافسة، كما أن المستوى الجيد والراقي الذي أبداه ممثل ولاية برج بوعريريج، مكنه من تشكيل قوة ضاربة في مجموعته، والظفر بأحسن خط هجوم بتوقيع 42 هدفا، وأفضل خط دفاع تلقى 10 أهداف. وبالإضافة إلى ذلك، نجح اللاعب أسامة بونوة في اعتلاء صدارة لائحة الهدافين ب 10 أهداف، فيما كان الظهير الأيمن وليد داداش أفضل ممرر ب 13 تمريرة حاسمة. وإذا كان الفريق المجاني، قد سطع نجمه في البطولة داخل وخارج قواعده، فإنه بصم كذلك على مشوار مشرف في السيدة الكأس، حيث نشط 5 مباريات، منها 4 في الأدوار التصفوية الجهوية، أقصى خلالها الكاب بثنائية في مجانة، قبل أن تتوقف مسيرته في هذه المنافسة أمام مولودية باتنة، في اللحظات الأخيرة، وخرج مرفوع الرأس بعد أدائه الكبير. وأبرز ما يتميز به أولمبي مجانة الذي تأسس سنة 1953، امتلاكه قاعدة شعبية واسعة، فهو فريق عريق وبأنصار من ذهب، لم يتخلفوا يوما في مؤازرته، ليهديهم في نهاية المطاف صعودا تاريخيا، يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات، ورغم غياب مصادر التمويل وشح الإعانات المالية، التي لم تتعد 140 مليونا، فإن الطاقم المسير برئاسة عبد الحفيظ خلفون، لم يفقد الأمل في الأخذ بيد الفريق نحو الواجهة، من خلال حمل مشعل التحدي، والسير بخطى ثابتة. التعداد الرسمي للفريق اللاعبون: بلعربي خبيب أوداداش روام داداش وليد مداح أوصالح داداش أوسامة منصور بن يزيد موساوس بونوة حرارشة شنيتي دوكالي حقوش بتوش مرابطي. المدرب: مراكشي الصادق المدرب المساعد: خليل جابري نائب رئيس الفريق ساعد خليف 800 مليون كلفة الإنجاز مؤشر الديون في ارتفاع والمستقبل غامض ما هي قراءتك للصعود التاريخي لفريقك؟ هو صعود تاريخي تحقق بالعمل والإرادة ومجهودات اللاعبين، والطاقم الفني والمسيرين، دون تجاهل دور الأنصار، في الحقيقة، كنا أسياد المجموعة منذ الجولة الأولى، رغم النقص الواضح في الإمكانيات، وقلة الإعانات التي لم تتعد 140 مليونا، منها 100 مليون من البلدية و40 مليونا خصصتها مديرية الشباب والرياضة للفريق. وفي المقابل، فإن الصعود كلف خزينة النادي قرابة 800 مليون، ما جعل سقف الديون الإجمالية، يكون في حدود 700 مليون، أكيد أن هذا الإنجاز يعد مكسبا كبيرا لولاية البرج، لكن حقيقة الميدان تجعلني أكون متشائما، بخصوص مستقبل الفريق في ظل غياب قنوات تمويل. هل هو استسلام مبكر؟ الإدارة الحالية انتهت عهدتها، وستعمل على عقد جمعية عامة في الأيام القليلة القادمة، للمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، وبكل تأكيد سيتم تشكيل قيادة تسيير جديدة، طالما أن الرئيس عبد الحفيظ خلفون غائب لظروف خاصة، ولا يمكن له الترشح لعهدة أخرى، لذلك أنتظر مرحلة صعبة على الفريق، خاصة وأن الأزمة المالية قد تجبر الكفاءات المحلية على العزوف، ما سيحول في نظري نعمة الصعود إلى نقمة، نحن قمنا بواجبنا من خلال قيادة الأولمبي، إلى قسم الهواة بخزائن خاوية وإمكانيات شبه منعدمة، على السلطات المحلية تحمل مسؤولياتها وتوفير الاحتياجات اللازمة، لأن وطني الهواة يتطلب الكثير من الأموال والنفقات. ألا ترى بأن هذا الوضع من شأنه، أن يرهن مستقبل الفريق؟ إذا كان الصعود حققناه عن جدارة وبفضل تحدي جميع الأطراف، فإنه من واجب الجهات الوصية، الحفاظ على هذا المكسب، لأنني أتوقع مستقبلا غامضا، وأخشى أن لا ينخرط الفريق في بطولة الموسم المقبل. فبحكم معاناتنا جراء انعدام الدعم المالي، وعدم وجود من يتبناه يمكن القول بأن الكرة بمجانة قد تحتضر، فكيف يمكن تسيير شؤون فريق بميزانية لم تتجاوز 140 مليونا أمام المتطلبات الملحة للموسم القادم، تزامنا مع غلق جميع حنفيات المساعدات، حتى أن الإدارة وجدت نفسها عاجزة عن مكافأة اللاعبين، عن هذا المكسب كعربون اعتراف. برأيك ما هي الحلول الممكنة التي تعيد الفريق إلى السكة؟ يجب الإسراع في إيجاد مصادر تمويل، وتغيير النظرة حيال الفريق الذي بات بحاجة إلى مزيد من الدعم ماديا ومعنويا، كما أن إشكالية «الاستقبال» تعد هاجسا كبيرا، باعتبار أن ملعب مجانة لا يتوفر على المقاييس المطلوبة، ومن ثمة لا يمكن اعتماده لاحتضان اللقاءات الرسمية، وأمام هذا الوضع، فإن هناك خيارين إما تحويل المباريات لملعب رأس الواد أو الاستقبال بمركب 20 أوت 55 ببرج بوعريريج. هل من كلمة أخيرة؟ أناشد الجميع بالوقوف إلى جانب الفريق، لتفادي عودته من حيث أتى، خاصة وأن بطولة الهواة تستوجب ميزانية معتبرة، كما أدعو أبناء الأولمبي إلى التجند وتثمين الصعود، الذي اعتبره رسالة واضحة تحمل أسمى معاني الإرادة والتحدي. مدرب أولمبي مجانة الصادق مراكشي تعبنا لتجسيد هذا الحلم ما تعليقك على الصعود؟ بكل بساطة هو مكسب تاريخي، كونه يتحقق لأول مرة بمدينة مجانة، وما أسعدني كثيرا أن جهودنا لم تذهب هباء منثورا، والفضل يعود بالدرجة الأولى إلى إرادة اللاعبين وتضحيات الإدارة، والمناصرين الذين أثبتوا تعلقهم بفريقهم، ودعمهم اللامشروط في السراء والضراء. أكيد أن المشوار لم يكن سهلا؟ فعلا الطريق لم يكن مفروشا بالورود، لكن عزيمة المجموعة وروح التحدي، مكنت الفريق من تخطي الكثير من العقبات، وشخصيا عندما حملت المشعل منتصف الموسم الماضي، وجدت الأولمبي مهددا بالسقوط وفي رصيده 9 نقاط، غير أنه بفضل تضافر الجهود، نجحنا هذا الموسم في وضعه على السكة الصحيحة، ورفع سقف الطموحات، من خلال إعادة النظر في السياسة المنتهجة، والشروع المبكر في التحضيرات. هذه العوامل مجتمعة، جعلتنا ندخل المنافسة في ثوب البطل، ونغرس طموح تحقيق الصعود في الفريق منذ البداية، ولو أن الأمر لم يكن سهلا أمام منافسة بعض الفرق أبرزها اتحاد طولقة، وهنا أود أن أشكر اللاعبين على تفانيهم وانضباطهم وكذا الرئيس خلفون وأيضا بوخاري والمناجير بوعوينة، ففي نظري مجانة تستحق فريق كبير وقوي. كيف سايرت ضغط المنافسة؟ منذ البداية، عرفنا كيف نسير البطولة التي خضناها مباراة بمباراة، الأمر الذي خول لنا التربع على العرش، إلى غاية توقفها عند الجولة العشرين بسبب جائحة كورونا، ومن ثمة تتويجنا باللقب برصيد 48 نقطة، بعد تحقيق 15 انتصارا و3 تعادلات وهزيمتين، كما تمكنا من مواجهة الضغط، بفضل خبرة بعض اللاعبين والروح القتالية للمجموعة. ما هي أصعب مرحلة واجهها فريقك في البطولة؟ أعتقد بأننا أخذنا جميع اللقاءات بنفس الأهمية، دون التقليل من قيمة أي منافس، سيما وأن هناك عدة أندية كانت تطمح للصعود، وقد ساعدنا على البروز المستوى العام للفريق وجاهزيته منذ أول مباراة، ومشوارنا دليل على ما أقول. وبكل وضوح، دخولنا الموفق في البطولة، جعلنا نكمل المسيرة بأريحية كبيرة، ونوسع الفارق كثيرا عن أقرب ملاحقينا. وماذا عن مشوار الأولمبي في منافسة الكأس؟ أنا اعتبره مشرفا، بعد أن خضنا 5 مقابلات، تجاوزنا على إثرها الدور التصفوي الجهوي لرابطة باتنة، وأقصينا فيها شباب باتنة بنتيجة (2 0)، قبل أن نودع المنافسة على يد مولودية باتنة، وشخصيا أنا جد سعيد بظهورنا الجيد في السيدة المدللة، وكان بإمكاننا الذهاب بعيدا لولا بعض العوامل. ما هي توقعاتك لمستقبل الفريق في قسم الهواة؟ لا أبالغ إن قلت بأن الأولمبي، بإمكانه الظهور بوجه جيد في بطولة وطني الهواة، شريطة توفير الإمكانيات والاعتناء به، لأن المطالب ستتضاعف وحجم التحديات سيكبر، وفي اعتقادي يجب الاحتفاظ بالركائز، والقيام بانتدابات نوعية من أجل اللعب على مراتب مشرفة وتشريف صورة الكرة المجانية. قالوا عن الصعود المدافع داداش وليد الصعود كان من نصيب الأفضل «أعتقد بأن هذا الصعود، كان مستحقا لأننا سيطرنا على البطولة ولم نتنازل على الريادة منذ الجولة الأولى، لذلك، أرى بأن تتويجنا ليس مفاجأة، رغم أن المنافسة توقفت عند محطتها العشرين، وكان الفارق وقتها عن الوصيف اتحاد طولقة 5 نقاط، وأهدي هذا الصعود للأنصار الأوفياء». متوسط الميدان منصور عبد الحق تحدينا ظروفنا ومنافسينا «جد سعيد بهذا الصعود، الذي يعد مكسبا كبيرا لكرة القدم بولاية البرج، خاصة وأنه يتحقق لأول مرة منذ تأسيس الفريق عام 1953، صحيح أننا تعبنا كثيرا جراء نقص الإمكانيات ومزاحمة بعض الأندية، لكن بفضل إرادة اللاعبين، تمكنا من تخطي الكثير من العقبات، وأثبتنا بأننا نملك فريقا محترما». المهاجم موساوي أسامة عشنا لحظات تاريخية «هي لحظات تاريخية تعيشها الكرة بمجانة، بعد أن فقدت في السنوات الأخيرة بريقها ومكانتها، يحق لنا اليوم الافتخار بهذا الصعود الذي لم يكن هدية، لأننا صراحة واجهنا عديد الصعاب بفعل تعدد الطموحين، وما أسعدني أكثر، أننا قدنا القافلة منذ جولة التدشين، ولم تفرط في الريادة حتى الجولة ال20 التي تم فيها تجميد البطولة».