يعد فريق نجم بوعقال حديث النشأة، حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1993، بمبادرة من أبناء الحي العتيق لعاصمة الأوراس، وبعملية قيصرية نتيجة عديد العراقيل التي صادفته في مستهل المشوار، فضلا عن غياب الإمكانات المادية والتشجيع والدعم المالي الضروري. ومع ذلك، دخل المنافسة بتحدي كبير، كبر طموحه، إلى درجة أنه وفي ظرف وجيز تحول إلى فريق يخشاه المنافسون داخل وخارج الديار، بمسيرين ولاعبين زادهم الوحيد "النيف"، حتى بلوغه قسم الهواة بفضل المرتبة السابعة التي ظفر بها قي مجموعة وسط شرق لبطولة ما بين الجهات برصيد 41 نقطة، نتاج 11 انتصارا و8 تعادلات و7 هزائم. روبورتاج: محمد مداني غياب التمويل، لم يثن من عزيمة أبناء بوعقال عن التألق وصنع الحدث، وخطف الصعود من فرق تفوقهم خبرة وإمكانيات، وهو إنجاز جعل الأنصار يصنعون طقوسا احتفالية وفقا للقواعد الوقائية الناجمة عن الظرف الصحي في بلادنا بسبب وباء كورونا. مشوار النجم لم يكن برأي مسيريه وأنصاره مفروشا بالورود، نظرا لتعدد الطموحين والتنقلات الطويلة، ناهيك عن إفلاس خزينة النادي، الأمر الذي جعل المدرب ياسين بريك يرمي المنشفة في الجولة السادسة، ليخلفه جمال بن جاب الله الذي نجح مع مرور الأسابيع في إعادة الاستقرار المطلوب والثقة بالنفس وبالمرة وضع الفريق على السكة الصحيحة. وانطلاقا من أهمية المكسب المحقق بعد 27 سنة من تأسيس النادي، يجمع محيطه العام على ضرورة تثمين هذا الإنجاز من خلال إثبات الذات ورفع عارضة الطموحات، ولو أن الرئيس بن ربعي يرى بأن المرحلة القادمة ستكون الأصعب في تاريخ فريقه، لا لشيء سوى للتهميش الذي ظل يتعرض له وعدم منحه الإعانات المالية اللازمة والضرورية على حد تعبيره. وبالنظر إلى التحديات الكبيرة المنتظرة في بطولة الهواة، تطالب الإدارة بضرورة التكفل الفعلي بانشغالات واحتياجات النجم، الذي يعد الممثل الوحيد لولاية باتنة في قسم الهواة، حيث تأمل في مساعدته وتوفير له كل المتطلبات، إدراكا منها بأنه بدون أموال، يبقى الفريق في ممر ضيق إلى إشعار آخر. التعداد الرسمي للفريق محبوبي بونوارة راس غزال بنور عباس جميلي مهدي ميهوبي مباركي درنون شعبان علوي معوش حجيج سعيد بنارة برحلة لمودع بزوزة هلال. الطاقم الفني المدرب: جمال بن جاب الله مدرب الحراس: رياض يحي المحضر البدني: بلعلى رشيد بن ربعي(رئيس الفريق): الصعود كلفنا 2 مليار ما هي قراءتك لصعود فريقك بعد أن كان على وشك الانسحاب من البطولة؟ أعتقد بأن هذا الإنجاز لم يكن هدية، بقدر ما تحقق بالعمل و مجهودات اللاعبين والطاقم الفني وإدارة الفريق رغم قلة الإمكانيات والضائقة المالية الخانقة التي جعلت الإدارة تقرر في ثلاث مناسبات تقديم الاستقالة الجماعية. صحيح هو مكسب كبير لكرة القدم بعاصمة الأوراس، لكن صراحة أخشى أن تتحول حلاوته ونعمته إلى نقمة لأن الواقع أثبت بأن النجم يعد أفقر فريق في بطولة ما بين الجهات وأكثر من ذلك، أنه يسير بميزانية فريق ينشط في ما بين الأحياء. ما دام الأمر كذلك كيف ستواجه الإدارة احتياجات ومتطلبات قسم الهواة؟ أولا، يجب أن يعلم الجميع بأن عهدتنا انتهت، ونحن بصدد التحضير لعقد جمعية عامة لعرض الحصيلتين الأدبية والمالية للمصادقة، ثم إقامة دورة انتخابية أخرى من شأنها أن تفرز قيادة تسيير، لذلك الحديث عن متطلبات الموسم المقبل سابق لأوانه، ولو أن السلطات المحلية مطالبة بتغيير نظرتها حيال الفريق من خلال الاعتناء به والوقوف إلى جانبه. وهل ستترشح لعهدة أخرى وتواصل مهامك على رأس الفريق؟ لا أريد تغليط الرأي العام والأنصار، لأنني قطعت على نفسي عهدا بالرحيل إذا ما ظل الفريق عرضة للتهميش والإقصاء من المساعدات المالية، بمعنى آخر، أن ترشحي وبقائي للفترة المقبلة، يبقى مرهونا بتوفير الأموال لأنني أرفض العمل في نفس الظروف التي عشتها هذا الموسم. النجم حقق رابع صعود في ظرف قياسي، كم كلف هذه المرة خزينة الفريق؟ كما سبق وأن قلت، الصعود حققناه عن جدارة وعلى أرضية الميدان بفضل تضافر جهود جميع الأطراف، وقد كلف خزينة النادي مبلغ 2 مليار في وقت لم تتعدى الإعانات التي استفاد منها الفريق عتبة 1 مليار، ما أدى إلى رفع حجم الديون إلى أزيد من مليار واحد بسبب غلق جميع حنفيات المساعدات، إلى درجة أن الإدارة ليس بوسعها مكافأة اللاعبين عن هذا المكسب كعربون اعتراف للمجهودات المبذولة. ألا ترى بأن هذا الوضع من شأنه أن يؤثر على المرحلة القادمة للفريق؟ فعلا، أرى بأن القادم أصعب، وفي حالة بقائي، سأطالب بتوفير إعانة استعجالية لا تقل عن 1.5 مليار، لتمكين الإدارة من القيام بالتحضيرات المتعلقة بالموسم الجديد الذي سيكون بكل تأكيد صعبا وشاقا، من هذا المنطلق، على السلطات المحلية تحمل مسؤولياتها، وضمان الدعم المالي الضروري، فصراحة عانينا كثيرا من هذا الجانب حيث في كل مرة نضطر للاقتراض لتسديد حقوق الانخراط، وضمان التنقلات جلها بعيدة كوننا كنا ننتمي لمجموعة وسط شرق. وهل المتاعب المالية كانت العائق الوحيد الذي واجهه فريقك؟ هناك مشاكل أخرى، تضاف إلى الضائقة المالية التي حالت دون تسديد مستحقات اللاعبين إلى يومنا هذا، حيث واجهنا إشكالية الملعب للاستقبال والتدرب. فتارة نحضر بملعب سفوحي، وتارة أخرى بملعب الشاوي، بغض النظر عن افتقادنا لمقر لائق وفضاءات للفئات الشبانية. كلمة أخيرة؟ أناشد السلطات المحلية مساعدتنا، لأن بطولة الهواة تستوجب الكثير من الأموال، وميزانية معتبرة. آمل في إزالة النظرة الضيقة حول النجم لأنه ببساطة يمثل الحي العتيق لعاصمة الأوراس، وله شخصية ومكانة في المشهد الكروي، ولو أنه صغير بإمكانياته، لكنه كبير بطموحاته. جمال بن جاب الله(مدرب الفريق): الإرادة والنيف صنعا الصعود ماذا يشكل الصعود بالنسبة إليك؟ اعتقد بأنه ثمرة عمل وتضحية ومساهمة كل الأطراف التي تحدت المشاكل الداخلية سيما المتعلقة بالجانب المالي. لذلك، اعتبره إضافة لرصيدي الشخصي وصعودا تاريخيا لأنه تحقق بإمكانيات منعدمة، حتى أننا كنا على مشارف الانسحاب جراء تفاقم المتاعب المالية، قبل أن تأتي جائحة كورونا لتوقف البطولة عند الجولة السادسة والعشرين، ونحن في المركز السابع خول لنا ركوب قطار الصاعدين. صراحة هل كنت متفائلا بالصعود؟ غداة، حملي المشعل منتصف الثلث الأول من البطولة خلفا لزميلي ياسين بريك، شعرت بتخبط الفريق في وحل من المشاكل، ومن شتى الجوانب، إلى درجة أنني فقدت الأمل في المواصلة وإنهاء الموسم ضمن الثمانية الأوائل. كما أن الوضع المالي المزري، جعلني أقدم استقالتي في مناسبتين بفعل الضغط الكبير المفروض على الفريق وحالة القحط لدى اللاعبين الذين لم يتحصلوا على مستحقاتهم. لكن، إيماننا بركوب القطار كان كبيرا، حيث عاد الفريق بقوة في الجولات الأخيرة وهو يتسلق سلم الترتيب ويحط الرحال في الصف السابع، ومن ثمة يجسد تطلعات الأنصار، ويظفر بمكانة ضمن الكوكبة المعنية بالصعود. برأيك من أين يستمد النجم قوته؟ لا أبالغ إن قلت بأن نقطة قوة فريقي تكمن في «النيف» والإدارة الجماعية والثقة بالنفس، دون أن ننسى سهر الإدارة وتضحيات الرئيس بن ربعي، كما أن عاملي الجدية والانضباط في العمل يشكلان أيضا سلاحنا بغض النظر عن دعم الأنصار. هل تعتقد بأن صعود نصف تركيبة المجموعة سهل من مهمة فريقك؟ نحن كنا نعمل انطلاقا من قناعتنا بإنهاء الموسم في «البوديوم» رغم قلة الإمكانيات، وهذا لتفادي الخوض في حسابات نهاية الموسم. لكن تعدد المشاكل وغياب الأموال ومزاحمة عديد الفرق، عوامل أثرت على مشوارنا وجعلتنا نسارع لإعادة شحن البطاريات ومراجعة الحسابات، وبكل صراحة لو لا تجميد المنافسة في الجولة ال26، لتعقدت مهمتنا أكثر في ظل الخرجات الصعبة التي كانت تنتظرنا. على ضوء هذه المعطيات كيف تتصور مستقبل الفريق؟ شخصيا، انتظر مرحلة على قدر كبير من الصعوبة في ظل غياب مصادر تمويل وعدم امتلاك الفريق ملعبا. لذاك، أخشى كثيرا على مستقبل النجم إذا ما ظلت أحواله المادية على هذه الشاكلة، بالنسبة لبقائي، فإنه من السابق لأوانه الحسم في هذا الأمر طالما أن الإدارة الحالية بصدد عقد جمعية عامة، بعد أن ربطت مواصلة مهامها بتوفير الإمكانيات ومنح الدعم المالي المطلوب. عملت في مختلف الأقسام، كيف وجدت المستوى العام لبطولة ما بين الجهات؟ مجموعة وسط شرق تضم أندية عريقة تملك خبرة واسعة وإمكانيات معتبرة، على غرار شبيبة برج منايل وشباب بومرداس، واتحاد سطيف ونجم القرارم، وأخرى لا تتوفر على أبسط المتطلبات، وهو ما خلق حالة من عدم التوازن وجعل جل المباريات لا ترقى إلى المستوى المطلوب. كما أن البحث عن النتيجة بأي طريقة كانت ساهم في تفشي ظاهرة العنف، وغياب جماليات اللعبة والروح الرياضية.