المناصب أبقت الكتاب الجزائريين بعيدا عن الربيع العربي اعتبر الروائي الصحفي حميد قرين أن الكتاب الجزائريين بقوا في غالبيتهم بعيدين عن التفاعل مع أحداث الربيع العربي لأنهم في معظمهم ملزمون بواجب التحفظ من منطلق أن لهم جميعا وظائف و مناصب رسمية . و قال أنه هو شخصيا من موقعه كناطق رسمي لمجموعة "أوراسكوم تيلكوم الجزائر" المعروفة تجاريا "جيزي" لا يستطيع الخوض في الموضوع بحرية دون منع تفسير مواقفه على أنها تعبير عن رأي المجموعة التي يعمل بها و هي شركة خاصة. المتحدث على هامش توقيعه لروايته الأخيرة " حياة على رؤوس الأصابع" بدار النشر ميديا بلوس بقسنطينة قال أن النزاع الذي نشب بين كاتبين حول أحداث البحرين و هما كمال داود و ياسمينة خضرا مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس كان من الممكن تفاديه لأنه مشاكسة بين فردين من عائلة صغيرة هي أسرة الكتاب في الجزائر، و مع ذلك قدر المتحدث أن ياسمينة خضرا هو الكاتب الوحيد الذي يعمل موظفا لدى الحكومة الجزائرية و لا يتحرج من توجيه النقد لها حين يريد، بينما يقف بوعلام صنصال خارج فئة الكتاب الموظفين و بالتالي فهو يقول ما يفكر فيه دون قيود و لا تحفظ. الروائي حميد قرين قال أن عمله في شركة "جيزي" لم يكسبه ودا و صداقات لدى الأسرة الإعلامية التي يرى البعض أنها تجامله كثيرا بالنظر للموارد المالية التي يدرها إشهار شركة الهاتف المحمول على مؤسسات صحفية خاصة، بل يقول أن موقعه ذاك جلب له عداوات متنوعة لدى بعض مالكي الصحف الخاصة و هؤلاء غالبا ما لا يقدرون أنه ليس مسؤولا وحيدا عن توزيع ريع إشهار شركة "جيزي" بل هو واحد من ثلاثة مسؤولين عن الملف و كان دائما مدافعا عن الصحف الجزائرية في مواجهة أجنبيين بالمؤسسة التي باعتها أوراسكوم تيليكوم المصرية مؤخرا لشركة "فيمبلكوم" الروسية و ترغب الحكومة الجزائرية في ممارسة حقها في الشفعة و شراء أسهم "جيزي" التي خضعت لتقييم من مكتب دولي بطلب من الجزائر. حميد قرين قال انه حين تحدث عن البارونات في الصحافة الخاصة بالجزائر في كتابه "لن يدوم طويلا" كان يقصد أصحاب رؤوس الأموال الذين لا علاقة له بالمهنة الإعلامية و من موقع متقدم كان يعرف كيف يتم إنفاق عائدات الإشهار في منتجعات أوروبا من قبل بعض الناشرين و روى الكاتب في دردشة معه أمس بمقر ميديا بلوس أن أحد الناشرين عرف نفسه في الرواية و قام بالرد على الكاتب على صفحات جريدته. عن الرواية الجديدة قال قرين أنها واقعية و فيها 13 حكاية ثلاثة منها فقط خيالية أما العشرة فهي واقعية ممزوجة بالخيال و تروي إحداها قصة شخص من مدينة بسكرة مسقط رأس الكاتب لم تعجبه قامته رغم أن طوله متر و 75 سنتيمترا و راح يتوهم نفسه قصيرا و قضى أياما من عمره يسير على رؤوس أصابعه حتى دخل مستشفى الأمراض العقلية بالبليدة. و وصف الروائي عمله الأخير بأنه يحمل رسالة العنصر الإيجابي في الجزائر و أنه ليس كل شيء أسود مثلما ترسم بعض الصور و "الكليشيهات" بل هناك محيط إيجابي يدور فيه أشخاص سلبيون لا غير.