لم يعد يقتصر نشر الكاتب الجزائري لأعماله على دور النشر الجزائرية، بل أصبح له حضور معتبر في دور عالمية ومن بينها دور النشر اللبنانية، التي أصبحت تضم عناوين جزائرية لكتاّب معروفين وآخرين جدد، وفي هذا السياق، اقتربت ''المساء'' من ممثليّ دار الفارابي ودار الآداب اللبنانيتين، وكذا من مدير دار الاختلاف الجزائرية التي اشتركت في النشر مع الدار العربية للعلوم (لبنان)، في محاولة منها التعرّف على خبايا نشر الأدب الجزائري في دور النشر اللبنانية... رنا إدريس (مديرة دار الآداب لبنان): ليس لدينا اهتمام محدد بالأعمال الأدبية الجزائرية ولا بأية جنسية أخرى، فكل اهتمامنا ينصب حول العمل الأدبي المتقن والجيّد بعض النظر عن جنسية الكاتب أو عمره أو جنسه، ولهذا فعندما يصلنا مخطوط نقدمه للجنة قراءة في ''دار الآداب''المشكلة من نقاد وقراء متنورين وروائيين، ونحذف من هذا المخطوط عنوانه واسم صاحبه واسم البلد الذي ينتمي إليه، وهذا حتى يتم الحكم على هذا العمل والنطق في إمكانية نشره من عدمها بالاعتماد على معيار الجودة لا غير. ففي دار الآداب نشرنا للعديد من الأسماء الجديدة ومنها جزائرية لأنها موهوبة ولها مستقبل في الكتابة، بالمقابل نشرنا لأسماء جزائرية معروفة، فنشرنا لنجمتنا احلام مستغانمي وواسيني الاعرج ومرزاق بقطاش وربيعة جلطي وياسمينة صالح وابراهيم سعدي واسماء أخرى لامعة وكذا جديدة، المهم أن يكون النص جيدا وان لا يكون فيه انغلاق وتعصب. قاسم بركات (ممثل دار الفارابي لبنان): علاقتنا بالكاتب والأديب الجزائري، وثيقة وعميقة، والدليل على ذلك نشرنا عددا مهما من أعمال الكتاب الجزائريين سواء المحترفين أو الجدد منهم، كما اننا قمنا بعمليات شراكة مع دور نشر جزائرية وهي سيديا، وكذا الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، وفي هذا السياق، نشرنا لرشيد بوجدرة وحميد قرين وياسمينة خضرا وكمال بوشامة وخالد نزار، أي أننا نهتم بالمجال الثقافي الفكري، وكذا بالمجال السياسي، كما نشرنا أيضا لأسماء جديدة حطت لأول مرة قدمها على الساحة الأدبية، نذكر عباس برحايل وحبيب العلوي وجمال بومندل وغيرهم، وهناك أسماء اتصلنا بها واخرى هي التي اتصلت بنا لنشر أعمالها... حقيقة نحن نهتم بكل عمل أدبي جيد يدخل في سياق توجهنا التحرري والعلماني، وفي هذا الصدد نهتم بكل عمل جزائري ينضم تحت لواء توجهنا هذا، بالمقابل ترجمنا العديد من الأعمال الأدبية الجزائرية التي صدرت عن دار سيديا وقمنا بطباعة مشتركة معها، أما مع الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، فقد قمنا بنشر مائة وخمسين عملا في طبعتين، واحدة خاصة بالجزائر والثانية بلبنان، حيث يبقى هدفنا الأسمى التعريف بالكاتب الجزائري في المشرق العربي، خاصة أننا نوزع في كل الدول العربية. بشير مفتي (مدير دار الاختلاف الجزائر): عندما بدأنا تجربة النشر المشترك مع الدار العربية للعلوم بيروت، كان الهدف الأول هو إيصال الاسم الجزائري إلى المشرق العربي وأيضا فتح المجال للكاتب المشرقي لكي يوجد بالجزائر، أي حاولنا أن نضرب عصفورين بحجر واحد، وذلك لأن الكتاب الذي ينشر محليا نادرا ما يواجه عراقيل واسبابا معوقة كثيرة، ولهذا فالتجربة المشتركة بين دارنا ودار لبنانية هي التي فتحت لنا هذا الباب، ونسعد اليوم بالقول ان الكثير من القراء المشارقة صاروا يعرفون الكثير عنا بفضل خطوة تجربة الاختلاف التي أعطت الفرصة للمئات من الكتاب الجزائريين ليحتلوا رفوف المكتبات العربية وان يجدوا لهم قراء عربا يكتشفونهم ويعجبون بهم. واضيف انه عندما تقرأ الصفحات الثقافية للصحف العربية لا يكاد يخلو يوم إلا وتجد فيه عرضا أو قراءة لكتاب أصدرناه لباحث جزائري، وهذا دليل على اهتمامهم من جهة وجدية الأعمال التي يكتبها الكاتب الجزائري اليوم، سواء في الرواية والقصة أو الفكر والنقد والفلسفة كما في الترجمة وغيرها.