التأخر في الزواج و الإنجاب و زواج الأقارب سبب ولادة "منغوليين" بينت دراسة أجريت بمستشفى ابن رشد بعنابة، بأن91. 33 بالمائة من المصابين بخلل في الكروموزومات الحاملة للصفات الوراثية ،يعانون من متلازمة داون أو "تريزوميا 21 "و هو التخلف الذهني الوراثي الأكثر انتشارا بالشرق الجزائري و أغلب ضحاياه من الذكور الذين يبلغ متوسط أعمار أمهاتهم 35 عاما تقريبا، مشيرة إلى أن التأخر في الزواج و الإنجاب و زواج الأقارب و كذا تعدد الولادات، من أهم العوامل المؤدية إلى إنجاب أطفال "منغوليين" . و أنه كلما شخصت الإصابات مبكرا بواسطة تقنية تحليل الجينات الوراثية و بالضبط الحمض النووي "أ.دي.آن" ،حظي هؤلاء البراعم بالتكفل المناسب و الشامل ليتم إدماجهم لاحقا في المجتمع. الدراسة التي أجراها الدكاترة المختصون: ل.أونيس و ف.بركات من مخبر التحاليل الجينية بمستشفى ابن رشد بعنابة و ل .روابح من مخبر البيولوجيا الجزيئية و الخلوية بجامعة منتوري بقسنطينة و أ.صخري من مخبر علم الأنسجة و علم الأجنة و الوراثة بمستشفى ابن باديس بقسنطينة و تم عرضها خلال فعاليات الطبعة السابعة من الأيام الدولية لعلم أمراض السرطان التي احتضنتها مؤخرا قسنطينة ،أجريت في الفترة ما بين شهر سبتمبر 2009 و شهر جوان 2010 على عينة تتكون من 115 شخصا من مختلف الفئات العمرية ،من بينهم مواليد جدد و رضع ، من أجل تشخيص إصابتهم باضطرابات كروموزومية .علما بأن 39 من هؤلاء اشتبه في إصابتهم بمرض "تريزوميا21" أو متلازمة داون ، و هو الاسم الطبي المتداول لنوع وراثي من التخلف الذهني يعتبر الأكثر انتشارا ببلادنا و يعرف ضحاياه لدى العامة ب"المنغوليين" نظرا للشبه الجلي بين ملامحهم من عيون متباعدة و مائلة و وجوه مسطحة بسكان منغوليا . فكشفت التحاليل المخبرية إصابة91. 33 بالمائة من أفراد العينة بهذا التخلف و جلهم من الذكور (54. 61 بالمائة).و اتضح أن عمر الأم هو السبب الأول، فكلما تأخر سن الزواج و الإنجاب تضاعف الخطر. حيث أن متوسط عمر النساء اللائي أنجبن أطفالا "تريزوميين"،حدد ب 8 .5 3 عاما ،و ينخفض الخطر نسبيا إلى غاية بلوغ الثلاثين ربيعا للفئات العمرية الأخرى . و أوضح الباحثون بأن عوامل أخرى عديدة ، يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطراب أو خلل في انقسام الكروموزوم رقم 21 فينتج عنه ثلاثة كروموزومات بدل إثنين في الحالات الطبيعية ، مما يؤدي إلى إصابة الجنين بإعاقة ذهنية و تشوهات خلقية ، فهناك عوامل مرتبطة بتاريخ العائلة و الجوانب الوراثية و زواج الأقارب ، و أخرى لها علاقة بتعدد الولادات و كثرتها . و قد تم الاعتماد في التشخيص على تقنية تحليل الكروموزومات بالمخبر التي تثبت الإصابة بنسبة 79. 71 بالمائة.و كلما تم مبكرا تضاعفت فوائده و مزاياه، حسب الباحثين. خاصة و أن 46 بالمائة من الأطفال من أفراد العينة الذين وضعوا في قائمة الخطر، تتراوح أعمارهم بين ( 00)، أي أجنة في بطون أمهاتهم، و أطفال رضع لا تتجاوز أعمارهم الثلاثة أشهر. و يذكر أن فحص و تحليل كروموزومات الأجنة يتمان عن طريق سحب عينة من السائل الأمنيوسي من رحم أمهاتهم بالاعتماد على تقنية خاصة. و إذا كانت النتائج موجبة و تم التأكد من وجود خلل في انقسام الكروموزوم رقم 21 بالنسبة للأجنة و المواليد الجدد و الرضع ، يوصي الباحثون بالإسراع في تحضير الأمهات و الآباء نفسيا ،لكي يتقبلوا مرض فلذات أكبادهم ، و يبادرون إلى استشارة المختصين ليساعدونهم و يوجهونهم و بالتالي يعدون العدة للتكفل المبكر و الكامل و الشامل بهم من النواحي الطبية و النفسية و الحركية و التربوية البيداغوجية من أجل وضع أرضية صلبة لإدماجهم في المجتمع و بالتالي التخفيف من معاناتهم و ضمان حياة أفضل لهم .