عرضت الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي بالشراكة مع مخبري بركين إلمر وبيوتراي، آخر التقنيات المستحدثة عالميا في مجال الكشف المبكر عن التشوهات الخلقية الجينية في مرحلة ما قبل وبعد الولادة، بهدف الترويج لها وحث السلطات المعنية على تعميمها مستقبلا لما لها من دور كبير في القضاء على بعض الأمراض والتشوهات الخلقية في المناطق التي تنتشر فيها بكثرة. كشف جمال بوراية مؤسس بيوتراي الفرنسية أول أمس خلال اليوم العلمي الذي احتضنه المعهد الوطني للصحة العمومية، عن أحدث تقنية توصل لها العلم في مكافحة المتلازمات والأمراض المتنقلة وراثيا، عارضا سبلا جديدة للقضاء على أمراض غالبا ما ترتبط بمناطق معينة وتكلف الدولة مبالغ كبيرة في التكفل بها، والتي أبدى كلو، مدير المعهد الوطني للصحة العمومية، استعداده لإعطاء دفعة لاستقدامه على أرض الوطن لدى إشرافه على افتتاح أشغال اليوم الدراسي. أكد بوراية في توضيح حول التقنية الجديدة خص به ''الحوار'' على هامش اليوم الدراسي، أن تقنية ''البيو بوس'' تمكن الخبراء من الكشف المبكر وخلال مرحلة جد متقدمة على حوالي 90 متلازمة ومرض لدى الأجنة والمواليد الجدد. موضحا بأنها مستعملة الآن في كل من أمريكا وأوربا منذ 7 سنوات وعرفت طريقها مؤخرا نحو تونس بانتظار تبنيها في الدول المغاربية الأخرى وتحديدا الجزائر التي تولي عناية خاصة لمكافحة والوقاية من الأمراض المتنقلة وراثيا. ذكر جمال بوراية قائمة طويلة من الأمراض يمكن اكتشافها في مرحلة مبكرة كبعض أنواع السرطان منها سرطان الثدي والحنجرة، الأمراض العقلية، والتخلفات الذهنية كالتريزوميا 21 ، ,13 ,18 ومتلازمة دي جورج، وصراخ القط، وغيرها أصبح من السهل اكتشافها بهدف معالجتها ومكافحتها في مراحل مبكرة ولاسيما أنه من غير الممكن تصحيحها كبعض التشوهات الخلقية الحادة التي تكتشف على الجنين فيترك للأم وحدها مسؤولية اتخاذ قرار الإجهاض أو الاحتفاظ به، مضيفا أن التقنيات المستخدمة حاليا عبر العالم للكشف عن التريزوميا 21 ليست دقيقة وناجحة مائة بالمائة. أما عن الأسلوب المستخدم في ذلك، قال محدثنا، إنه يعتمد على فحوص مجهرية لحمض ''الأي .دي أن'' مستوحاة من التقنية الإلكترونية لنصف الموصلات حيث تستخدم شريحة زجاجية رقيقة توزع عبرها جميع احتمالات الأمراض والتشوهات التي يمكن أن تصيب الإنسان، توضع عليها مسحة من قطرة دم الشخص بطريقة مفصولة إلى منطقتين حيث تحدث تفاعلات بينها وبين الأمراض التي يمكن أن يصاب بها وتدرس تحت جهاز السكانير للتعرف على النتيجة النهائية. 3 بالمائة من السكان مصابون بأمراض جينية قال من جهة أخرى عبورة عز الدين أخصائي في الأمراض الوراثية بمستشفى روبرت دوبري بفرنسا، إن الجزائر تفتقر لإحصاءات دقيقة حول إصابة الأجنة بالتشوهات الخلقية والجينية، مرجعا ذلك إلى غياب الفحوصات الكافية في هذا الصدد. وكان أليس جوزيف الممثل التجاري لمخبر بركين إلمر قد شرح في لقاء له بالصحافة الوطنية على هامش اليوم الدراسي، أن التقنية الجديدة تبحث عن شق طريقها نحو التعميم على المستوى العالمي من خلال سهر كلا المخبرين على تنظيم أيام دراسية إعلامية للتعريف بفوائدها وحث الحكومات على تبنيها، علما أن تكلفة شراء الأرضية تقدر ب 50 ألف أورو، وعلى الدول التي تتبناها أن تقوم بتنظيم دورات تكوينية خاصة للفريق الطبي المعني باستعمالها، يشرف عليها مختصون من المختبر بفرنسا. تستهدف التقنية الكشف عن توزيع انتشار الأمراض عبر المناطق وبالتالي تقليل الجهد في البحث عن نسبة انتشار الأمراض اليتيمة عند الأجنة، وتساعد على تزويد الأزواج بالمعلومات والنصائح الوافية. وكشف الأستاذ عبد الكريم سوكحال مختص في علم الأوبئة ورئيس مصلحة بالمستشفى الجامعي لبني مسوس، أن نسبة الأمراض الجينية المنتشرة بالمجتمع الجزائري تشمل بين 2 إلى 3 بالمائة من السكان. وأوضح أن الهدف من هذا اللقاء العلمي هو التعرف على التقنيات الحديثة التي يعرضها مختصون فرنسيون جاؤوا لهذا الغرض.، مبرزا أن الجزائر تتوفر على الوسائل اللازمة والهياكل التي تتكفل بالكشف عن الأمراض الجينية مثل معهد باستور. مضيفا أنه ينتظر تدعيم ذلك بتكوين مختصين والتزويد بالتجهيزات اللازمة، كما ستعقد شراكة مع مخبر فرنسي من أجل تطوير المعارف والقيام بالتجارب والدراسات المخبرية الخاصة بعلم الجينيات.