قال البروفيسور مصطفى خياطي، إن بعض الأطفال يولدون بتشوهات خلقية معقدة تصيب مختلف مناطق الجسم، وهي تخلف كائنات بشرية مشوهة يصعب في بعض الأحيان تقبلها والتأقلم معها في المجتمع. كما أصبحت هذه الظاهرة خطرا كبيرا يهدد الصحة الإنجابية ببلادنا، خاصة أن معدلات الإصابة تزداد عاما بعد عام. وفي ذات السياق أكد البروفيسور خياطي، أنه بالاضافة إلى 100 الف حالة ولادة بالتشوهات الخلقية التي تسجلها بمختلف مصالح طب النساء والتوليد، هناك سجلت الجزائر هذا العام 20 ألف حالة وفاة قبل الولادة وآلاف اخرى في عمليات الطرح، حيث أكدت الدراسات العلمية مؤخرا بفضل المسح الجيني للأجنة التي تسقط في الأسابيع الاولى للحمل (الاشهر الثلاثة الاولى) أن هذه الاجنة إن عاشت ستكون أمساخا بشعة، ولرحمة الله بهذه المخلوقات وذويها يسقط الحمل في أشهره الاولى. تشوهات القلب تتصدر قائمة العيوب الخلقية للمواليد وأضاف ذات المتحدث، أن تشوهات القلب تتصدر قائمة العيوب الخلقية التي تصاحب المواليد الجدد بألف حالة سنويا تتمكن الدولة بالتكفل ب 200 حالة بإجراء عمليات جراحية في مختلف الدول الاوروبية، فيما يفارق البقية الحياة، ويتعلق الأمر هنا بنوع خطير من التشوهات يصعب اكتشافه إلا بعد الولادة أوالايام القليلة التي تليها، غير أنه يمكن الكشف عن هذه الحالات وذلك بالاعتماد على الموجات فوق الصوتية أثناء الكشف عن الجنين، إلا أن تماطل بعض الامهات في إجراء هذه الفحوصات يجعل من اكتشاف المرض قبل الولادة أمرا مستحيلا. كما تم تسجيل أنواع اخرى للتشوهات الخلقية، كالكيس المائي الذي ياتي على مستوى العمود الفقري والذي لا يمكن الشفاء منه إلا باجراء عمليات جراحية في الخارج والتي تكلف مبالغ مالية باهضة، فمعظم هذه الحالات لا تعيش إلا لفترة قصيرة، إضافة إلى مرض ضمور العضلات الوراثي والتأخر الذهني والمتلازمة الثلاثية(الطفل المنغولي) والشفة الأرنبية ، ومرض الليليقامون الذي يصيب الخلايا الجلدية ويجعلها قابلة للتمدد على عكس الطفل السليم، وأمراض أخرى كثيرة. ضعف التغطية الصحية للحامل من أهم أسباب المرض وعن أسباب هذه المشاكل الصحية، صرح البروفيسور خياطي أنها متعددة.. أغلبها مرتبطة بسوء المتابعة والعناية الصحية، إضافة الى كبر سن الأم، أو لزواج الأقارب، إضافة إلى ما تسببه مرض بعض الاجهزة الداخلية للجسم كالكلى والرئتين والأمعاء، والتي تتطلب فحصا جينيا مبكرا قبل الزواج، إضافة الى أمراض أخرى ناتجة عن تعاطي الأم دواء ما أو تلقيها صدمة نفسية او عصبية، أو نتيجة سقوطها أو تعرضها لاعتداء جسدي خلال ال 12 اسابيع الاولى من الحمل. كما ان لعسر الولادة نصيب كبير لهذه المشاكل الصحية. وكحل مرحلي، يشدد المختصون في هذا المجال على ضرورة ضمان تغطية صحية مكثفة للمراة الحامل أثناء فترتي الحمل والولادة، خصوصا إذا كان سنها متقدما.