يخوض المنتخب الوطني سهرة غد الجمعة، مباراة ودية ضد نظيره النيجيري بملعب جاك ليماس بمدينة كلاغنفورت النمساوية، في خرجة تأتي في ظروف استثنائية بسبب الأزمة الوبائية، التي يعيش على وقعها العالم برمته، جراء انتشار فيروس كورونا، لأن الوباء كان قد تسبب في شلل كروي، مع تأجيل كل المنافسات التي كانت مبرمجة منذ منتصف مارس الفارط، مما أبقى النخبة الوطنية بعيدة عن أجواء المنافسة، منذ موقعة بوتسوانا في نوفمبر من السنة الماضية، والعودة جاءت بعد 11 شهرا من التوقف. هذا الموعد، سيكون رابع خرجة لكتيبة المدرب بلماضي منذ تتويجها باللقب القاري في جويلية 2019 بالقاهرة، لأن «الخضر» كانوا قد خاضوا ودية «عالمية» منذ نحو سنة أمام منتخب كولومبيا بالأراضي الفرنسية، وبرهنوا فيها على أن الكرة الجزائرية بلغت أعلى مستوياتها، قبل أن يؤكد محرز ورفاقه علو كعبهم في أدغال القارة السمراء، من خلال تحقيق انتصارين متتاليين، في افتتاح التصفيات المؤهلة إلى دورة «كان 2021» على حساب زامبياوبوتسوانا، الأمر الذي وضع النخبة الوطنية في طريق مفتوح، لضمان التأهل المبكر إلى دورة الكاميرون، والدفاع عن تاجهم الإفريقي. وتندرج مباراة الغد، في إطار تحضيرات المنتخبين الجزائري والنيجيري للجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات «الكان»، المقررتين شهر نوفمبر المقبل، حيث سيلاقي «الخضر» منتخب زيمبابوي ذهابا وإيابا، بينما ستواجه «النسور الخضراء» منتخب ليبيريا، ولو أن القاسم المشترك بين طرفي موقعة هذا الجمعة، يكمن في حصولهما على العلامة الكاملة في جولتي تدشين التصفيات القارية، مما يخفف الضغط على كل منتخب في الجولات الأربع المتبقية من التصفيات، في ظل الإطمئنان بنسبة كبيرة على تأشيرة المشاركة في الطبعة القادمة من العرس القاري بالكاميرون. هذه المباراة، والتي ستجرى أمام مدرجات شاغرة، في إجراء احترازي تم اتخاذه من طرف المنظمين، في إطار التدابير الوقائية للحماية من انتشار فيروس كورونا، ستكون المحطة المناسبة للناخب الوطني جمال بلماضي، للوقوف على مستوى كتيبته من الناحية التقنية، لأن اللاعبين كانوا قد عادوا إلى النشاط مع نواديهم، مادامت أغلب الدوريات في القارة الأوروبية قد انطلقت، وهو جانب أخذه مدرب الخضر بعين الاعتبار، عند ضبطه القائمة المعنية بالوديتين المبرمجتين خلال هذا المعسكر الإعدادي، وقد جسد ذلك بإعفاء كل من بلايلي وسليماني، بسبب تواجد هذا الثنائي دون فريق، وكذلك الحال بالنسبة لبلعمري الذي التحق منذ 3 أيام بنادي ليون الفرنسي، وعليه فإن الجاهزية تبقى أبرز عامل يراهن عليه بلماضي في ضبط خياراته، وذلك بالإتخاذ من وضعية كل عنصر كمعيار أساسي لتحديد مكانته ضمن المنتخب. إلى ذلك، فإن أغلب الركائز التي كانت قد شاركت في صنع الملحمة الكروية الجزائرية بالأراضي المصرية، ستكون حاضرة في موعد سهرة الغد، في صورة مبولحي، ماندي، بن سبعيني، قديورة، فغولي، بن ناصر، محرز وبونجاح، وهي العناصر التي كانت قد سجلت تواجدها بانتظام في لقاءات دورة «كان 2019»، بينما تم توجيه الدعوة لأول مرة للاعبين جديدين، وهما مدافع نادي تونديلا البرتغالي عادل جليل مديوب، ومتوسط ميدان نادي بوردو الفرنسي مهدي زرقان، مقابل استدعاء حلايمية وسبانو رحو للمرة الثانية تواليا، في الوقت الذي تم فيه ضم فرحات من جديد، حاله حال زميله السابق في سوسطارة أسامة درفلو، الذي وجهت له الدعوة في آخر لحظة. هذا الموعد، ورغم طابعه الودي، إلا أنه يكتسي أهمية بالغة للناخب الوطني، كونه سيتمكن من الوقوف على مستوى جاهزية تشكيلته قبل أقل من شهر من استئناف التصفيات القارية من بوابة منتخب زيمبابوي، ولو أن الملفت للإنتباه أن تسيّد القارة السمراء جعل الطاقم الفني الوطني يعمد إلى اختيار منافسين يتماشون والمعيار الحقيقي لبطل إفريقيا، ومواجهة منافس بحجم نيجيريا يؤكد هذا الطرح، ويساير الخطوة التي كانت قبل سنة، عندما تقابلت النخبة الجزائرية مع عملاق عالمي من طراز كولومبيا، لأن «النسور الخضراء» تحتل المركز 29 في لائحة تصنيف الفيفا، فضلا عن انتزاعها الميدالية البرونزية في النسخة الأخيرة من العرس الكروي القاري، دون تجاهلها مشاركة المنتخب النيجيري 6 مرات في المونديال، وهي معطيات تؤكد على أن منافس «الخضر» سهرة غد من العيار الثقيل، والمباراة ستكون بذكريات «السيناريو» الهيتشكوكي الذي كان بطله محرز في موقعة المربع الذهبي لدورة «كان 2019»، والهدف القاتل الذي سجله في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، رغم أن المنتخبين كانا قد التقيا في الكثير من المرات في أدوار متقدمة من نسخ العرس الإفريقي وكذا في التصفيات المؤهلة إلى المونديال.