اتخذت السلطات الولائية بأم البواقي، الأسبوع المنقضي، قرارا بتحويل ملحقة مستشفى ابن سينا إلى مركز للتكفل بمرضى السرطان بالولاية، في ظل الصعوبات و النقائص التي يواجهها المرضى في رحلتهم لتلقي العلاج و تعرف الولاية في السنوات الأخيرة، ارتفاعا مقلقا لعدد الإصابات بمرض السرطان. القرار اتخذه والي أم البواقي زين الدين تيبورتين، عقب زيارته الميدانية التي قادته للوقوف على ظروف استقبال المرضى بملحقة مستشفى ابن سينا، جنوب مدينة أم البواقي، وهي التي فتحت أبوابها لتستقبل المرضى الموجهين في اختصاصات معينة، على غرار الطب النفسي والتأهيل الحركي وغيرها، غير أنه وفي ظل الارتفاع المتزايد بالإصابات بمرض السرطان وهو ما بات يؤدي بالمرضى و عائلاتهم إلى مناشدة السلطات المحلية بالتدخل، لتغيير أوضاع التكفل بمرضاهم، تتدخل المسؤول الأول بالولاية و أعطى تعليمات صارمة لمدير الصحة، تقضي بالشروع في تهيئة الملحقة، بما يتناسب والتكفل الأمثل بالمرضى، مع تحويل الملحقة إلى مركز لاستقبال مرضى السرطان. وكان مرضى السرطان عبر ولاية أم البواقي، قد دقوا ناقوس الخطر نتيجة للظروف المزرية التي يتم فيها التكفل بهم على مستوى مصلحة علاج الأمراض السرطانية بمستشفى ابن سينا، أين أكدوا بأن أزيد من 1200 مريض يتقاسمون على فترات 19 سريرا و دورة مياه واحدة مخصصة للمرضى من الجنسين و رفع الطاقم الطبي كذلك نداء للجهات الوصية للتدخل على مستوى المصلحة و الوقوف على حقيقة ظروف تقديم العلاج للمرضى وسط غياب الإمكانيات و اهتراء تام للمصلحة. كما بين المرضى، بأن الظروف التي يتلقون فيها العلاج غير لائقة تماما، فالاكتظاظ هو الميزة الغالبة بالمصلحة دوريا كلما يحين موعد تلقيهم العلاج كل 21 يوما، بسبب تزايد عدد المرضى المقبلين على المصلحة، إضافة إلى نقص عدد الأسرة أين تتوفر المصلحة على 19 سريرا فقط، ما يجعل تقديم العلاج صعبا للغاية و بين بعض المرضى بأنهم يقطعون مسافات طويلة لتلقي العلاج و منهم من يأتي من ولايات خنشلة و تبسة و سوق أهراس و قالمة، ليتفاجؤوا بانعدام ظروف العلاج الصحية، فالمصحة بها أسرة قديمة و عدد كراسي قليل مقارنة بعدد المرضى الواقفين الذين ينتظرون دورهم، إضافة إلى وجود دورة مياه واحدة يتداول عليها المرضى جميعهم من النساء والرجال، وهو ما يهدد المرضى بالإصابة بأمراض أخرى. وذهب العديد للتأكيد على أن العتاد والتجهيزات تكاد تكون مغيبة، فجهاز الكشف عن سرطان الثدي الذي يُعرف اختصارا "بالماموغرافي" غير متوفر في غياب جهاز السكانير كذلك، ناهيك عن الكراسي وبقية المعدات من أسرة وغيرها وهي غير متوفرة والمتوفر منها لا يلبي الاحتياجات المضاعفة دوما، إلى جانب معاناة المرضى كذلك مع المناوبة الليلية غير المبرمجة بالقسم، ما يجعل تخفيف آلام بعض المرضى ليلا من المستحيل، في حين ذهب بعض المرضى للكشف بأن الوجبات الغذائية التي تقدم لهم ذات قيمة غذائية منخفضة جدا، فهي تحوي أحيانا حبة بيض وقطعة لحم وتختلف في باقي المرات. و تشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد الإصابات بالمرض عبر الولاية تصل 300 حالة سنويا، أين تم إحصاء 287 حالة سنة 2017 و401 حالة سنة 2018 و358 حالة خلال السنة الماضية، جلها تتعلق بالإصابة بسرطان الثدي ب117 حالة وسرطان الرئة ب120 حالة وسرطان القولون ب31 حالة. و أمام ارتفاع الحالات الإصابة بهذا المرض فقاعة العلاج الوحيدة حاليا لا تستوعب العدد الهائل للمرضى، كما أن قاعة تحضير العلاج الكيميائي لا تلبي المتطلبات الحالية.