أعلنت الجزائرية للمياه -وحدة سطيف- على صفحتها الرسمية عبر الموقع الاجتماعي «فايسبوك» و حتى في مراسلات إلى فروعها في مختلف البلديات، عن إحداث طريقة جديدة في توزيع المياه، من خلال اعتماد برنامج توزيع يوم على ثلاثة فما فوق (1/3). و سيمس هذا التغيير 11 بلدية كاملة و يتعلق الأمر بكل من: سطيف، العلمة، عين أرنات، عين عباسة، أوريسيا، الموان، قجال، رأس الماء، عين ولمان، بوقاعة وأخيرا بني وسين. في حين أرجعت مديرية الري هذا التغيير الجديد، إلى عدة أسباب أهمها: تراجع المياه المخزنة على مستوى سدي الموان و عين زادة، و كذا انخفاض منسوب المياه الجوفية و أخيرا العمل من أجل الحفاظ على المورد المائي الموجود على تراب الولاية. و قالت الجزائرية للمياه، بأنها سجلت انخفاضا غير مسبوق في مياه سدي الموان و عين زادة، خاصة بعد حالة الجفاف المسجلة منذ بداية فصل الخريف، حيث لم تتساقط بعد كميات معتبرة من الأمطار و التخوف كله من استمرار هذا الطقس في غضون الأسابيع المقبلة، لأن جل بلديات الولاية خاصة الرئيسية منها، قريبة جدا من أزمة عطش حقيقية. و لا تقتصر الأزمة فقط على المدن الرئيسية الممونة من سدي الموان و عين زادة، بل تعدت إلى البلديات الفقيرة التي تعتمد بشكل شبه كلي على التزود بهذه المادة الحيوية من استغلال الآبار الارتوازية، حيث أكد المواطنون على أنهم سجلوا تراجعا رهيبا في منسوب المياه، ما يهددهم بأزمة عطش حقيقية في القريب العاجل، خاصة في حال استمرار شح السماء و الجفاف في الولاية، على عكس ما كانت تشهده في السنوات الماضية. و تزايدت شكاوى المواطنين خلال الأيام الأخيرة في جل بلديات الولاية، بسبب التذبذب الحاصل في توزيع المياه، لاسيما في أحياء المدن الرئيسية و دائما ما كانت السلطات المحلية تتحجج بأشغال الصيانة في شبكة المياه الصالحة للشرب. و قد اضطر الكثير من المواطنين خاصة في ثاني أكبر مدن الولاية العلمة، للاستنجاد بأصحاب الشاحنات المزودة بصهاريج المياه، مع دفع مبلغ ألف دينار للصهريج الواحد. و أمام هذه المعطيات، لم يكن أمام مديرية الري بالتنسيق مع الجزائرية للمياه، من حل سوى تقليص الحصص المخصصة لصالح أكبر البلديات، و على رأسها مركز الولاية بلدية سطيف، في ظل التراجع الكبير المسجل في منسوب مياه السدين المذكورين. و قدمت الجزائرية للمياه في بيانها، كامل الاعتذار للمواطنين، جراء التعديل الجديد الحاصل، مؤكدة على أن ذلك سببه خارج نطاقها، بسبب شح سقوط الأمطار منذ بداية فصل الخريف، مشيرة في الوقت نفسه، إلى أن «التغيير ظرفي» و ستعود مجددا إلى اعتماد برنامج التوزيع القديم (يوما بيوم أو يوما على اثنين)، ريثما تشهد المنطقة في قادم الأيام تساقط كميات معتبرة من الأمطار.