انعكس انكماش مداخيل البلديات بولاية برج بوعريريج، خلال السنوات الأخيرة و الشح المسجل في ميزانية التنمية المحلية، بالسلب على خدمات النقل المدرسي، لعدم قدرتها على التعاقد مع الخواص و تزايد الاحتياج، رغم استفادتها من إعانات و حصص جديدة من الحافلات مع بداية الدخول المدرسي الجاري. و حددت عددا من البلديات في تقاريرها المنجزة عن التغطية بحافلات النقل المدرسي، حجم الاحتياج و حالة العجز المسجل في توفير خدمات النقل للتلاميذ عبر القرى و التجمعات السكنية الريفية، خصوصا على مستوى البلديات الواقعة في المناطق المعروفة بصعوبة تضاريسها و تباعد قراها، أين قدر العجز عبر جميع البلديات ب 164 حافلة . و دفعت هذه الوضعية إلى رفع التلاميذ و أوليائهم لمطلب توفير خدمات النقل في عدد من المناسبات، لتوفير الظروف المساعدة على التمدرس و إعفائهم من معاناة التنقل اليومي بإمكانياتهم الخاصة و متاعب قطع مسافات بعيدة سيرا على الأقدام، للوصول إلى مدارسهم أو المواقف المخصصة للنقل، على الرغم من تدعيم الحظيرة خلال السنة الفارطة ب 81 حافلة، لتضاف إلى الحظيرة القديمة التي تتوفر على 181 حافلة خاصة بالبلديات و 383 حافلة مؤجرة من الخواص، بعد اللجوء للتعاقد معهم لتغطية العجز، مع العلم بأن عدد التلاميذ المستفيدين من خدمة النقل المدرسي عبر بلديات الولاية، يقارب 32 ألف تلميذ. و يطرح رؤساء البلديات هذا المشكل بحدة، بالنظر إلى المتاعب التي يواجهونها في توفير الحافلات بالشكل الكافي لجميع التلاميذ و التكاليف الناجمة عن التعاقد مع الناقلين الخواص، ما يتسبب في استنزاف الميزانية المخصصة للتنمية، لا سيما على مستوى البلديات التي تعاني من عجز كبير في ميزانيتها السنوية، لشح المداخيل و تنوع المطالب التنموية و تزايدها خلال الفترة الأخيرة مع العودة التدريجية لسكان القرى، فضلا عن التباعد المسجل بين التجمعات السكنية الريفية بالمناطق النائية المعروفة بصعوبة تضاريسها، على غرار بلديتي حرازة و بن داود في أعالي منطقة البيبان و بلدية العش في أقصى الجهة الجنوبية التي تحصي أزيد من 32 قرية و تجمعا ريفيا و بلدية حسناوة بالجهة الشمالية و أغلب بلديات الولاية التي تعاني من عجز في الميزانية و قدما في حظيرة النقل المدرسي. و قد سبق أن تم تخصيص حصص للبلديات من الحافلات قبل بداية الدخول المدرسي، في إطار برنامج وزارة الداخلية، فضلا عن تخصيص إعانة قدرها 4 ملايير سنتيم من ميزانية الولاية لذات الغرض، خصصت للبلديات التي تعاني من انعدام المداخيل و شح في الميزانية جعلها غير قادرة على التعاقد مع الناقلين الخواص. و كشف تقرير خاص عن وضعية النقل المدرسي، عن أنه و رغم تخصيص الحصص الجديدة، إلا أن حجم الاحتياج الإجمالي لتغطية العجز عبر جميع البلديات، يقدر ب 164 حافلة، تم وضعها من قبل رؤساء البلديات في المقترحات المقدمة لصندوق الضمان و التضامن للجماعات المحلية، على أمل الالتفات لهذا الانشغال الرامي إلى التخفيف من متاعب التلاميذ و حالة الاكتظاظ داخل الحافلات و المتاعب الناجمة عن أزمة كورونا و ما تبعها من إجراءات لضمان شرط التباعد بوسائل النقل، الذي حتم على الناقلين تقسيم التلاميذ إلى أفواج و نقلهم على مراحل خلال الفترة الصباحية و المسائية.