الخروج من الأزمة مرتبط بنزاهة الاستحقاقات القادمة دعا السيد عبد الله جاب الله رئيس حزب ‘' جبهة العدالة والتنمية ‘' ( قيد التأسيس )، جهاز القضاء إلى التصدي لكل محاولات التلاعب بإرادة الأمة خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة ‘' خدمة للأمن والاستقرار في البلاد وأيضا من أجل ‘' التأسيس لتحول ديمقراطي تعددي سليم وصحيح'' ، مشددا على ضرورة أن يؤدي القضاة خلال إشرافهم على الانتخابات القادمة واجبهم ‘'بكل استقلالية وبكل حرية وبكل نزاهة''. أجرى الحوار: عبد الحكيم أسابع وأكد جاب الله في حوار خص به النصر بأن حزبه الذي يستعد لعقد مؤتمره التأسيسي قبل نهاية الشهر الجاري على استعداد تام لدخول التشريعيات القادمة، مشيرا إلى أن الحزب تمكن إلى اليوم من تحقيق الانتشار في حوالي 85 بالمائة من بلديات الوطن عبر 48 ولاية وقال أن أبواب الحزب مفتوحة أمام جميع الجزائريين الذين يتمتعون بحقوقهم السياسية والعامة ومن بينهم مناضلي ‘' الفيس ‘' المحل. وفيما حمل جهات في السلطة مسؤولية إبعاده من حركتي النهضة والإصلاح الوطني، اعتبر المتحدث أن تجربة التحالف الرئاسي كانت فاشلة ولم تخدم لا التحول الديمقراطي في البلاد ولا الحريات الفردية السياسية والعامة في البلاد ولا حتى التنمية، مرجئا الحديث عن إمكانية دخول جبهته أي تكتل حزبي إلى ما بعد مؤتمرها التأسيسي. من جهة أخرى فضل السيد جاب الله عدم الرد بالصريح على لويزة حنون التي اتهمته بتلقي توجيهات ودعم أجنبي، وخاصة الدعم الأمريكي غير أنه رد عليها ردا بنص آية قرآنية. أين وصلت مساعي تأسيس حزبكم على مستوى وزارة الداخلية وأين وصل عملكم المتعلق بالهيكلة على مستوى ولايات الوطن؟ . قمنا بإيداع ملف طلب الحصول على الاعتماد لحزبنا الذي أسميناه ‘' جبهة العدالة والتنمية''، لدى مصالح وزارة الداخلية في أوائل شهر سبتمبر من السنة الماضية وننتظر ردها الذي نتمنى أن يكون إيجابيا، لأن الملف مستوف لجميع الشروط التي نص عليها القانون القديم والشروط التي نص عليها القانون الجديد، ومهمتنا خلال هذه المرحلة الانتقالية هي بناء الحزب وخلق الانتشار الواسع له عبر الوطن ... لقد قمنا بنوعين من الانتشار، الانتشار الجغرافي ويتمثل في فتح فروع للجبهة في مختلف البلديات، وهي العملية التي ما زالت مستمرة بوتيرة ممتازة ... ليس لي الآن التقييم النهائي غير أنني أتوقع أن للجبهة الآن فروع في ما يفوق 85 بالمائة من بلديات الوطن وعبر كل الولايات طبعا، وأملنا أن نصل إلى تغطية جميع ولايات الوطن قبل المؤتمر التأسيسي ، أما النوع الثاني من الانتشار، فيتعلق بالانتشار الاجتماعي وغرضنا من ورائه هو أن تتواجد الجبهة بين مختلف شرائح المجتمع الجزائري وهذه العملية مستمرة وستظل كذلك إلى غاية عقد المؤتمر التأسيسي للحزب لأن قوة الحزب تتحقق بتحقيق هذين النوعين من الانتشار والقدرة على التعبئة والرقابة في الانتخابات تتحقق بتحقيق النوعين من الانتشار السالف الذكر. متى تنوون عقد مؤتمركم التأسيسي و ما هي المحاور الرئيسية لتوجهات حزبكم؟ .المؤتمر التأسيسي سيعقد قبل نهاية جانفي الجاري وقد دعونا الهيئة التأسيسية للاجتماع يوم الجمعة المقبل من أجل الاتفاق على تاريخ عقد المؤتمر التأسيسي ، أما بخصوص الشطر الثاني من السؤال، فإن المؤتمر التأسيسي سيناقش ملفين أساسيين، وهما ملف البرنامج من جوانبه المختلفة وملف القانون الأساسي وذلك قبل أن يتم انتخاب المؤسسات القيادية التي ستتحمل مسؤولية قيادة جبهة العدالة والتنمية في السنوات القادمة. لماذا اخترتم تسمية العدالة والتنمية لحزبكم؟ هل هناك استلهام من العدالة والتنمية المغربي من المنظور السياسي؟ . هذا الموضوع نوقش من طرف المؤسسين وقد تم الاتفاق على هذه التسمية من بين حوالي 30 تسمية تم اقتراحها وسبب الاختيار يعود إلى الاعتقاد بأن الجزائر بحاجة إلى عدالة وبحاجة إلى تنمية وان موضوع العدالة والتنمية ليس بموضوع خاص بفئة خاصة من فئات المجتمع الجزائري بل هو مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع ولذلك وقع الاختيار على جبهة لتكون إطارا وفضاء واسعا مفتوحا أمام جميع الجزائريين المؤمنين بمشروعها من أجل التعاون على أهداف الجبهة. النهضة ثم الإصلاح وأخيرا العدالة والتنمية، ألا تخشون مرة أخرى من تكرر نفس المصير والأزمة؟ . ما عرفته النهضة من قبل والإصلاح من بعد كان بفعل خارجي وقفت وراءه جهات في السلطة وقد تم تجاوز هذا الأمر وطوينا صفحته وأملنا ألا يتكرر هذا في الجبهة ولكن إذا استمرت السلطة في نفس أساليبها في التعاطي مع الأحزاب فقد يتكرر مثله اليوم وغدا وفي كل وقت لان السلطة لما تريد أن تفعل شيء بعيدا عن القوانين وبعيدا عن القضاء وبعيدا عن احترام قرار وإرادة مؤسسات الحزب تستطيع أن تجد من يتجاوب معها بسبب ما تملك من مال وجاه وسلطان وبسبب ما للمال والجاه والسلطان من سلطان أيضا عن البشر، وفي حديث الرسول ( ص )، ‘' لكل أمة فتنة وفتنة هذه الأمة المال''، والحال أن جبهة العدالة والتنمية لا تتعامل مع مجموعة محدودة من البشر فهي تتعامل مع عشرات الآلاف وقد يكونوا في المستقبل مئات الآلاف، فمن يستطيع أن يدعي أن هؤلاء على قلب رجل واحد، هذا أمر فوق طاقة البشرية، والذي يؤلف بين القلوب هو الله سبحانه عز وجل وهو القائل لنبيه ‘' لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ‘' وأسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا. خصومكم سابقا في النهضة والإصلاح يقولون بأن جاب الله ميال إلى الانفراد بالحكم واتخاذ القرار، أي غير ديمقراطي ، كيف تردون؟ . وهل وجدت شخصا أو جهة أقدمت على موقف ما أو ارتكبت خطأ ما واعترفت بخطأ ما اقترفته يداها، ولكن هذه الملفات تجاوزها الزمن فلا تعد إليها رجاء. بعد التجارب النضالية السابقة ما الذي تغير في مواقف ورؤى الشيخ جاب الله؟ هل هناك تجدد في مفهومه النضالي والسياسي، بالمفهوم الحزبي؟ . لا شك انه كلما تقدم الإنسان في السن أزداد علما وزاد تجربة وينعكس ذلك إيجابا بعد ذلك على أدائه وعطاءاته وأسال الله أن يزيدنا دائما علما وفقها للواقع، وفي قول الإمام علي رضي الله عنه ‘' مَا مِنْ يَوْمٍ لا أَزْدَادُ فِيهِ عِلْمًا فَلا بَارَكَ اللَّهُ لِي فِي طُلُوعِ شَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ ‘'. كيف تقرأون تعدد الأحزاب الإسلامية، هل هو اختلاف في المبدأ والجوهر أم اختلاف في سياسي في النظرة والممارسة الحزبية، أم حرب زعامات وقيادات؟ . الاختلاف هو الأصل وليس الاستثناء والواجب هو أن نبحث في كيفية إدارة الخلاف، أما أنه هو الأصل فلقوله تعالى :'' وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ‘'، وأما في ما يجب أن نفعله في إدارة الخلاف، فهذا هو الواجب الأساسي الذي ينبغي أن يبحثه الناس دائما بما يجعل الخلاف في النهاية خلاف تنوع وتكامل لا خلاف تضاد وتصادم، إن المطلوب من أبناء التيار الإسلامي هو أن يرتقوا بأنفسهم ما استطاعوا إلى ما يوجب عليهم دينهم من إيمان وخلق فاضل وان يستحضروا باستمرار معنى قوله ( ص )، ‘' أَشْرَفُ الإِيمَانِ أَنْ يَأْمَنَكَ النَّاسُ ، وَأَشْرَفُ الإِسْلامِ أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ''، فإن فعلوا ذلك كفوا ألسنتهم وأيديهم عن تناول أعراض بعضهم البعض، وذلك وحده إن حصل كفيل بان يمهد الطريق بينهم لكثير من أشكال وصور التعاون على الخير. هل تنوون فتح أبواب حزبكم أمام الجميع بما في ذلك ما كان يعرف بقاعدة ‘' الفيس''؟ . لقد عرفنا حزبنا ‘'جبهة العدالة والتنمية'' بالقول أنه إطار شامل مفتوح أمام الخيرين والخيرات من أبناء الجزائر من اجل التعاون على خدمة الإسلام والوطن والأمة عبر منهج يقوم على التسامح والتراحم والتغافر والتوادد والتعاون على البر والتقوى ويعتبر السياسة مصالح يحميها ويحكمها الحق والعدل، وهذا يعني باختصار أن جبهة العدالة والتنمية مفتوحة أمام جميع الجزائريين المتمتعين بحقوقهم السياسية والعامة. هل اتصلتم ببعض مؤسسي ‘'الفيس'' السابقين؟ . لا لم يحصل هذا، الاتصالات التي حصلت لم تتعد طابع التوادد والتزاور ، وهذا أمر موجود من قبل مع البعض ولكن أمر جبهة العدالة والتنمية واضح ومطروح أمام الرأي العام كله ومن حق الكل إن اقتنع بمنهجها وبمشروعها أن يتعاون مع أفرادها على خدمة ذلك للتمكين لها، شريطة كما قلت أن يكون متمتعا بحقوقه السياسية والعامة. زعيم جبهة التغيير الوطني الدكتور عبد المجيد مناصرة دعا مؤخرا إلى إنشاء أول تحالف إسلامي مفتوح لكل الأحزاب الإسلامية ما عدا ‘' حمس'' هل تقبلون الدعوة إذا وجهت إليكم رسميا؟ * نحن منشغلون الآن ببناء الجبهة ولما ينعقد المؤتمر التأسيسي وتنبثق عنه المؤسسات القيادية نقرر بعد ذلك ما يجب أن نفعله مع كل ما هو موجود في الساحة أو ما يجد فيها. وجهت إليكم زعيمة حزب العمال لويزة حنون اتهامات خطيرة بعضها يتمثل حسبها – في أنكم تتلقون توجيهات ودعم أجنبي، أمريكي على الخصوص .. ما تعليقكم؟ . هذا أمر أعرضت عنه في حينه، فكيف أعود إليه الآن وقد طواه الزمن ويكفينا في ذلك أدب الله الوارد في قوله تعالى ‘' وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ‘'، أو في قوله تعالى ‘' وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُون ‘'، أو في قوله تعالى ‘' وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ‘'. ما موقفكم من التحالف الرئاسي؟ هل تعتبرونه تكتلا إيجابيا أم عرقلة للتعددية واختصار العمل الحزبي والسياسي؟ * لقد قلت رأيي في هذا التكتل يوم أن تأسس وقلته بعد ذلك، وخلاصة ما قلته وأقوله أن التكتل لم يخدم التحول الديمقراطي في البلاد ولم يخدم الحريات الفردية السياسية والعامة في البلاد، ولم يخدم التنمية في البلاد وهو مسؤول عن الفشل المسجل في هذه المجالات الثلاث وفي غيرها من المجالات. إذا اعتمدتم ودخلتم الانتخابات المقبلة وفزتم بنسبة مقبولة هل تتحالفون مع أحزاب وتيارات من خارج توجهاتكم ومرجعيتكم الإسلامية؟ لائكية مثلا؟ . من مبادئ جبهة العدالة والتنمية، مبدأ الاعتماد على حركة المجتمع الواسعة وهذا أنها لا تبني الجزائر وحدها وإنما تبنى الجزائر بسواعد كل أبناءها، ومعيارها في ذلك إنما هو معيار الكفاءة والأهلية ، أن تمد يدها لمن يصوت عليه وينتخبه لكي نتعاون معه على بناء الجزائر والتكفل بانشغالات المواطنين وتحقيق التغيير الذي يطمح إليه الشعب الجزائري بما يجعل حياته القادمة أفضل من حياته الحاضرة والماضية. هناك من بدأ يتحدث عن مساع لتحالف ثلاثي لاحقا بين حزبكم وحركة الوفاء وجبهة التغيير الوطني لقيادة التيار الإسلامي؟ إذا لم يتم هذا بعد؟ فهل هذا ممكن؟ . قد أجبتك من قبل وقلت لك أن هذه المسائل مؤجلة إلى ما بعد المؤتمر التأسيسي وهي من صميم صلاحيات ومسؤوليات المؤسسات التي يفرزها المؤتمر التأسيسي. كيف تقرأون اجتياح الأحزاب الإسلامية للحكم في تونس وليبيا ومصر ... هل هو تأكيد على فشل الأنظمة الحاكمة أم نضج الحركات الإسلامية وتجاربها؟ . من الطبيعي أن يقع مثل هذا لأسباب كثيرة، أولها أن هذه الشعوب مسلمة فمن الطبيعي أن تتفاعل مع الأحزاب الإسلامية لأنها تراها المعبر الحقيقي الصادق عن ضميرها وعن انشغالاتها وتطلعاتها، ثانيا أن الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في هذه البلاد هي أكثر القوى السياسية نالا في الدفاع عن حقوق الأمة وحرياتها وهي أكثر الأحزاب تضحية من أجل ذل، وثالثا أن الأمة جربت الأحزاب الأخرى خلال عقود من الزمن وما تحقق من فشل تتحمله تلك الأحزاب التي جربتها الأمة أي التي كانت في الحكم، ففشلت في التكفل بانشغالات المواطنين فشلت في تحقيق تنمية حقيقية، فشلت في بسط الحريات للجميع دون تمييز ولا مفاضلة، فشلت في تحقيق التداول على السلطة عن طريق الانتخابات الحرة والنزيهة، فشلت في الدفاع عن القضايا الكبرى للأمة وخاصة قضية فلسطين إلى غير ذلك من أنواع الفشل، ولذلك من الطبيعي جدا أن تنصرف عنهم إلى غيرهم وهي اليوم إذ وضعت ثقتها في تلك البلاد في بعض الأحزاب ذات التوجه الإسلامي إنما هي ثقة للاختبار والنظر، فإن نجحت الأحزاب فيما فشل فيه غيرها من قبل زكتها مرة ثانية وإن فشلت عاقبتها. كيف تقيمون القوانين الأخيرة المنبثقة عن الإصلاحات السياسية كقانون الأحزاب والجمعيات والإعلام؟ . لا شك في أن كل قانون يكون موسوم بالكثير من النقائص لأنه من وضع البشر وهذه القوانين يشوبها الكثير من النقص ولكن العبرة في مدى الالتزام بهذه القوانين ثم مدى الاستعداد لتصحيحها وإصلاح ما فيها من نقص في المستقبل، فإن وقع الالتزام الحقيقي والتطبيق العادل لهذه القوانين وكان ثمة إرادة لتصحيح ما بها من خلل ونقص، أمكننا التفاؤل بالمستقبل. تعديل الدستور هل هو أولوية في مطالبكم وهل أنتم مع نظام برلماني أم مع نظام رئاسي؟ . موضوع التعديل الدستوري من المواضيع التي انشغلنا بها منذ عقود من الزمن وقد طالبنا بهذا في 1989 و1996 و1999 و في 2002 وأيضا في 2004، لأننا نرى خللا بينا في الدستور القائم اليوم ونود أن يسد هذا الخلل، لكن لكل أجل كتاب وأملنا أن نتمكن من إزالة الخلل الموجود في الدستور في المستقبل إن شاء الله، أما عن نمط نظام الحكم، وهذا من المواضيع التي يدور حولها نقاش على مستوى هيئة المستشارين التي كلفت بصياغة برنامج جبهة العدالة والتنمية. الرئيس بوتفليقة أعلن عن إعطاء الإشراف على التشريعيات القادمة إلى سلطة القضاء ، هل تعتبرون القرار خطوة إيجابية لتحييد الإدارة؟ . العبرة بالنسبة لنا ليست فقط في أن يتخذ هذا القرار وإنما أيضا في مدى استعداد جهاز القضاء لأداء واجبه بكل استقلالية وبكل حرية وبكل نزاهة وأملنا أن يشعر رجال القضاء بمسؤولياتهم الشرعية والتاريخية كاملة وأن يجتهدوا في جعل الانتخابات القادمة فعلا نزيهة وأن يتصدوا لكل محاولات التلاعب بإرادة الأمة خدمة للأمن والاستقرار في البلاد ورغبة في التأسيس لتحول ديمقراطي تعددي سليم وصحيح. كيف تقرأون الوضع الحالي في الجزائر هل خرجت الجزائر من الأزمة نهائيا؟ أم نحتاج إلى سنوات أخرى وقرارات وإصلاحات أخرى لإنضاج تجربة التعددية والتداول على السلطة؟ . هذا الأمر متوقف على مدى اجتهاد السلطة في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة ثم مدى احترام إرادة الأمة في الانتخابات فإن كانت الانتخابات القادمة حرة ونزيهة واحترمت إرادة الأمة نقول أن الجزائر وضعت خطواتها على الطريق الصحيح في بناء شرعية حقيقية تقوى على كسب ثقة الأمة ومن ثمة تقوى في خدمة أهدافها في مجالات الإصلاح المختلفة. لو وصل حزبكم يوما إلى الحكم ماذا يكون أول قرار سياسي توقعونه؟