أفاد عضو قيادي في ما أصبح يسمى ب «جبهة العدالة والتنمية» بأن بعض التدابير الإجراءات حالت دون إمكانية إيداع ملف طلب الحصول على الاعتماد على مستوى وزارة الداخلية خلال الأسبوع الجاري مثلما كان مقرّرا، وعليه فقد تأجّلت هذه العملية إلى مطلع الأسبوع القادم، مؤكدا أن الانتخابات التشريعية المقبلة لن تكون ضمن أولويات الشيخ «عبد الله جاب الله». أكد «عبد الغفور سعدي»، القيادي في الحزب الجديد الذي أسّسه «عبد الله جاب الله»، أن الانتخابات المحلية والتشريعية المقرّر إجراؤها منتصف السنة المقبلة لن تكون ضمن أولويات الأجندة السياسية ل «حزب جبهة العدالة والتنمية» المتواجد قيد التأسيس، موضحا أن التركيز سيكون بشكل أكبر على حدّ تعبيره على «بناء جبهة قوية قادرة على المنافسة في الساحة السياسية»، إلى جانب حديثه عن تكثيف العمل الميداني وكذا الانتشار عبر كل ولايات الوطن. وحسب المعلومات التي أوردها المصدر ذاته في حديثه مع «الأيام» فإن التحضيرات تجري في الوقت الراهن من أجل إنهاء كافة الإجراءات الإدارية الخاصة بإيداع ملف طلب الاعتماد على مستوى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يتم تسليم الملف مع بداية الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، وقال في هذا السياق إن المؤسّسين فضّلوا عدم الانتظار إلى حين اعتماد قانون الأحزاب الجديد من أجل إيداع الملف. ومن جهة أخرى تحدّث «عبد الغفور سعدي» عن قضية غياب بعض الأعضاء الذي ساروا بجنب الشيخ «عبد الله جاب الله» في مسعاه من أجل تأسيس حزب «جبهة التنمية والعدالة»، حيث كشف بأن من «محمد بولحية» يشغل حاليا منصب رئيس حركة «الإصلاح»، وهو الأمر ذاته بالنسبة إلى كل من «ميلود قادري» و«جمال صوالح» المنتميين إلى الحزب ذاته، لافتا إلى أن ما جمعه بهم منذ قرابة العام «كان فقط مسعى لمّ شمل التيار الإسلامي»، دون أن يستبعد إمكانية التحاقهم في وقت لاحق بصفوف حزب عبد الله جاب الله الجديد بعد أن تحدّث عن وجود اتصالات. واستندا إلى أحكام المادة 14 من قانون الأحزاب الحالي، فإن ملف الاعتماد يضمّ طلب تأسيس يوقعه ثلاثة أعضاء مؤسسين إلى جانب تعهد يوقعه 25 عضوا من مؤسسي الحزب الجديد يقيمون فعلا في ثلث ولايات القطر، وينص التعهد على التزام الأعضاء المؤسسين باحترام الدستور وقوانين البلاد وعقد المؤتمر التأسيسي في أجل لا يزيد عن سنة واحدة، إضافة إلى مشروع القانون الأساسي والبرنامج السياسي وشهادة تثبت عدم قيام رئيس الحزب بأعمال ضد الثورة للمواليد قبل جويلية 1942. وكما هو معلوم فقد أعلن «جاب الله» الأسبوع الماضي عن تأسيس ما أسماته «جبهة العدالة والتنمية» أسوة بحزب العدالة والتنمية في تركيا، حيث جاء في بيانها التأسيسي بأنها تهدف إلى «إقامة حكم ديمقراطي تعددي يتمتع بالفصل الحقيقي بين السلطات والتداول السلمي على السلطة،.. ومنح الجزائر مكانة لائقة إقليميا ودوليا». كما رسم البيان أيضا عددا من الأهداف الأخرى منها جعل الحكم والإدارة يتوفران على الشرعية الكاملة وبناء مجتمع متشبع بتقاليد ثقافة الشورى والديمقراطية، وتقوية روابط وحدة الأمة الجزائرية وتعميق الشعور المشترك لدى أمازيغها بالماضي المشترك.