انخفض عدد المتبرعين بالدم بشكل رهيب منذ تفشي فيروس كورونا، وهو وضع أربك الأطقم الطبية بالمؤسسة الاستشفائية للمقاطعة الإدارية علي منجلي التي تعد أكبر التجمعات السكنية بولاية قسنطينة، فصار البحث عن الدم وسط أفراد عائلات المرضى البديل الوحيد بغية تعويض النقص المسجل، وإنقاذ حياة المواطنين. روبورتاج: حاتم/ب في طريقنا إلى وحدة نقل الدم الواقعة في الطابق تحت الأرضي بمستشفى علي منجلي، مررنا على أروقة شاغرة توحي وكأن المكان مهجور، لنصل إلى باب الوحدة الذي كان مفتوحا ويقف أمامه أفراد الطاقمين الطبي وشبه الطبي، وهم ينتظرون قدوم أحد المتبرعين. الوحدة عبارة عن مصلحة ضيقة، بها 3 قاعات إحداها مخصصة للاستقبال، أما الثانية فهي موجهة للفحص، بينما يتم نزع الدم على مستوى القاعة الأخيرة، فيما استُغلت حجرة ضيقة كبنك للدم من أجل التخزين والتوزيع، وقد كانت الأسرة مرتبة والمساحات نظيفة مع توفر مواد التطبيب والأجهزة بشكل منظم، ما يوحي أنها لم تستغل منذ فترة طويلة. و تتكفل المؤسسة الاستشفائية بعلي منجلي، بعدد كبير جدا من المرضى الذين يتوافدون على مختلف المصالح وتكون حالات العديد منهم حرجة، ما يستدعي توفير أكبر قدر من كميات الدم. و يعود هذا التوافد إلى وقوع حوادث المرور بالطريق السيّار شرق- غرب القريب من هذه المؤسسة، حيث ذكر لنا مشرفون على المصالح، أنهم يستقبلون أحيانا أكثر من 50 جريحا دفعة واحدة، ما يحدِث حالة طوارئ داخل وحدة نقل الدم وكذا المخبر، إضافة إلى الشجارات والاعتداءات التي تحدث في أحياء علي منجلي وتتطلب توفر أكياس الدم، خاصة أن الأمر يتعلق بمقاطعة إدارية وصل عدد سكانها إلى 700 ألف نسمة. النصر التقت برئيسة مصلحة نقل الدم، الدكتورة بن كرفة شريفة، حيث أكدت أن الوحدة تستغل في تزويد مرضى المستشفى بمختلف المصالح بالدم اللازم، وأشارت إلى أنها تصادف عراقيل عديدة خلال الفترة الحالية، و أبرزها نقص في توفير أكياس الدم من طرف المتبرعين، وذلك منذ تفشي جائحة كورونا قبل أشهر. تجميد حملات الجمع عقّد الوضع وأرجعت الطبيبة، حالة العزوف المسجلة، إلى خشية المتبرعين من التوجه نحو المستشفى والتعرض للإصابة بالفيروس، إضافة إلى تجميد حملات جمع الدم خارج المستشفيات، بعد أن كان أفراد طاقمها يقومون بخرجات ميدانية يتم خلالها جمع كميات معتبرة من هذه المادة، إضافة إلى أن شهر رمضان يكون غالبا فرصة لملئ أكياس الدم، بفضل قافلة متنقلة بالمساجد وتحديدا في فترة أداء صلاة التراويح. و أمام هذا الوضع، أصبح الطاقم الطبي يلجأ إلى طلب الدم من أفراد عائلة المريض، و رغم أن هذه الطريقة أتت بثمارها حسب الدكتورة بن كرفة، إلا أنها مختلفة عن سابقتها، حيث تجبر أسرة المريض على توفير زمرة معينة. وأضافت المتحدثة أنه وزيادة على مشكلة توفير الأكياس الضرورية للدم، فإنها وبقية الطاقم المتكون من طبيبة و ممرضتين إضافة إلى مخبريات و بيولوجيات، يواجهن عدة عراقيل تحد من عملهن، على غرار ضيق المصلحة وعدم توفرها على التهوئة، حيث أعربت المتحدثة عن أملها في إنجاز توسعة تسمح للطاقم بالعمل بأكثر راحة. عاملات يجلبن أكياس الدم بسياراتهن كما تطرح الدكتورة بن كرفة الصعوبة التي تتم مصادفتها في التنقل من أجل جلب الدم بسبب انعدام وسائل النقل بالمؤسسة، ما اضطر عاملات بالمصلحة لاستغلال سياراتهن الخاصة لهذا الغرض، في حين أن مستشفى علي منجلي يتوفر على 3 سيارات إسعاف فقط تغطي احتياجات مدينة يفوق عدد سكانها نصف مليون شخص. وتضم وحدة نقل الدم مخبرا أيضا، حيث يتم إجراء تحاليل أكياس الدم على مستواه، ومنها التحاليل الفيروسية، إضافة إلى تأهيل الكميات التي يتم جمعها، فيما تم الانتقال من العمل على الدم الكامل، إلى صنع أنواعه، ومنح المريض الزمرة المناسبة له حسب احتياجه، وقد شد انتباهنا عدد معتبر من الآلات والتجهيزات المنتشرة داخل إحدى قاعات المخبر. و أكدت رئيسة المصلحة، أن المخبر يوفر إجراء اختبارات متنوعة ومختلفة منها البيوكمياء و تحاليل الدم و التحاليل البكتيرية، موضحة أن الأولوية لإجرائها تبقى للماكثين في مختلف أقسام المستشفى، مذكرة أن المخبر كان يستقبل كل سكان علي منجلي قبل فترة ماضية ولكن مع فتح عدد معتبر من المؤسسات الصحية و العيادات متعددة الخدمات، أصبح عمله يقتصر على إجراء التحاليل على الماكثين. تجولنا داخل مخابر إجراء التحاليل والتي كانت واسعة وتتوفر على تجهيزات حديثة، كما لاحظنا تواجد عدد معتبر من أفراد الطاقم الطبي في كل قاعة، و هنا أخبرتنا الدكتورة بن كرفة أن المصلحة تتوفر على العدد الكافي من اليد العاملة، مؤكدة على وجود أطباء مختصين و مخبريات وبيولوجيات. وأضافت المتحدثة، أن شغور القاعات يعود لتراجع إقبال المرضى على المستشفى منذ تفشي وباء كورونا، لكن معدل التوافد ارتفع تدريجيا في الفترة الأخيرة، أما عن عدد التحاليل التي يجريها المخبر يوميا، فقالت إنه يتراوح بين 20 إلى 25 تحليلا تُجرى على مدار