تشهد مراكز التبرع بالدم على مستوى المستشفيات العمومية بالعاصمة وضواحيها، تراجعا في عدد المتبرعين، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان بنك الدم يشهد اكتفاء ذاتيا من حيث كميات الدم المتبرع بها، وكذا نوعية الفصائل المطلوبة والنادرة في وسط المرضى، حيث تحولت عملية التبرع بالدم إلى ممارسة اجتماعية لفائدة أفراد العائلة الواحدة. تحول التبرع بالدم من سلوك حميد شائع بين الناس إلى واجب قد لا يتجاوز أفراد الأسرة الواحدة في حال تسجيل عملية جراحية، حيث تؤكد الإحصائيات أن عدد المتبرعين بات يتناقص كل سنة، حيث تشكل الكميات المتبرع بها من الدم على خلفية مساعدة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل فقر الدم حاد النسبة الأقل مقارنة بتلك الكميات التي يتحصل عليها بنك الدم على خلفية تبرع أفراد العائلة لمريض ينتمي إلى نفس الأسرة، أو أحد الأقارب بسبب اشتراط العيادات توفير كمية محددة من الدم قبل إجراء أية عملية جراحية. متبرعون مجبرون أم مخيرون؟ أكد العديد من العاملين على مستوى مراكز حقن الدم بمستشفى الرويبة في العاصمة، أن أغلبية المتبرعين من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 سنة و35 سنة، أما حالات التبرع لديهم قد تكون بسبب إقدام أحد الأقرباء على إجراء عملية جراحية، بعد أن تطلب منه العيادة جلب فصيلة الدم التي يتوفر عليها المريض في حالة تسجيل أية حالات استعجالية، ويكون بمنح عائلة المريض وصفة طبية تقر بضرورة توفير أربعة متبرعين مثلا، تأخد إلى مركز حقن الدم والتبرع، وتتمكن من خلالها العيادة من جلب أكياس الدم بعد التصديق والختم على الوصفة من قبل رئيسة مصلحة حقن الدم. ويؤكد نور الدين وهو شاب يبلغ من العمر 30 سنة، قائلا: "لقد أصبحت لدي تجربة في مجال التبرع بالدم، بسبب إجراء عدد كبير من أفراد عائلتي عملية جراحية، وفي كل مرة تشترط العيادة توفير متبرعين وضمان كمية معينة من أكياس الدم، لهذا كثيرا ما كنت أذهب إلى المركز وأتبرع، حيث لا يشترط المركز فصيلة معينة، المهم أن يكون التبرع حسب عدد الأكياس المطلوبة من الدم، مضيفا: "صراحة لم أتقدم يوما من أجل التبرع للمركز بشكل تلقائي، وحقيقة أنا لا أفكر في ذلك". مرة واحدة للتبرع كل 3 أشهر وأكد الطاقم الطبي الذين تحدثت معه "المساء" بمركز الحقن في مستشفى الرويبة، أن الشخص المتبرع لا يمكنه التبرع لأكثر من مرة خلال ثلاثة أشهر، وهي المدة التي يتجدد فيها الدم وتتغير فيها الكريات الدموية الحمراء، مشيرين إلى أن عينات الدعم يتم معاينتها بشكل جيد، قصد التأكد من خلو الدم من الأمراض المتنقلة عن طريق الدم، حتى يتم تفادي نقل المرض إلى الشخص المريض، وكذا الكشف عن بعض هذه الحالات التي قد تأخذ منحنا خطيرا، وتقضي على الشخص المتبرع بحد ذاته. المساجد والساحات العمومية لتشجيع المتبرعين وتعبر المساجد والساحات العمومية، من أشهر الأماكن التي تشتغل لتحسيس الأشخاص بمدى أهمية التبرع بالدم، حيث كثيرا ما تنظم المستشفيات حملات للتبرع بالدم بجوار المساجد، حيث تقوم بفحص الشخص الذي يريد التبرع قبل أن يتبرع بكمية معينة من الدم، غير أن عدد المتبرعين يكون حالة نقص دائما، بسبب إحجام الشاب على ممارسة هذا السلوك الحسن، حيث كثيرا ما تسجل وحدات حقن والتبرع بالدم، نقصا كبيرا في كمية الدم المتبرع بها. كما تغلق مراكز التبرع أبوابها خلال الفترة الليلية بسبب عدم وجود فئة عاملة مؤهلة وكافية للعمل في الفترة الليلية.