أنهت مديرية الفلاحة بولاية تبسة، عملية تثبيت فلاحين بمحيطين زراعيين جنوب الولاية و تعتزم المصالح ذاتها، مضاعفة الوتيرة لحلحلة مختلف العراقيل التي تحول دون تثبيت آخرين، في 3 محيطات أخرى ببلديتي نقرين و فركان و تراهن السلطات الولائية على هذه العملية لترقية الاستثمار في المجال الفلاحي و توسعة المساحات الزراعية المسقية، بما يمكن من استحداث مناصب شغل جديدة و خصوصا لفئة الشباب و العاطلين عن العمل. و أوضح مدير القطاع، سعيد ثامن، في تصريح للنصر، بأنه و في إطار برنامج إنشاء المستثمرات الفلاحية و تربية المواشي و تماشيا مع مقتضيات المنشور الوزاري المشترك 108، تم استحداث 5 محيطات فلاحية للشباب، ببلديتي نقرين و فركان، و ذلك مع أفول عام 2016 و خضعت حينذاك هذه المحيطات للدراسة و الجدوى الاقتصادية، على مساحة 45 ألف هكتار و تبين أن 34 ألف هكتار منها صالحة للاستصلاح و الزراعة. و بناء على ما سبق، فقد تقرر حينها تجزئتها إلى حوالي 1377 قطعة أرضية، قصد توزيعها على الفلاحين و خلال الفترة الممتدة من عام 2017 إلى عام 2020، تم توزيع 504 عقود امتياز على المستفيدين و ظلت عملية تثبيتهم بهذه الأراضي عالقة لمدة 3 سنوات، لتعيد بعدها السلطات الولائية فتح هذا الملف مجددا، ليتم تثبيت 104 مستفيدين، منهم 84 بمحيط قارعواج بنقرين و20 بمنطقة الزازار بالبلدية ذاتها، غير أن عملية تثبيتهم اعترضتها بعض العراقيل، حسب ما توصل إليه مكتب الدراسات المتابع للملف، حيث تبين وجود غرباء و أشخاص آخرين، مستغلين لبعض تلك المساحات، كما عطلت الخلافات اللاحقة حول طبيعة هذه الأراضي بين فلاحي ولايتي تبسة و الوادي و كذا معارضة بعض المواطنين للمشروع، في تأخر عملية التثبيت. و مع مرور الأشهر، تم رفع تلك التحفظات و الانشغالات للجنة الولائية المكلفة بتنشيط الاستثمار الفلاحي و ذلك بغرض البحث عن آلية عملية لمواصلة تثبيت باقي المستفيدين، حيث تم تنصيب 77 من مجموع 99 فلاحا، بعدما تم اللجوء لخيار مراجعة حصة كل مستفيد و خضع توزيعها لعملية القرعة و في شفافية تامة و ذلك بعد موافقة المعنيين على مقترحات تقليص المساحة المخصصة لكل مستفيد و اللجوء لعملية القرعة، الأمر الذي مكن كذلك من رفع عدد المستفيدين من العملية. و استنادا للمصدر ذاته، فإن المصالح الفلاحية و بعد انتهائها من المحيطين السابقين و تمكين المعنيين من عقود الامتياز و بالتنسيق من مكتب الدراسات بنيدار، تعتزم حلحلة العراقيل الأخرى التي تحول دون تثبيت الفلاحين بالمحيطات الفلاحية الثلاثة المتبقية و يتعلق الأمر بمحيط علبة السدرة بنقرين و رقراق الريح و الكاحل ببلدية فركان، لتثبيت المعنيين، مع العلم بأن الاستفادة من هذه المحيطات، ستمكن المستفيد القروض و الدعم الفلاحي و الاستفادة كذلك من دعم الدولة في مجال الكهرباء الريفية، كما ستسمح لهم بإنجاز الهياكل القاعدية و حفر الآبار و بالانتهاء من تلك المحيطات، ستتوسع المساحة الزراعية المسقية بالولاية، التي تقدر حاليا بحوالي 22 ألف هكتار و تراهن ولاية تبسة على هذه المحيطات لتنمية الفلاحة بالجنوب، بعدما صارت المنطقة الجنوبية بالمرموثية و جارش قطبا فلاحيا بامتياز. و تهدف السلطات المعنية، إلى خلق قطب فلاحي واعد، على غرار القطب الفلاحي بولاية الوادي، مستعينة في ذلك بنوعية التربة و ثرائه، و صلاحيتها للعديد من المغروسات، ناهيك عن سهولة و وفرة مياه السقي و المناخ الملائم و المساعد لزراعة كل أنواع الحبوب و النخيل و زراعة الزيتون و قد تتوسع عملية الغراسة لزراعة البطاطس و الخضر، التي أعطيت تجاربها نتائج ممتازة.