مناطق الاستصلاح بالمرموثية و جارش تنقذ الموسم الفلاحي سجلت المصالح الفلاحية لولاية تبسة تراجعا في إنتاج القمح والشّعير خلال هذا الموسم على مستوى المناطق الشمالية للولاية بشكل كبير، بفعل الجفاف الذي ضرب الولاية خلال شهري مارس وأفريل، مما جعلها تصنف كمنطقة منكوبة فلاحيا. لكن مناطق الاستصلاح في كل من المرموثية و جارش ببلديتي نقرين و فركان، جنوب الولاية أنقذت الموقف ، حيث عرفت عمليتا الحصاد و الدّرس بالبلديتين نجاحا باهرا،و تجاوز الإنتاج في محيطي الاستصلاح في كل من المرموثيّة و جارش أكثر من 150 ألف قنطار من القمح و الشّعير. وقد التزمت تعاونية الحبوب والبقول الجافة، حسب تصريحات مسؤوليها بتوفير الظروف الملائمة لتسهيل عملية استقبال وجمع المنتوج الفلاحي وتخزينه، كما حرصت على تسهيل عملية دفع مستحقات الفلاحين، وعملت على إنجاح موسم الحصاد بجنوب الولاية بتسخير عدد معتبر من الحاصدات والوسائل. وكان تسعة فلاحين بمنطقتي المرموثية و جارش قد حققوا قبل أربع سنوات معدلات إنتاج في مادة القمح فاقت ما تجود به أفضل السهول في الهضاب والساحل بضعفين إلى ثلاثة أضعاف، و بذلك فإن هذه النخبة من فلاحي تبسة تشكل تقريبا ربع عدد أفضل المحترفين في إنتاج القمح بالجزائر، الذين تجاوز معدل إنتاجهم 50 قنطارا في الهكتار وهم من يطلق عليهم اسم نادي الخمسين. و هو النادي الذي بدأ ب 16 فلاحا فقط خلال حملة الحصاد لسنة 2010، ثم ارتفع عددهم إلى 40 فلاحا، واحتل الفلاح سالمي عبد الكريم الرتبة الأولى على المستوى الوطني بتحقيقه معدل إنتاج قياسي بلغ 85 قنطارا في الهكتار بمنطقة المرموثية. و قد استطاع سبعة من بين التسعة أن يتجاوزوا معدل 50 قنطارا في الهكتار،هذا الموسم و كلهم بجنوب الولاية ما عدا فلاح واحد بمنطقة الشريعة، وهو ما أهل منطقة المرموثية لأن تتبوأ مكانة مرموقة في إنتاج الحبوب، وجعلت من بلدية نقرين من البلديات الفلاحية بامتياز بفضل إنتاج منطقة الاستصلاح بالمرموثية، التي رغم وقوعها في منطقة سهبية إلا أن الطابع الصحراوي الذي يميزها من حيث المناخ وطبيعة الأراضي وكثرة الكثبان الرملية، لم يمنع من تكثيف زراعة الحبوب بها. في هذا الصدد يقول أحد فلاحي المنطقة أن التوجه الجديد للنشاط الفلاحي الذي بدأ يتجلى في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، سمح بإحداث محيط الاستصلاح بمنطقة المرموثية و بعض المحيطات المعزولة لأفراد بمناطق الهوارين وذراع الزيتة مما ساهم في ازدهار زراعة الحبوب و غراسة النخيل و أشجار الزيتون، التي أصبحت تضاهي المناطق الخصبة في الشمال من حيث وفرة الإنتاج لاسيما بعد الدعم الذي استفاد منه الفلاحون من الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية و تزويد محيط المرموثية بالكهرباء، وهو ما شجع على توسع المساحات المزروعة وارتفاع إنتاج الحبوب و التمور والزيتون بشكل مدهش. و حسب ذات المتحدث فإن عدد الفلاحين المسجلين على مستوى بلدية نقرين قد بلغ 490 فلاحا و وصل عدد المستثمرات الفلاحية 450 مستثمرة، وتتربع المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية على مساحة تفوق 246 ألف هكتار ، أما عدد أشجار النخيل فقد بلغ 42 ألف نخلة، و وصل عدد الآبار العميقة إلى 235 بئرا و بئران عاديان و 14 ينبوعا. و فقد شهد موسم الحصاد لهذا العام ببلدية نقرين وحدها إنتاج أكثر من 100 ألف قنطار من القمح و زهاء 20 ألف قنطار من الشعير و1500 قنطار من الزيتون ونحو 11 ألف قنطار من التمور، فيما عرفت منطقة جارش ببلدية فركان إنتاج زهاء 30 ألف قنطار من الحبوب، غير أن محدثنا يتخوف من عدم مواكبة الفلاحين للتطور وتراجع نشاطهم نتيجة عدم استفادتهم من تخفيض سعر الكهرباء بنسبة 50 بالمائة على غرار جيرانهم من ولاية الوادي، الذين لا يفصلهم عن بعضهم البعض إلا حاجز ترابي، و لكنهم استفادوا من هذا الامتياز منذ سنوات ، ولعل هذا الإشكال يعد من الانشغالات التي ظلت تطرح من حين لآخر على السلطات المحلية و الولائية للتدخل قصد تمكين الفلاحين من التخفيض في تسعيرة الكهرباء، و قد أكد لنا رئيس بلدية نقرين أن القضية مطروحة على مستوى مركزي للنظر فيها. ع.نصيب