* السباق اشتد وكل جولة تفرز وضعا جديدا أكد رئيس اتحاد عنابة عبد الباسط زعيم، بأن انفراد فريقه بصدارة ترتيب المجموعة الشرقية، قبل سبع جولات من نهاية المشوار، يعني التواجد في خانة أكبر المرشحين للتتويج بلقب الفوج، والمرور لدورة «البلاي أوف»، لكنه اعترف بالمقابل في حوار خص به النصر، بأن الجولات المتبقية ستكون صعبة للغاية، لأن النقاط تكتسي أهمية بالغة لكل الفرق، سواء المتنافسة على ورقة الصعود، أو تلك التي تسعى لتفادي السقوط، ومهما كانت الظروف فإننا كما قال « نبقى مجبرين على تحدي كل الصعاب، وتحقيق حلم العودة إلى حظيرة النخبة». كيف تنظرون إلى باقي المشوار، خاصة بعد نجاح الفريق في الانفراد بصدارة الترتيب؟ الجميع يعلم بأن بطولة الوطني الثاني للمجموعة الشرقية استثنائية، وذلك بتواجد الكثير من الأندية التي لها خبرة طويلة في الرابطة المحترفة، وهذا العامل يلقي بظلاله على معطيات المنافسة في المنعرجات الحاسمة، والدليل على ذلك أن كوكبة الطامحين للتتويج باللقب مازالت تضم 5 فرق، ولو بدرجات متفاوتة من الحظوظ، لكن لكل طرف حساباته في الجولات السبع المتبقية، وعليه فإننا لا بد أن نحتاط كثيرا من هذا الجانب، لأننا أصبحنا نحتل صدارة الترتيب بمفردنا، والإطاحة بنا تبقى مسعى باقي النوادي التي تراهن على تحقيق الصعود، وبالتالي فإننا مقبلون على تنشيط مباريات بنكهة نهائيات الكأس، مادام ترسيم التتويج بلقب الفوج يمر عبر الفوز بجميع المباريات المتبقية، وهذا لتفادي أي «سيناريو» لا تحمد عواقبه. نفهم من هذا الكلام بأنكم متخوّفون كثيرا في المنعرج الأخير من السباق؟ توخي الحيطة والحذر أمر لا نقاش فيه، لأن البطولة أدركت محطة حاسمة، التعثر فيها ممنوع، في ظل عدم توفر فرص كثيرة للتدارك، والرزنامة المتبقية تتضمن مباريات صعبة لكل الأندية، لكن الوضعية التي نتواجد فيها تضعنا أمام خيار وحيد، يتمثل في تسيير شؤون فريقنا، والمراهنة على البقاء في الصدارة، قبل ضبط الحسابات على نتائج باقي منافسينا على تأشيرة الصعود، لأن مصيرنا يبقى بأيدينا، والجولات المتبقية ستكون في غاية الصعوبة، لأننا سنخوض 4 لقاءات خارج الديار، بالتنقل إلى العلمة والخروب لمواجهة فريقين من قائمة المعنيين بالسقوط، إضافة إلى رحلتين إلى ولاية ميلة لملاقاة كل من نادي التلاغمة وهلال شلغوم العيد، وهذه المباريات لن يكون من السهل علينا الخروج منها بانتصارات، لكن لا يجب أن لا نتشاءم، لأننا نقود السباق، وتسيير المنافسة يكون مباراة بمباراة، لأن كل جولة تفرز معطيات جديدة، مادامت باقي الأندية المعنية بالتنافس على ورقة اللقب لن تجد بدورها الطريق مفروشا بالورود، وعليه فإننا نركز تفكيرنا حاليا على مقابلة العلمة. لكنكم اشتكيتم كثيرا من عدم توفر الأموال التي تسمح بتحقيق حلم الصعود؟ الحديث عن الشق المالي، يجبرنا دوما على العودة إلى الظروف التي باشرنا فيها العمل قبل بداية الموسم الجاري، لأن الاصطدام بإرث ثقيل من الديون التي ظلت عالقة منذ قرابة 10 سنوات، حال دون تحقيقنا انطلاقة وفق المخطط الذي كنا قد رسمناه، لأننا وجدنا أنفسنا مرغمين على تسوية نسبة كبيرة من الديون التي كانت مقيّدة لدى غرفة المنازعات، للحصول على الإجازات، بعدما كنا قد أجبرنا على خوض مقابلتي التدشين لبطولة هذا الموسم بالفريق الرديف، بسبب عدم القدرة على استخراج إجازات المستقدمين الجدد، وتعداد الفريق عرف تغييرا جذريا بالمقارنة مع الموسم الفارط، وهذه القضية كلفتنا قرابة 6 ملايير سنتيم، في الوقت الذي مازالت فيه الصيغ التنفيذية لأحكام قضائية، صدرت لصالح العديد من الدائنين من المتعاملين السابقين مع النادي في الإيواء، النقل والإطار والعتاد الرياضي تتهاطل علينا، رغم أننا كنا قد سجلنا تحفظا بخصوص الحصيلة المالية للنادي للموسم المنقضي، على اعتبار أن مصاريف تلك الفترة قاربت 18 مليار سنتيم، ومع ذلك فإن الجميع لم يتلقوا مستحقاتهم بما في ذلك اللاعبين، وهذه الترسبات صعبت من مهمتنا في تسيير الفريق. أيعني هذا بأنكم عاجزون عن تسيير المرحلة المتبقية من الموسم؟ كلا... فالوضعية الراهنة جعلتنا نناشد المستثمرين ورجال الأعمال بالولاية للوقوف إلى جانب الفريق، بعدما كانت السلطات المحلية، قد جسدت نسبة كبيرة جدا من الوعود التي كانت قد قدمتها لنا، لأن الإعانات الاستثنائية المتحصل عليها من الولاية والبلدية، كانت بمثابة جرعة الأوكسجين التي سمحت لنا بتجاوز آثار الأزمة الخانقة، وسمحت لنا باحتواء المشاكل التي كانت قد طفت على السطح، وذلك بتسوية منح المباريات عن آخرها، وقد سددنا علاوتي آخر انتصارين محققين داخل الديار، على حساب كل من مولودية قسنطينة ودفاع تاجنانت، وهذا بمراعاة السلم الجديد الذي ضبطناه مع بداية مرحلة الإياب، لأن مكافأة الفوز بمقابلة مهمة أصبحت 10 ملايين لكل لاعب، وهذا يندرج في إطار تحفيز اللاعبين، خاصة وأنهم لم يتحصلوا على رواتبهم الشهرية منذ فترة طويلة، على اعتبار أن المخطط الذي ضبطناه في البداية سقط في الماء، بسبب مشكل الديون السابقة، مما حال دون تجسيد الوعود المقدمة للاعبين بشأن رواتبهم، وهناك بعض العناصر لم تتحصل على أي سنتيم من أجور الموسم الجاري، وذلك بعد إقدامنا على تسوية مخلفاتها من الموسم الفارط، والعجز المالي يبقى الهاجس الوحيد الذي يثير مخاوفنا، لأن تسيير المرحلة المتبقية يتطلب نحو 7 ملايير سنتيم، لتسديد كل المستحقات، ولو أننا نراهن على تلاحم المجموعة لاستغلال الفرصة وتحقيق حلم الصعود .