سجلت مديرية الإدارة المحلية بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية بقسنطينة، مشروعا للتكفل بالنقاط السوداء المتسبّبة في الفيضانات، حيث تم رصد 7 ملايير سنتيم للعملية التي ستنجز بكل من بلديتي قسنطينة ومسعود بوجريو، فيما أحصت مديرية البيئة 15 نقطة على مستوى الولاية شرع في التكفل بها مؤخرا، في حين تؤكد الحماية المدنية أن غالبية التدخلات تتم بعلي منجلي والخروب. ونظمت المديرية الولائية للحماية المدنية، بالتنسيق مع مديريتي البيئة والموارد المائية، أمس، يوما إعلاميا تحسيسيا حول أخطار الفيضانات وطرق الوقاية منها، كما قدمت نصائح للمواطنين تتعلق بكيفية الوقاية من الاختناقات بالغاز والحرائق كما حثهم أعوان وإطارات السلك، على اتخاذ التدابير التي تحميهم من هذه الحوادث المميتة. وذكر الملازم شبيرة فاتح، وهو إطار بخلية الإعلام بالحماية المدنية، أن الهدف من هذا اليوم، هو الرفع من مستوى الوعي لدى المواطنين وحثهم على ضرورة التقيد بالتدابير الوقائية التي تحمي من أخطار الفيضانات، حيث دعا المواطنين إلى ضرورة تتبع النشرات الجوية، لاسيما في مواسم الفيضانات والتي تسجل غالبا نهاية شهر أوت وكذا شهري سبتمبر وأكتوبر. وأكد المتحدث، أنه ومن خلال الملاحظة الميدانية خلال مختلف التدخلات، تبين أن رمي الأوساخ والقمامة عشوائيا فضلا عن رمي الردوم ومخلفات البناء، دائما ما يتسبب في انسداد البالوعات والمجاري المائية لتكون النتيجة تسجيل فيضانات وترسبات للمياه بالعديد من النقاط، كما أكد أن العديد من الحوادث تكون نتيجة لعدم تطبيق الإجراءات الوقائية كقطع الكهرباء والغاز، خلال تسرب المياه إلى المنازل أو أماكن العمل. ودعا الإطار بخلية الإعلام، إلى تجنب الاقتراب من الأودية أو السير في المياه المتدفقة والسباحة في البرك ومجاري الأودية والسدود، حيث قال إن استهانة السائقين بقوة تدفق المياه يؤدي إلى جرف وسحب المركبات، مؤكدا على ضرورة السياقة بحذر أو التوقف نهائيا عن السياقة أثناء هطول الأمطار الغزيرة لاسيما بالمناطق التي توجد بها أودية. وبخصوص حوادث الاختناقات بالغاز، والتي تسببت مؤخرا في وفاة عائلة من ستة أفراد بحي بوذراع صالح، قال المتحدث، إن سخانات المياه تستعمل صيفا وشتاء ولابد من صيانتها بشكل دوري من خلال تفقد الشعلة، كما أكد على ضرورة تهوية المنازل خلال فصل الصيف إذ يسجل غالبا غلق كل المنافذ بعد تشغيل المكيفات. وأوضح رئيس القسم الفرعي لمديرية الموارد المائية بدائرة قسنطينة، سلمون علاوة، أن الهدف من هذا اليوم التحسيسي، هو توعية المواطنين بأهمية عدم رمي النفايات والأتربة التي تعد السبب الرئيسي في انسداد البالوعات والمجاري الكبرى وبعدها الفيضانات، مشيرا إلى أن الدولة أنفقت المئات من الملايير على البنى التحتية، فضلا عن تنفيذها لمشاريع ضخمة لتهيئة الوديان بقسنطينة على غرار أودية الرمال، بومرزوق، بن شرقي و وادي الحد، كما عملت أيضا على إعادة إسكان المواطنين القاطنين بمحيطها مثل ما تم بأحياء بسيف و وادي الحد وغيرها. وتابع محدثنا، أن مشكلة رمي النفايات الصلبة ما تزال مسجلة بالوديان و لابد على المواطنين، كما أكد، أن يتحلّوا بالمسؤولية والتوقف عن الرمي العشوائي في الوديان، حيث تم الوقوف على رمي تجهيزات منزلية كالثلاجات سواء بالبالوعات أو المجاري المائية، مؤكدا أنه وفي حال تطبيق هذه الإجراءات فإنه سيتم الوقاية من الفيضانات خلال فترة التساقطات المطرية الأولى التي تسجل بها عادة الحوادث. وأفاد المتحدث، أنه تم الشروع مبكرا بالتنسيق مع بلدية قسنطينة و"سياكو" والشركة الوطنية للتطهير في حملة لتنظيف البالوعات تحضيرا لموسم التساقطات، كما أكد أن مديرية الإدارة المحلية وبالتنسيق مع الموارد المائية، قد سجلت مشروعا للتكفل بالنقاط السوداء المسببة للفيضانات على مستوى بلديتي قسنطينة ومسعود بوجريو بغلاف مالي يقدر ب 7 ملايير سنتيم. وذكرت رئيسة مصلحة البيئة الحضرية، بمديرية البيئة، طريفة ليليا، أنه تم إحصاء 15 نقطة سوداء مسبّبة للفيضانات بالولاية، وذلك بكل من مدخل جسر سيدي راشد، فضلا عن 3 نقاط بالخروب ومثلها بعين عبيد و زيغود يوسف ونقطتين بعين سمارة، مشيرة إلى تنظيم عمليات للتكفل بهذه الأماكن وذلك بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، كما دعت المتحدثة إلى ضرورة القضاء على مشكلة الرمي العشوائي حفاظا على البيئة والمحيط. وقال النقيب لقرع عبد الرحمان رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الحماية المدنية بولاية قسنطينة، إن تنظيم هذا اليوم يأتي في إطار العمل الاستباقي للوقاية من أخطار الأمطار الرعدية التي قد تتسبب في ارتفاع منسوب المياه، حيث ذكر أن أعوان السلك يتلقون نداءات متكررة وملحة خلال تسجيل هذه المشكلة، لاسيما بعلي منجلي و الخروب وعين عبيد وحامة بوزيان، إذ تعد هذه المناطق الأكثر تضررا من الفيضانات الحضرية. ولفت المتحدث، إلى تسجيل نقاط سوداء بكل من عين سمارة وابن زياد أيضا، فضلا عن المنطقتين الصناعيتين بالما والرمال، بالإضافة إلى حيي بوالصوف والدقسي، مشيرا إلى أن تهيئة وادي الرمال قد ساهمت بشكل كبير في التقليل من حدة الفيضانات، كما ذكر أن قسنطينة لا تصنف ضمن الولايات الفيضية طبيعيا، بل تسجل بها فقط فيضانات حضرية والتي يكون سببها غالبا، ما وصفه بالتصرفات غير المسؤولة من طرف الأشخاص. وأحصت الحماية المدنية، وفاة 3 أشخاص في فيضانات علي منجلي في عام 2015 فضلا عن اثنين في حي الكانطولي في عام 2018، وكذا وفاة شخص واحد في حادثة فيضان وادي بن شرقي في 2019، كما لم تسجل أي حوادث في العام الماضي.