يعرف مشروع حماية المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة من الفيضانات، تأخرا كبيرا في الإنجاز، في الوقت الذي ما تزال فيه المدينة مهددة بسبب اهتراء شبكات تصريف المياه، و عدم إخضاع البالوعات إلى عمليات تطهير وانسدادها في كل مرة، حيث تشكلت مساء أمس الأول أوحال كبيرة في التجمعات السكانية، وغمرت المياه الطرقات والعديد من المواقع الأخرى. مشروع حماية علي منجلي من الفيضانات، رصد له ما يفوق من 70 مليار سنتيم، خلال زيارة وزير الداخلية للمدينة قبل ثلاث سنوات، على إثر فيضان كبير أتى على العديد من الممتلكات الخاصة والعمومية، كما تسبب في وفاة شخصين، لكن الأزمة المالية التي عرفتها البلاد أدت إلى تجميد المشروع، قبل أن يبعث مرة أخرى دون أن يجسد على أرض الواقع. و يشمل المشروع الذي تتولى مديرية الموارد المائية الإشراف عليه، توسيع مجاري الأودية على مستوى حي الاستقلال، و تطهير قنوات الصرف وإصلاحها، فضلا عن إدخال تعديلات في شبكات الصرف الصحي المهترئة، لاستيعاب كميات أكبر من المياه، مع إبعادها عن مسار خط الترامواي الذي يبقى مهددا هو الآخر بعد استلامه، في حال عدم تجسيد المشروع، حيث أن العديد من النقاط التي يمر عبرها تسجل في كل تساقط، تشكل برك مائية كبيرة وكتل من الأوحال لاسيما بحي الاستقلال، وكذا بالقرب من عمارات «جيكو» بمشروع سكنات عدل. و يكتسي المشروع أهمية بالغة لما له من دور في حماية السكان و البنى التحتية للمدينة، التي نادرا ما يتم فيها تنظيم عمليات لإعادة تهيئة الشبكات و تنظيف البالوعات، بسبب ضعف الإمكانيات والتوسع العمراني الكبير الذي تشهده طيلة خمس سنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي طالما تسبب في صعوبات للسلطات التي تجد نفسها عاجزة في كل مرة عن إيجاد حلول. و ذكر مسؤول بمديرية الموارد المائية، بأن المشروع الذي أسند إلى مؤسستي «سياكو» و «سوبت»، ما يزال في طور الإنجاز، حيث يصنف، مثلما قال، ضمن المشاريع ذات الأولوية، لكنه أكد بأن استلامه مرهون بمدى تقدم الأشغال بمسار الترامواي، دون أن يقدم توضيحات حول نسبة الإنجاز أو آجال التسليم، مؤكدا بأن المدينة ما تزال مهددة بخطر الفيضانات، إذ قال بأنه وفي عام 2015، تساقطت أمطار غزيرة لمدة 18 دقيقة فقط وكانت كفيلة بإحداث تلك الخسائر. و تراكمت المياه في العديد من التجمعات السكانية والطرقات وانسدت العشرات من البالوعات لاسيما بالأحياء الجديدة، كما تضررت المسالك و تشكلت حفر كبيرة، و ذلك طيلة فترة تساقط الأمطار مساء أمس الأول، وهو ما دفع بمصالح بلدية الخروب رفقة مؤسسة "سياكو»، إلى تسخير جميع الإمكانيات لتسليك البالوعات بالنقاط السوداء، فيما لا تزال العملية مستمرة عبر مختلف الوحدات الجوارية. وذكر مصدر من مؤسسة «سياكو»، بأنه لا يتم التحكم في تبعات الأمطار الرعدية الغزيرة، عبر كل دول العالم، كما أشار إلى أن علي منجلي تعتبر حالة خاصة و تتطلب، مثلما قال، إعادة هيكلة العديد من المواقع وهو ما يحتاج كلفة مالية ضخمة، لاسيما وأن العديد من الشبكات أنجزت بطرق عشوائية ولم تراع فيها المعايير المعمول بها في هكذا مشاريع. و أكد نائب رئيس بلدية الخروب، وشتاتي سليم، في اتصال بالنصر، بأن المشكلة تعود إلى عدم برمجة عمليات صيانة شاملة وتنظيف البالوعات خلال فترات سابقة، فضلا عن تسجيل سوء لإنجاز مشاريع وشبكات صرف المياه بالعديد من التجمعات السكانية، وعدم مطابقة هذه الأنظمة للمعايير المعمول بها، كما أكد بأن مصالح البلدية تدخلت وسخرت جميع الإمكانيات بالتنسيق مع المؤسسات وكذا "سياكو"، إذ ما تزال جارية، مضيفا بأن المجلس مستعد للتنسيق مع مختلف القطاعات لإيجاد حلول ناجعة في أقرب الآجال. و تصنف علي منجلي ضمن المناطق المعرضة طبيعيا للفيضانات، إذ سبق وأن تعرضت إلى كارثة طبيعية من هذا النوع في صيف 2015، ما تسبب في وفاة سيدة تقطن بالوحدة الجوارية 17، و مراهق في ال 16 من عمره لقي حتفه متأثرا بصعقة كهربائية، خلال محاولته إنقاذ مواطنين علقوا بالأوحال التي أغرقت المدينة حينها، كما ارتفع منسوب مياه الوادي إلى أزيد من 4 أمتار بحي الطرق الأربعة، و تضررت العشرات من المركبات بسبب السيول التي جرفتها.