اتحاد الشاوية بانطلاقة مثالية يخطف الأضواء في الرابطة الثانية كشفت مخلفات الجولات الثلاث الأولى لبطولة الرابطة الثانية، بنظامها الجديد عن المعالم الأولية لدائرتي التنافس، سواء من أجل الصعود أو تفادي السقوط، لأن معادلة ضمان البقاء تبقى معقدة هذا الموسم، بعد لجوء المكتب الفيدرالي إلى تقسيم النوادي على 3 أفواج، كما أن التعديل الذي فرضته الظروف الاستثنائية الناتجة عن الأزمة الوبائية، والقاضي برفع عدد منشطي البطولة من 32 إلى 36 ناديا، رفع من «كوطة» السقوط إلى قسم ما بين الرابطات إلى 4 فرق من كل فوج، وهو ما يمثل ثلث تركيبة المجموعة، بينما يبقى ترسيم الصعود مرهونا بدورة «البلاي أوف»، والتتويج باللقب على مستوى الفوج، لا يعني تعبيد الطريق بصورة آلية نحو حظيرة النخبة. فعلى مستوى المجموعة الشرقية، نجح اتحاد الشاوية في سرقة الأضواء، بإحرازه ثلاثة انتصارات متتالية، من بينها واحد خارج الديار، وكان ذلك بباتنة، على حساب المولودية المحلية، ولو أن هذا الإنجاز نصّب أبناء «سيدي رغيس» في خانة الفريق الوحيد في الرابطة الثانية بأفواجها الثلاثة، الذي تمكن من حصد العلامة الكاملة، ونيل تقدير «الامتياز» في الجولات الثلاث الأولى من الموسم، وهذا الأمر يعد منطقيا لفريق، كان قد باشر تحضيراته للمنافسة قبل باقي الأندية بشهر، لأن الجاهزية البدنية تلعب دورا كبيرا في مثل هذه الوضعيات، وليس من السهل على اللاعبين استعادة إمكانياتهم بعد توقف اضطراري عن التدريبات والمنافسة، تجاوزت مدته تسعة أشهر. دخول الشاوية مباشرة في صلب الموضوع، بريتم منتظم على وقع الانتصارات المتتالية، جعلهم يقدمون أوراق الاعتماد لواحد من أبرز المرشحين للتنافس على لقب البطولة في المجموعة الشرقية، رغم أن المنافسة في هذا الفوج تحتفظ بكثير من خصوصياتها، بمراعاة طابع «الديربي» الذي يطغى على أغلب المباريات، فضلا عن تواجد العديد من الأندية التي سبق لها اللعب في الرابطة المحترفة الأولى، وعليه فإن حصاد حامل راية تمثيل الولاية الرابعة في القسم الثاني بنظامه الجديد، كفيل بإعطاء السباق ريتما أسرع في قادم المحطات، بعد تجاوز باقي المنافسين مرحلة الترويض. «الدياربيتي» وعنابة يتحديان مشكل الديون يبقى دفاع تاجنانت بمثابة "المفاجأة السارة" لبداية هذا الموسم، لأن "الدياربيتي" يبقى من الفرق التي لم تتمكن من تسوية وضعيتها تجاه الغرفة الفيدرالية للمنازعات، مع تفعيل قرار الفيفا القاضي بمنع "الدفاع"، من تأهيل المستقدمين الجدد على ثلاثة مراحل، وهي الإجراءات الإدارية التي حرمت الفريق من الاستفادة من خدمات 14 لاعبا، كانت إدارة الرئيس قرعيش قد تعاقدت معهم خلال "الميركاتو"، لكنها اضطرت إلى تسريحهم ما إن دقت ساعة الحقيقة، عند إعطاء إشارة انطلاق البطولة، وذلك بفسخ عقودهم آليا، مع المراهنة على خدمات 10 عناصر من أكابر الموسم الماضي، وتكملة التعداد بلاعبين شبان من الرديف، وهو "المزيج" الذي تحدى الأزمة التي يتخبط فيها الفريق، بدليل أن حصاده في الجولات الثلاث الأولى كان 7 نقاط، واللافت للانتباه أن "التاجنانتية"، تمكنوا من تحقيق الفوز خارج الديار في مناسبتين، وكان ذلك بالعلمةوالخروب، أمام منافسين كانوا يتواجدون الموسم المنصرم بجانبهم في الرابطة الثانية، وهذا التألق أبقى الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، بخصوص سر نجاح الشبان في خطف الأضواء. على صعيد آخر، تمكن اتحاد عنابة من احتواء الأزمة التي عاشها مع بداية الموسم، والتي أجبرته على خوض لقاءين بتشكيلة الرديف، وتسوية الوضعية المالية والإدارية على مستوى غرفة المنازعات وضع "الطلبة" في رواق مفتوح لتذوق نشوة الانتصار، على حساب اتحاد خنشلة، بعدما كان الشبان قد انتزعوا تعادلين في جولتي التدشين. الموك و«لايسكا» بنفس الإيقاع و«البوبية» في الإنعاش يتواجد فريقا مولودية قسنطينة وجمعية الخروب في وضعية متشابهة إلى حد كبير، وذلك بالتساوي في الرصيد النقطي، مع عدم القدرة على تذوق طعم الفوز إلى حد الآن، ولو أن «لايسكا» انقادت إلى هزيمة داخل الديار، على يد دفاع تاجنانت، بينما ضيعت «الموك» نقطتين بملعبها، بالتعادل مع اتحاد عنابة، والقاسم المشترك بين ممثلي الكرة القسنطينية في هذه الحظيرة، يكمن في إهدار كل فريق ضربة جزاء في مباراة داخل قواعده، بعدما كان كل طرف قد نجح في احتواء أزمة الديون المقيّدة على مستوى غرفة المنازعات عشية جولة رفع الستار، وقد شاءت الصدف أن يكون تدشين الموسم بلقاء «الديربي»، والذي انتهى دون فائز. ما قيل عن الثنائي القسنطيني، يمكن إسقاطه أيضا على مولودية باتنة، التي سجلت دخولا كارثيا، لأن النقطة التي استهلت بها المشوار من عنابة لم تشفع لها بوضع القطار على السكة الصحيحة، بل أن أوضاع «البوبية» ازدادت تعقيدا عقب تلقي هزيمتين متتاليتين، مع طفو مشكل المستحقات المالية على السطح. «البابية» تسرق الأضواء على طريقتها الخاصة يبقى فريق مولودية العلمة، الفريق الذي سرق الأضواء على طريقته الخاصة في بداية هذا الموسم، لأن المولودية خاضت التحضيرات بفريقين «مختلفين»، في وضعية نتجت عن الصراع، الذي ظل قائما بين النادي الهاوي والشركة الرياضية، وهذا الإشكال لم يجد طريقه إلى الحل سوى قبل أسبوعين من بداية المنافسة الرسمية، مما جعل الفريق الرسمي يدخل غمار البطولة دون أي تحضير، لتكون عواقب ذلك وخيمة، لأن «طيور البابية» عجزت عن التحليق، رغم إقدام إدارتها على تسوية الوضعية تجاه غرفة المنازعات، وتأهيل المستقدمين الجدد، على اعتبار أن عدم الجاهزية انعكس بالسلب على مردود اللاعبين، ليتلقى الفريق ثلاثة هزائم متتالية، مع صيام المهاجمين عن التهديف في المباريات الثلاث الأولى، الأمر الذي جعل المولودية، تلازم الصف الأخير برصيد خاو من النقاط. ضيوف جدد بحصاد متباين رغم تقاسم الطموحات من زاوية أخرى، وإذا كان شباب باتنة قد حقق نتائج تتماشى وطموحات مسيريه بالنظر إلى خبرة الفريق في هذا القسم، فإن حصاد الضيوف الجدد كان متباينا، انطلاقا من هلال شلغوم العيد، الذي لم يفرط في النقاط بملعبه في مناسبتين، مرورا بجاره نادي التلاغمة، العائد بتعادل ثمين من أولاد جلال، بعدما كان قد أحرز انتصارا تاريخيا على حساب مولودية العلمة، هو الأول لفريق «أولاد سمايل» في الرابطة الثانية، وكذلك الحال بالنسبة لشباب أولاد جلال، الذي يبقى وفيا للتقاليد التي اكتسبها في بطولة الهواة، وذلك بالصمود داخل الديار، بينما مازال اتحاد خنشلة في رحلة البحث عن الذات، إثر الاكتفاء بنقطتين في الجولات الثلاث الأولى. الجولة الثالثة كسرت قاعدة تألق الزوار معطيات المنعرج الأول من الموسم لم تبح بكامل الأسرار، لكنها أبانت عن تقارب كبير في مستوى النوادي، فضلا عن سقوط ورقة الأرض والجمهور من الحسابات الأولية للمباريات، بسبب «الويكلو» الذي فرضه فيروس كورونا، لأن اللعب أمام مدرجات شاغرة، ووفق «بروتوكول» صحي صارم، أبقى نتائج اللقاءات مفتوحة على كل الاحتمالات، والدليل على ذلك أن جولة الافتتاح كانت قد شهدت تسجيل 3 تعادلات بنفس النتيجة (1 / 1)، وفوز خارج القواعد، من توقيع دفاع تاجنانت، مقابل نجاح فريقين مستضيفين فقط في انتزاع النقاط الثلاثة، وهي نفس الحصيلة التي تكررت في الجولة الثانية، قبل أن تكسر مباريات المحطة الثالثة نسبيا قاعدة تألق الزوار، بإحراز أصحاب الأرض 4 انتصارات، وكان حصاد الضيوف في هذه الجولة فوز وتعادل، ببصمة ثنائي الولاية 43، دفاع تاجنانت وناي التلاغمة تواليا. هذه الأرقام، جعلت حصيلة الجولات الثلاث الأولى من البطولة في المجموعة الشرقية 11 انتصارا، ثلاثة منها خارج الديار، مع تسجيل نتيجة التعادل في سبع مباريات، وقد نجحت سبعة فرق فقط في تذوق نشوة الانتصار، مع مواصلة الخماسي مولودية قسنطينة، جمعية الخروب، مولودية باتنة، اتحاد خنشلة ومولودية العلمة رحلة البحث عن أول فوز إلى إشعار آخر، في الوقت الذي تبقى فيه أربعة نوادي تحافظ على سجلها خاليا من الهزائم، ويتعلق الأمر بكل من اتحاد الشاوية، دفاع تاجنانت، إتحاد عنابة وشباب باتنة، ولو أن المميز أن الجولة الثالثة كانت بمثابة المنعرج الذي وضح الرؤية بصورة مبدئية، بعد فك العديد من الفرق لعقدة التعادلات التي كانت قد لازمتها، في صورة «طلبة بونة» و»الكاب»، وهو الثنائي الذي اهتدى إلى سكة الانتصارات، في حين انقاد كل من «الموك»، «لايسكا» و»الخناشلة» إلى الهزيمة، بعدما كانت هذه النوادي قد استهلت مشوارها بتعادلين متتاليين. الحكم علو صنع الحدث بثلاث ضربات جزاء شهدت المباريات ال 18 التي جرت إلى حد الآن اهتزاز الشباك في 29 مناسبة، لكن المميز هو تقارب مستوى النوادي، بدليل أن الفوز بفارق هدفين لم يسجل سوى في لقاءين فقط، لتبقى حصيلة اتحاد الشاوية الأحسن هجوميا بخمسة أهداف، تصدر بفضلها كل من بوزيان ويسعد لائحة الهدافين بثنائية، وذلك مناصفة مع مهاجم دفاع تاجنانت حاجي، بينما يبقى هجوم مولودية العلمة الأضعف، بالعجز عن هز شباك المنافسين إلى حد الآن، في الوقت الذي تبقى فيه بعض الفرق تلتزم الطريقة الدفاعية لتحصين قواعدها، بدليل تلقيها هدفا واحدا في 270 دقيقة، على غرار اتحاد عنابة، نادي التلاغمة ودفاع تاجنانت، مقابل تواجد مولودية باتنة ومولودية العلمة في هشاشة دفاعية، بتلقي حارس كل فريق 4 أهداف. وعرفت الجولات الثلاث الأولى إعلان الحكام عن 10 ضربات جزاء، صنع فيها الحكم الشاب رضوان علو "الاستثناء"، باحتسابه 4 ركلات في لقاءين كان قد أدارهما في المجموعة الشرقية، إذ أنه أعلن عن ضربتين في كل مباراة، الأولى في جولة التدشين بين اتحاد الشاوية وشباب أولاد جلال، والأخرى في لقاء الجولة الثالثة بين هلال شلغوم العيد ومولودية باتنة، كما أن "البوبية" تحتفظ بميزة مع ضربات الجزاء، وذلك باحتساب الحكام ضدها ركلة في كل لقاء، وقد كان اتحاد الشاوية، مولودية قسنطينة واتحاد عنابة الأكثر استفادة من ركلات الجزاء، بضربتين لكل فريق، لتكون قائمة النوادي من الضربات تتشكل من سبعة فرق، وقد نفذت 8 ضربات بنجاح، بينما أهدر بزاز ضربة لمولودية قسنطينة في الجولة الثانية، كما ضيع حجيج ركلة لجمعية الخروب في اللقاء الأخير ضد دفاع تاجنانت. سقوط مبكر لرؤوس 5مدربين والقائمة تبقى مفتوحة ألقت النتائج الفنية بظلالها مبكرا على مستقبل المدربين مع نواديهم، لأن موجة الإقالات والاستقالات انطلقت، وأسقطت 5 رؤوس، والقائمة تبقى مفتوحة، حيث رمى مدرب شباب باتنة مراد رحموني المنشفة، بعد تسجيل الفريق لتعادلين في جولتي التدشين، بينما كانت الانطلاقة الكارثية التي سجلتها المولودية الباتنية، كافية بالتعجيل برحيل أمين غيموز من على رأس العارضة الفنية للفريق، ونفس الجولة كانت قد شهدت أيضا وضع نقطة النهاية لمشوار عزيز عباس مع مولودية العلمة، في حين فضل كريم زاوي الانسحاب من تدريب دفاع تاجنانت، على خلفية الوضعية الاستثنائية التي يعيش على وقعها الفريق، رغم الانطلاقة الموفقة التي سجلتها التشكيلة، ليكون مصطفى عقون خامس مدرب يتم سحب البساط من تحت قدميه، وهذا على خلفية النتائج السلبية التي سجلها فريق مولودية قسنطينة، ولو أن اللافت للانتباه أن بعض الفرق عمدت إلى تجديد الثقة في المدربين منذ نهاية الموسم الفارط، لكن التونسي فاروق الجنحاوي، يبقى يصنع الاستثناء باعتباره التقني الأجنبي الوحيد، الذي يسجل تواجده حاليا في الرابطة الثانية، كمدرب لاتحاد خنشلة.